تباين الدعم الغربي للكيان الإسرائيلي ضد فلسطين: الغرب يتجنب دعم الهجمات الإسرائيلية على إيران خشية من ردود فعل طهران ضد مصالحه في الشرق الأوسط.

تباين الدعم الغربي للكيان الإسرائيلي ضد فلسطين: الغرب يتجنب دعم الهجمات الإسرائيلية على إيران خشية من ردود فعل طهران ضد مصالحه في الشرق الأوسط.

 

بروكسيل – “رأي اليوم”:
تحجم الدول الغربية، وعلى رأسها الدول الأوروبية، عن تقديم دعم عسكري مباشر وعلني لإسرائيل في الحرب التي أعلنتها ضد إيران، وذلك خشية من انتقام عسكري قد تنفّذه القوات الإيرانية ضد قواعد تابعة لهذه الدول في الشرق الأوسط.
وفور تداول أنباء على شبكات التواصل الاجتماعي تُفيد بأن ألمانيا زوّدت المقاتلات الإسرائيلية بالوقود أثناء تحليقها فوق أجواء الأردن أو سوريا في طريق عودتها من قصف أهداف في إيران، سارعت الحكومة الألمانية إلى نفي هذه المزاعم اليوم الاثنين، وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية، كينيث هارمز، أن طائرات سلاح الجو الألماني لم تزوّد المقاتلات الإسرائيلية بالوقود.
وبدوره، أعلن البيت الأبيض الأمريكي في أكثر من مناسبة منذ  بداية الحرب يوم الجمعة الماضية أن الولايات المتحدة لم تقدم أي دعم عسكري للهجوم الإسرائيلي على إيران للقضاء على مشروعها النووي.
وفي الوقت الذي ترفض فيه الدول الغربية إدانة الهجوم الإسرائيلي على إيران، تسعى إلى تبريره بشكل لا يُثير كثيرا غضب طهران. لكنها في المقابل لم تتمكن حتى الآن من الإعلان عن تقديم أي دعم عسكري مباشر لمساعدة إسرائيل في هجماتها ضد إيران، بينما سرا تقدم مختلف التسهيلات العسكرية والاستخباراتية. وتكتفي حتى الآن بأنها قد تساهم في الدفاع عن إسرائيل دون دهم الهجمات ضد إيران.
ويُعد هذا الصمت الغربي موقفًا متناقضًا مع الدعم العسكري العلني الذي قدمته هذه الدول لإسرائيل ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عقب أحداث 7 أكتوبر، فقد أقامت الولايات المتحدة جسرًا جويًا لنقل السلاح الهجومي إلى إسرائيل، وهو ما قامت به أيضًا بعض الدول الأوروبية مثل بريطانيا وألمانيا.
ولا يعكس هذا الموقف الغربي سياسة حياد، بل ينبع أساسًا من الخشية الشديدة من أن تُقدم القوات الإيرانية على استهداف قواعد عسكرية فرنسية، بريطانية، أمريكية وألمانية في منطقة الشرق الأوسط، أو أن تعترض السفن التابعة لهذه الدول في مضيق هرمز وبحر العرب، وقد عانت السفن الغربية، ولا تزال، من الهجمات الصاروخية التي يشنها “انصار الله” في اليمن على السفن العابرة للبحر الأحمر.
ولا يتعدى الدعم الغربي حتى الآن ما ترصده الأقمار الاصطناعية وتزويد إسرائيل سرا ببعض القنابل والصواريخ من قواعد في دول عربية مجاورة.