الإندبندنت: عندما يعترف ماكرون بفلسطين.. هل سيتبعه ستارمر

نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية مقالاً للقنصل البريطاني العام السابق في القدس فنسنت فين، تحدث فيه عن القرار الفرنسي الذي أعلنه رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون مؤخراً، حول توجهه قريباً للاعتراف بدولة فلسطينية.
يتساءل الكاتب في عنوان مقاله “عندما يعترف ماكرون بفلسطين، هل سيتبعه ستارمر؟”.
ويعلق “من المتوقع أن تُوائِم فرنسا سياستها الخارجية مع القانون الدولي بالاعتراف بدولة فلسطين إلى جانب إسرائيل. تعمل فرنسا والمملكة العربية السعودية معاً لوضع إطار عمل للسلام في الشرق الأوسط. حتى الآن، الأمور على ما يرام”.
لكن يفترض الكاتب بأنه يتوجب على المملكة المتحدة قيادة الاعتراف بدولة فلسطينية، وألا تكون تابعة. ويرى أن “الاعتراف بفلسطين لا يعني الانحياز، ولا مكافأة الإرهاب، ولا نزع الشرعية عن إسرائيل- بل يعني التكافؤ”.
يعتقد الكاتب أن بلاده تتحمل مسؤولية تاريخية، مستذكراً وعد بلفور ويصف الوعود الناجمة عنه بـ “المنقوصة”. ويلفت أيضاً إلى “سوء إدارة صك الانتداب على فلسطين حتى عام 1948”.
ويتابع “هناك إلحاح في عهد بنيامين نتنياهو، تُقوّض من خلاله إسرائيل بشكل منهجي أي احتمال لقيام دولتين تتعايشان بسلام، وهي السياسة الحزبية التي انتهجتها الحكومات البريطانية المتعاقبة”.
ويشير الكاتب إلى أن الإمبراطورية البريطانية في ذلك الوقت ساهمت في رسم حدود الشرق الأوسط الحديث، وأن لدى الحكومة البريطانية اليوم فرصة لمساعدة شعوب الشرق الأوسط على إعادة صياغة مستقبلها، عبر تولي زمام القيادة.
ويضيف الكاتب أنه بالنسبة لبريطانيا، فإن المسألة لا تقتصر على الدبلوماسية فحسب، بل هي أيضاً مسألة عدالة ومساءلة تاريخية، بحسب تعبيره.
ويقول أيضاً إنه قبل أكثر من قرن، تفاوضت بريطانيا وفرنسا سراً على اتفاقية سايكس بيكو، “التي قسّمت الولايات العربية التابعة للإمبراطورية العثمانية إلى مناطق نفوذ. سيطرت بريطانيا على فلسطين بموجب انتداب عصبة الأمم، مع واجب مُعلن لمساعدة شعبها على تحقيق الاستقلال”.
يضيف فين: لكن “نُكث هذا الوعد. وشُرّدت الأغلبية العربية الفلسطينية من السكان”.
ويشير الكاتب إلى أن “الأراضي الفلسطينية تخضع للاحتلال العسكري الإسرائيلي منذ عام 1967، بعكس ما ينص عليه القانون الدولي”.
ويؤكد أن مطلبه لبريطانيا بالاعتراف بدولة فلسطينية نابع أيضاً من قرار محكمة العدل الدولية في يوليو/ تموز الماضي بأن “احتلال عام 1967 غير قانوني، ويجب على جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة العمل على إنهائه بأسرع وقت ممكن. وأن عدم الاعتراف بفلسطين يُطيل أمد هذا الاحتلال غير القانوني”، بحسب الكاتب. (بي بي سي)