نتنياهو يشارك في مؤتمر صحفي مسجّل عبر زووم! الأمن القومي: “من السابق لأوانه مناقشة القضاء على البرنامج النووي لأنه غير واقعي”… الصواريخ ألحقت دمارًا بمعهد وايزمان… جنرال: استمرار القتال سيعطل قدرة إسرائيل بشكل كامل.

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
للتدليل على عمق الخوف والقلق في الدولة العبريّة بسبب الصواريخ الإيرانيّة، فإنّ الأجهزة الأمنيّة في الكيان أمرت ليلة أمس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بعقد مؤتمره الصحافيّ عبر تقنية (زوم)، وتمّ تسجيل المؤتمر الصحافي وبعد ذلك نشرتها وسائل الإعلام العبريّة، بما في ذلك قنوات التلفزة الإسرائيليّة.
في السياق، كشفت مصادر أمنيّة وتكنولوجيّة إسرائيليّة وصفت بأنّها رفيعة جدًا النقاب عن أنّ معهد الأبحاث المعروف والسريّ (وايزمان) تعرّض لضربةٍ شديدةٍ من الصواريخ الإيرانيّة، ولفتت صحيفة (هآرتس) العبريّة، التي أوردت النبأ، إلى أنّ الضربة الإيرانيّة المباشرة سببت في شطب أبحاثٍ أجراها المعهد خلال سنواتٍ طويلةٍ، على حدّ تعبيرها.
إلى ذلك، أكّد خبيرٌ إسرائيليٌّ، أنّه من المبكر الحديث عن القضاء على برنامج إيران النووي، رغم الأضرار الفعلية التي لحقت بالنخبة الأمنية والبنية التحتية النووية الإيرانية.
وقال راز تسيميت رئيس برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي والخبير بالشؤون الإيرانية في جامعة تل أبيب، إنّ “الضربة الاستباقية الإسرائيلية على إيران تشكل نقطة تحول في المعركة بينهما، وبداية مرحلة مهمة وخطيرة وغير مسبوقة في صراعهما، حيث أدت الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار التي شنتها إيران على تل أبيب في أبريل وأكتوبر 2024 لتغيير قواعد اللعبة بينهما، بعد أنْ فضلتا لسنوات العمل ضد بعضهما بشكل غير مباشر”.
وشدد في مقالٍ نشره على موقع القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ، على أنّه “من المبكر جدًا الحديث عن التدمير الكامل للبرنامج النوويّ، لأنّه غير واقعي، ولذلك، ففي نهاية الحملة ستحتاج إسرائيل لضمان قطع الطريق على إيران نحو الحصول على الأسلحة النووية، سواءً بحملة مستدامة للحفاظ على هذا الإنجاز بالوسائل العسكرية والسرية والدبلوماسية، أوْ عملية تكميلية تقودها الولايات المتحدة، لأننا في مرحلة بالغة الخطورة وغير متوقعة في حملة قد تطول، وتكون صعبة، وستكون عواقبها واسعة النطاق ومهمة ليس فقط بالنسبة لمستقبل إيران، بل بالنسبة لمستقبل المنطقة بأكملها”.
على صلةٍ بما سلف، قال اللواء المتقاعد في جيش الاحتلال اسحق بريك إنّ الجبهة الداخلية للاحتلال غير جاهزة للحرب، وإنّ الاقتصاد الإسرائيلي لن يصمد في حال اندلاع مواجهة طويلة الأمد مع إيران، مشددًا على أنّ التسوية الوحيدة الممكنة تمر عبر اتفاق سياسي بين واشنطن وطهران.
وفي مقال نشرته صحيفة (معاريف)، حذر بريك من الركون إلى ما وصفه بنشوة الإنجاز العسكري، قائلاً إنّ هجوم سلاح الجو الإسرائيليّ على منشآت إيران النووية “لم ينجح في تصفية قدرات طهران على إنتاج القنبلة”، وإنّ الإنجاز الفعلي الوحيد تمثل في “تعزيز الردع لا أكثر”، على حد تعبيره.
وأشار إلى أنّ الحرب الحالية كشفت مرة أخرى عن الفجوة الكبيرة بين الجهوزية العالية لسلاح الجو وبين ما وصفه بالإهمال الإجراميّ في تجهيز الجبهة الداخلية، مؤكدًا في الوقت عينه أنّ تجاهل التهديدات التي قد تطال عمق الاحتلال سيؤدي إلى دمار واسع، كما يحدث في (غلاف غزة) وفي الشمال.
وأضاف أنّ استمرار الحرب لفترة طويلة سيقود إلى شلل اقتصادي وانقطاع عن العالم في مجالات الطيران والتجارة، وهو “ما قد يعطل بالكامل قدرة إسرائيل على الاستمرار في القتال”، طبقًا لأقواله.
ولفت إلى أنّ “صواريخ إيران الباليستية التي تقدر بنحو ألفي صاروخ، بعضها قادر على حمل رأس متفجر يصل إلى طن، يمكن أنْ تغمر إسرائيل بوابل ناري لا يمكن لمخزون صواريخ (حيتس) اعتراضه، حتى مع المساعدة الأمريكية”.
وحذر بريك من أنّ إيران تراهن على تفوق عدد صواريخها على منظومات الاعتراض، وقال إنّ “الخطة الإيرانية تقوم على الاستمرار في الإطلاق حتى استنزاف الدفاعات الجوية، الأمر الذي سيجعل العمق الإسرائيلي مكشوفًا لأضرار كارثية”.
وانتقد بريك غياب مقاربة استراتيجية شاملة، معتبرًا أنّ الولايات المتحدة تلعب لعبة مصالحها فقط، مشيرًا إلى اتفاق وقف النار مع الحوثيين، والذي تجاهل استمرار استهداف إسرائيل من قبلهم، واتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه “رجل أعمال يفكر بالربح والخسارة فقط، وأنه مستعد للتخلي عن إسرائيل إذا رآها عبئا”.
وشدد على أن الحرب الجارية قد تفضي إلى وضع مشابه لما حصل في مرات سابقة، حيث “تبدأ بنشوة إنجازات ثم تنقلب إلى واقع قاس”.
وأكد في الختام أنّ السبيل الوحيد لتسوية الملف الإيراني يمر عبر اتفاقٍ سياسيٍّ شامل بين الولايات المتحدة وإيران، داعيًا إدارة ترامب إلى “دعم إسرائيل في الهجوم أيضًا إذا كانت فعلاً تريد دفع طهران إلى طاولة التفاوض”، على حدّ تعبيره.
جديرٌ بالذكر أنّ وسائل الإعلام العبريّة على مختلف مشاربها، تؤكِّد علنًا أنّ ما تقوم بنشره وبثّه منذ العدوان الإسرائيليّ على الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران يخضع بصرامةٍ لمقّص الرقيب العسكريّ.