تجلي وجه مظلم من إنسانيتنا في غزة”.. خطاب “مؤثر” للملك عبدالله الثاني في “فرنسا”.. لماذا؟: التعاون مع “أوروبا” هو الخيار الوحيد وسط “التواطؤ الأمريكي” والأردن يسعى لإنقاذ “المشاورات

تجلي وجه مظلم من إنسانيتنا في غزة”.. خطاب “مؤثر” للملك عبدالله الثاني في “فرنسا”.. لماذا؟: التعاون مع “أوروبا” هو الخيار الوحيد وسط “التواطؤ الأمريكي” والأردن يسعى لإنقاذ “المشاورات

 

بيروت – خاص بـ”رأي اليوم”:

تقدم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بعد ظهر الثلاثاء بخطاب سياسي وإنساني “مشحون للغاية” حول ما يجري ضد أهالي قطاع غزة وخذلان العالم لهم على هامش “جولة أوروبية” قررتها القيادة الأردنية وبدأت بإلقاء خطاب أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الفرنسية.
وصف ملك الأردن الحرب على غزة بأنها “قاسية” تنحدر أخلاقيا بالعالم” وقال: تنكشف أمامنا نسخة مخزية من إنسانيتنا، وتتفكك قيمنا العالمية بوتيرة مروعة وعواقب وخيمة.
ويتمثل هذا الإنحدار بأوضح أشكاله في غزة، التي خذلها العالم، وأضاع الفرصة تلو الأخرى في اختيار الطريق الأمثل للتعامل معها”.
وفي خطابه الذي اثار الإنتباه بسبب تزامنه مع التصعيد العسكري الحالي في الإقليم شرح العاهل الأردني: “لو عدنا بالذاكرة إلى عام 2023، أثارت أولى الهجمات والغارات الإسرائيلية على مستشفى في غزة آنذاك صدمة وغضبا عالميا.
ومنذ ذلك الحين، وثّقت منظمة الصحة العالمية ما يقارب 700 هجوم على مرافق الرعاية الصحية في غزة، كيف يعقل لما كان يعتبر فعلا وحشيا قبل 20 شهرا فقط، أن يصبح الآن أمرا شائعا لدرجة أنه بالكاد يذكر”.
وقال الملك: “نحن على مفترق طرق آخر حاسم في تاريخنا؛ مفترق الاختيار بين السلطة والمبدأ، بين حكم القانون أو حكم القوة، بين التراجع أو التجديد وكل هذا على المحك بالنسبة للجميع، والأمر لا ينطبق على غزة فحسب، فهذه ليست مجرد لحظة سياسية أخرى لتسجيل المواقف؛ بل إنه صراع حول هويتنا كمجتمع عالمي في الحاضر والمستقبل”.
ويأمل الأردن بأن تسهم المشاورات مع المؤسسات الأوروبية في فتح ثغرة في المشهد ألفلسطيني المستعصي حاليا في ظل إدارة أمريكية لا تبدو معنية بالإصغاء للزعماء العرب حسب مصادر أمريكية مطلعة في واشنطن.
وتواصلت الدبلوماسية الأردنية خلال الأيام الأخيرة مع العديد من أطراف الإتحاد الأوروبي على أمل تجنب السماح للتصعيد الذي إختارته إسرائيل ضد إيران بإيقاف تحضيرات مبادرة تموز المقبلة المتعلقة بتفعيل الكلام عن “شرعنة الدولة الفلسطينية” حيث تعتقد عمان بأن إبعاد المبادرة من اهم أهداف الحرب التي قررتها إسرائيل ضد إيران وتوطئة معها الإدارة الأمريكية الحالية.
وتشير أوساط القرار الأردني إلى أن القيادة إختارت التحدث عن غزة والوضع الصعب فيها كمدخل لإعادة تنشيط النقاش بشأن ملف عملية السلام والدولة الفلسطينية.