علي أحمد محمد المقدشي: زيارة رئيس الوزراء الصومالي إلى لاسعانود: بداية نهاية مشروع تقسيم الصومال

علي أحمد محمد المقدشي: زيارة رئيس الوزراء الصومالي إلى لاسعانود: بداية نهاية مشروع تقسيم الصومال

 

 

علي أحمد محمد المقدشي

تحمل زيارة دولة رئيس وزراء جمهورية الصومال الفيدرالية، السيد حمزة عبدي بري، إلى مدينة لاسعانود، أبعاداً سياسية واجتماعية عميقة، تجعل منها حدثاً تاريخياً بكل المقاييس. إذ تُجسّد هذه الزيارة اعترافاً صريحاً من الحكومة الفيدرالية بنضال أبناء مناطق SSC–خاتمو، وتضحياتهم الجسيمة في سبيل صون وحدة التراب الوطني الصومالي.
وتُعد هذه الزيارة بمثابة تكريم مستحق لذلك النضال الوطني، وخطوة عملية نحو تحقيق تطلعات أبناء المنطقة، وعلى رأسها: التمثيل العادل، الأمن المستدام، والتنمية الشاملة التي لا تُقصي أحداً.
وقد أسهمت الزيارة في توثيق العلاقة بين إدارة SSC–خاتمو والحكومة المركزية، كما بعثت برسالة واضحة إلى الأطراف التي سعت —ولا تزال تسعى— إلى تمزيق النسيج الوطني الصومالي؛ سواء كانت كيانات سياسية، إدارات محلية، أو حتى قوى إقليمية ذات أطماع. ولم تكن الرسالة مجرد موقف رمزي، بل إعلان وطني جلي يؤكد أن الدولة الصومالية ماضية في استعادة وحدتها واستكمال بناء مؤسساتها، على الأسس التي تأسست عليها عام 1960.
ورغم أن البعض قد يفسّر هذه الخطوة على أنها موجهة ضد طموحات “صوماليلاند”، فإن حقيقة الأمر أوسع من ذلك بكثير؛ فمشروع الانفصال ليس حكراً على جهة بعينها، بل هو توجه تتبناه قوى متعددة داخلية وخارجية، وقد بلغ هذا المشروع ذروته مؤخراً، قبل أن تأتي هذه الزيارة لتعلن أفوله وبداية طي صفحته.
إن هذه الرسالة موجّهة إلى الشعب الصومالي بأسره: الوحدة الوطنية ليست شعاراً سياسياً، بل هي أساس البقاء، وركيزة الدولة الصومالية الحديثة. وقد قدّمت SSC–خاتمو نموذجاً مشرفاً في الدفاع عن الوطن، واستحقت بذلك التقدير الرسمي والشعبي، لتكون قدوة لكل من يسعى لحفظ الكيان الصومالي الواحد.
كاتب صومالي