عدنان نصار: صوت الضعيف ضعيف.. وإمامة بلا أخلاق

عدنان نصار
تقول الحكايات الموروثة :صوت الضعيف ضعيف وإن كان بوقا..وموروث حكايات يقول: ان الخلق إمامة ، والخلوق إمام ..،وما بين الضعف والإمامة المبنية على الخلق ثمة قوة تكمن في تفاصيل المشهد ، وان كان المشهد العربي برمته قائم على الضعف الممتلك للخلق ، وهذا في عرف السياسة العالمية الراهنة ليس له مكان في قاموس السياسة ..سياسة القوى العظمى التي تحتكم الى :القوة وغياب الخلق وفقدان الإمامة .!
وفي سياق الحديث عن الحكايات السردية ثمة إندهاش وإستغراب وعجب عندما ترى اللئام يتحلقون على موائد الكرام ..يحاوروهم ، ويتبادلون الضحكات دون أدنى خجل من اللئام الممتلكين للقوة والوقاحة ، والكرام الضعاف المتلكين للخلق ..حقا انه شيء مريب .!
وتقول السردية التاريخية ان العرب لم يقبلوا يوما أن يكونوا في غير سرب النسور والصقور ، وفي غير مسرب الخيول التي تصهل ان لحق الظلم أو الجور بماجدة عربية عابرة طريق ، او طفلة تتلوى وهي تستنجد طلبا للغوث ، او كهل يتكأ على عصا فلا يجد غير لطم كربلائي على خدود أقرانه وصوت :لا تستغيث لا من مجيب .! فأي حديث يليق بالقوة العظمى الفاقدة للخلق ، الساعية لإمامة العالم ومذبحها تسيل منه دماء المقهورين المستضعفين .. ونصلها منذ 76 سنة لم يرفع عن رقابهم .!!
التبجح العالمي “بإنسانية” نزفت ما يكفي من دم وقهر ، وارتكبت الإنسانية الزائفة ذاتها ما يكفي من جرائم ، وأمتلكت الفائض من سلاح الموت ، وتمردت بما يخجل منها حيوانات الغاب ، وراحت “الإنسانية” العالمية المنظوية تحت السياسة الى أوطى درجة من اللاإنسانية التي قفزت فوق شلالات دم المقهورين ليس في فلسطين فحسب بل في أكثر من جغرافيا عربية بشقيها الأسيوي والأفريقي ..فقتلت وشردت ودمرت وأوجدت اصطلاح النازحين واللاجئين ونهبت خيراتهم لننصب الخيام بإسم الانسانية ..!
ويبدو أن العالم السياسي وقواه العظمى المتبجح بالحداثة والحرية والإنسانية وعدد ما شئت من اصطلاحات القيم الرفيعة بالمعنى الإنساني والمغلظة بالفعل الهمجي ، لم يتوقف للحظة واحدة عند مفصل الإنسانية لمداواة الجرح بقدر ما ساهم بكسر ما تبقى من عظام سليمة في جسد الأمة والإنسانية، ثم يسرع هذا العالم بفتح نوافذ المساعدة بالغذاء والدواء على طريقة السلحفاة ..أي شيزوفرانيا وفصام سياسي بعيشه هذا العالم .؟!
من الغباء أن يسترسل العالم بهذا الإجرام والجنون ، ومن الهبل أن يظن المقهورين نيام ..! فتحت الرماد ثمة جمر يتلوى ، وفوهات البراكين ترسل بنذرها قبل أن تقذف حممها ..فحذاري من جمر تحت الرماد ، يغذيه القهر ، ومن دخان فوهات تنذر بقذف حممها في وجه الطغاة ..حذاري أن يثق العالم بهدوء أممي مخيف ..هدوء قد ينذر بتسونامي يبتلع المتبجحين بالإنسانية وهم اعداءها.!!
كاتب وصحفي أردني..