اعتقال مسؤول في “الشاباك” لتسريبه وثيقة عن تغلغل اليمين بالشرطة

القدس / الأناضول
سمحت محكمة إسرائيلية، الثلاثاء، بالكشف عن اعتقال مسؤول في جهاز الأمن العام “الشاباك”، بتهمة “تسريب وثيقة عن تحقيق بشأن تغلغل اليمين المتطرف في جهاز الشرطة”، وفق إعلام عبري رسمي.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن محكمة الصلح في مدينة ريئون لتسيون، سمحت اليوم بنشر تفاصيل عن قضية “عميل الشاباك المعتقل للاشتباه في تسريب وثائق سرية” دون تسميته.
وأوضحت أن الوثيقة تتعلق بـ”تحقيق داخلي بشأن تغلغل اليمين المتطرف في مراتب جهاز الشرطة”، وتم تسريبها إلى وزير شؤون الشتات أميخاي شيكلي، والصحفي في القناة 12 عميت سيغال، والصحفية شيريت كوهين أفيتان.
ويعد هذا أحدث فصل في الخلاف بين رئيس الشاباك رونين بار، وحكومة بنيامين نتنياهو الذي يحاول إقالة بار بذريعة إخفاقه في عدد من الملفات الأمنية، على حد ادعائه.
ووفقا لهيئة البث، استغل اليمين هذه القضية للهجوم مجددا على بار، الذي أقالته الحكومة قبل أن تعلق المحكمة العليا القرار.
وتقول المعارضة إن خلافات نتنياهو مع بار وقرار إقالته يمثلان أحد تداعيات فشل الحكومة في مواجهة هجوم “طوفان الأقصى”، الذي نفذته حركة حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وفي ذلك اليوم “هاجمت حماس 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بمحاذاة قطاع غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين ردا على “جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى”، وفق الحركة.
وسبق أن قرر رئيس “الشاباك” إبقاء التحقيق في تغلغل اليمين المتطرف بمراتب الشرطة “سريا” قبل أن يسرب المسؤول الوثيقة المتعلقة بهذا التحقيق إلى الصحفي سيغال المعروف بقربه من اليمين.
وأضافت الهيئة: “تم تمديد احتجاز المشتبه به حتى يوم الأربعاء”، معلنة إلغاء أمر حظر النشر بـ”طلب من الشاباك، وإدارة التحقيق مع الشرطة”.
وأشارت نقلا عن المحكمة، إلى أن المشتبه به نقل معلومات إلى الوزير شيكلي والصحفي سيغال عن “إجراء تحقيق في تسلل الكاهانية إلى الشرطة”.
ويستخدم مصطلح “الكاهانية” للتعبير عن اليمينيين المتطرفين في السياسة الإسرائيلية.
في سياق متصل، أفادت الهيئة العبرية بأن المشتبه فيه نقل معلومات إلى الصحفية أفيتان باعتبارها “ذات أهمية عامة”.
ولفتت إلى أن المعلومات التي نقلها لأفيتان تتعلق بـ”سلوك الشاباك مساء 7 أكتوبر 2023″ عندما نفذت حماس هجوما مفاجئا على مستوطنات إسرائيلية محاذية لقطاع غزة.
وفيما يتعلق بمجريات القضية، قالت الهيئة إن المشتبه فيه قدم استئنافا ضد تمديد فترة اعتقاله، مدعيا أن المعلومات التي أدلى بها “لا تشكل خطرا على أمن الدولة”.
ونقلت عن محامي المشتبه فيه قولهم إن الغرض من ذلك التسريب “لفت انتباه الجمهور إلى القضايا ذات المصلحة العامة والأهمية العليا، والتي تم تقديمها للجمهور بطريقة مشوهة للغاية من قبل الأطراف المعنية التي لديها سلطة التحكم في الإفراج عن المعلومات المخزنة لدى جهاز الأمن العام”.
وسبق للمحكمة الإسرائيلية بداية أن أمرت بحظر النشر في القضية، لكن عضوة الكنيست تالي غوتليب من حزب “الليكود” بزعامة نتنياهو، خرقت الحظر مستغلة حقها في الحصانة البرلمانية.
وقالت على منصة إكس، مساء الاثنين: “من أجل الوفاء بواجباتي، أقوم بنشر هذه المعلومات.. لا ضرر على الأمن القومي هنا، المستشارة القانونية للحكومة غالي بهاراف ميارا قلقة للغاية بشأن صديقها رونين بار”.
وفي مارس/ آذار الماضي، صوتت الحكومة الإسرائيلية على حجب الثقة عن بهاراف ميارا جراء خلافات بينهما.
من جهته، دافع وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير عن المسؤول في “الشاباك” الذي سرب الوثيقة، واعتبر الاعتقال “جزءا من ممارسات الدولة العميقة”.
وقال في منشور على منصة إكس، الثلاثاء: “كما حذرنا منذ البداية.. رونين بار وغالي بهاراف ميارا، وكيرين بار مناحيم، ثلاثة أشخاص من الدولة العميقة.. إنهم يتجاوزون كل الحدود”.