فلسطين في مواجهة ريفييرا الشرق الأوسط الجديد
د. باسم المذحجي
مؤسس الفوضى الخلاقة يرى بأن منطقة الشرق الأوسط قدرها أن تكون مسرحاً لعمليات عسكرية مستمرة، وشدد أن تكون قواعد عسكرية متقدمة.
الفوضى الخلاقة تعد أخطر نظرية سياسية واستراتيجية أميريكية في الشرق الأوسط ،لكنها صدرت بنسختين؛ النسخة لأولى ” مابعد الغزو الأميريكي للعراق” نسخة بغلاف تصدير الديموقراطية ،وبدءات 2011 ،وكودها السري باب ” نشر الفوضى” ،وأقرت كواليس تأسيسها في 6نوفمبر سنة 2002 بمسمى” مبادرة كولن باول”، بينما النسخة الثانية 2025 تسمى إعادة تعريف الفرص الاقتصادية ،وكودها السري ضُمن بباب إعادة تشكيل الشرق الأوسط سنة2024 لجوزيف بيلزمان مهندس خطة ترامب لتهجير غزة، أو ريفييرا الشرق الأوسط الجديد .
-لم تنجح الفوضى الخلاقة في وضع تعريف وحل للكفاح المسلح والثورات التحررية الذي أدمنت عليها الشعوب العربية في مواجهة الاحتلال والاستعمار والاستيطان، فمثلًا قدمت ليبيا 225،000 شهيد. وقدمت الجزائر مليون شهيد، وقدمت مصر 100الف شهيد لتستعيد شبة جزيرة سيناء بعد احتلال دائم 15 سنة.بالتالي كفاح أهلنا في فلسطين المحتلة للدفاع عن أرضهم ومقدساتهم حق مشروع بناء فتوى محكمة العدل الدولية التي تعد الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة ،وكذلك قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ل 172دولة التى ترى إسرائيل دولة احتلال وضعها بين هلالين ، وتجريم احتلال الأرض بالقوة ،و حق الشعوب في تقرير المصير، فمابالنا وقد ذهبت إسرائيل الى القتل والتهجير بالحديد والنار.
-فتوى محكمة العدل الدولية ترى إن سياسات إسرائيل وممارساتها المتمثلة في إنشاء المستوطنات وضم الأراضي مما يؤدي إلى النقل القسري للفلسطينيين من أراضيهم، ومصادرة الأراضي والممتلكات الفلسطينية، واستغلال الموارد الطبيعية، والأنظمة القانونية التمييزية في الأراضي المحتلة، تشكل جميعها انتهاكًا للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان.
وذكرت المحكمة أنه “يجب على الأمم المتحدة، وخاصة الجمعية العامة، ومجلس الأمن النظر في الطرائق والإجراءات الإضافية اللازمة لإنهاء الوجود غير القانوني لدولة إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة بأسرع ما يمكن”.
-عود على بدء، تُركز استراتيجية الفوضى الخلاقة على جعل أبناء الوطن ينهمكون في صراعات بينية سياسية، وثقافية، ومسلحة، ونقطة ضعفها بأنها لم تنجح في تحييد عامل دفاعهم عن الأرض، ولنأخذ مثال بسيط دولة فلسطين المحتلة، وقد أصبج الخيار المستحيل في الدفاع عن الأرض يتطلب تضحيات جسيمة مهما كانت فاتورتها من دماء وأشلاء،ومهما تعارضت مع المرتكزات الاستراتيجية لمسرح صناعة القرار العالمي، ودائرة الفوضى الخلاقة..
الكفاح المسلح للشعب الفلسطيني هو الأطر الاستراتيجي الذي نسف مشروع الشرق الأوسط الجديد عبر فضائه السيبراني الذي تتحكم به واشنطن ،وأجندات إعادة تعريف الفرص الاقتصادية من بوابة الحرب التجارية، ونشر البوارج الحربية.
ختامًا، يتحمل ما حدث وما سيحدث من جريمة اغتصاب لفلسطين مليار مسلم وثلاثمائة مليون عربي، ولن يبرأ العرب من هذه الجريمة إلا بعودة فلسطين الى أهلها.
باحث استراتيجي