محمد محمد احمد الانسي: تاريخ الأزمات الاقتصادية وجذورها الربوية رحلة موجزة من 1694 إلى 2025م

محمد محمد احمد الانسي
من أشهر أقوال المصرفي اليهودي ماير أمشيل روتشيلد (1743–1812):
ضعوا في يدي السيطرة على المعروض النقدي لأي أمة وسوف اتحكم بها دون أن أهتم بمن يضع قوانينها.
وقد تبين بأن تلك المقولة لم تكن سطحية ولم تأتي من فراغ، في الواقع يمكن القول بأن جذور الأزمة الاقتصادية الراهنة تعود إلى تاريخ 1694م وهذا هو تاريخ انشاء بنك إنجلترا.
في تلك المرحلة كان اليهود المصرفيون من آل روتشيلد قد تمكنوا من اقناع الملك هنري الثامن، وابنته إليزابيث الأولى بمشروع غزو العالم وكان هذا المشروع مرتبط بتحقيق أهداف الاستعمار التجاري العالمي. وكانت ركائز التجارة العالمية في خطة اليهود المصرفيين تعتمد على التالي:
تجارة الرقيق والمخدرات على صعيد عالمي.
نهب الصين والهند.
إطلاق حروب على مجموعة من الدول (إسبانيا، فرنسا، هولندا، ألمانيا، النمسا-المجر، وروسيا.)
(استعادة أمريكا) بعد إعلانها الاستقلال عن بريطانيا عام 1776م
انشاء كيان تجاري لممارسة الاحتلال والنهب الاقتصادي تم تسميته (شركة الهند الشرقية).
تحويل بنك إنجلترا إلى بنك يسيطر على النقد العالمي. (وقد تمكنوا من ذلك حين انتقلوا إلى أمريكا واطلقوا بنك الاحتياطي الفيدرالي).
بعد انشاء بنك إنجلترا في أواخر القرن السابع عشر ظهرت تسمية (بريطانيا العظمى) وقد أطلقها اليهود المرابون مفترسو المال الدوليون الذين مارسوا نظام الاحتياطي الجزئي المصرفي من بنك إنجلترا وكان أول كيان تمكن اليهود من خلاله من ممارسة المراباة بأشكالها الواسعة الكبرى. ومن خلال الربا والنقد الورقي تمكن اليهود من تحقيق أرباح كبيرة وفوائد مركبة غير مستحقة لا نهاية لها إلى اليوم 2025م.
كانت خطة سرقة الشعوب تنطلق من طباعة عملة ورقية لا قيمة لها، تم في البداية الترويج لها مع ما يسمى بـ (معيار الذهب) بينما في الواقع لم تكن مربوطة بشيء ومازالت كذلك حتى اليوم.
لم تمض سوى سنوات قليلة بعد تأسيس بنك إنجلترا وتوسعت خلالها قوة اليهود المصرفيين من آل روتشيلد في المقابل توسعت دائرة الفقر في بريطانيا وفي أوروبا.
“أصبحت عائلة روتشيلد الألمانية تدريجيًا هي القوة المسيطرة في جميع أنحاء أوروبا الغربية؛ وفي تلك الفترة بدأت السيطرة على الذهب حيث حدد آل روتشيلد سعراً يومياً له استمر (معلنا) حتى نهاية القرن العشرين.
في العقد الثالث من القرن التاسع عشر 1830م تمكن آل روتشيلد من وضع أقدامهم الربوية في القارتين الغربيتين التي احتلها الأوروبيون وصنعوا لها اسماً هو الولايات المتحدة الأمريكية.
كان أوغست بلمونت عميلاً رسمياً لآل روتشيلد في أمريكا وقد عمل على تحفيز آل مورجان وروكلفر لتأسيس (صندوق المال) وهو صندوق له سمعة سيئة ومرتبط بالاجرام والنهب والاحتيال. واستمر في خدمة آل روتشيلد إلى وفاته في 1890م.
في فترة ما يسمى بالذعر (أزمة مالية) 1837م تم شراء الأصول الأمريكية بثمن بخس لصالح اليهود المصرفيين. وحينها ارتقى عميل روتشيلد، أوغست بلمونت، ليصبح رئيسًا للحزب الديمقراطي. وقد ظل في صراع ضد ابراهام لينكون وساهم (أوغست) في وقت لاحق في التدبير لاغتيال (لينكون).
في بريطانيا قدم آل روتشيلد للعائلة المالكة كل ما تحتاج إليه من أموال وتوسع مقرهم الرئيسي في لندن في مساحة كبيرة، ومازال إلى اليوم أحد مقراتهم المهمة. وفي ظل بنك إنجلترا استخدمت بريطانيا أموال آل روتشيلد في صناعة تحالفات إليها وأسقطت القوى التي كانت ترفض الانضمام.
في روسيا تمكن اليهود من اغتيال القيصر (بولس الأول) 1801م، وصعد (ألكسندر الأول) بديلا له، وكان حليفاً لبريطانيا ومدعوماً من آل روتشيلد. وكان نابليون على رأس القوى التي تريد تحرير أوروبا من قبضة المصرفيين اليهود، تم تحريضه على الدخول في صراعات تدعمها بريطانيا في الوقت نفسه. حتى تمكنت من التخلص منه مطلع القرن التاسع عشر 1813م؛ ثم تمكنت بريطانيا من تأسيس امبراطوريتها الحديثة في بقية القرن التاسع عشر.
الحروب الأهلية في أمريكا وعلاقتها بسيطرة اليهود على النقد
في تلك المرحلة وما بعدها كانت بريطانيا تغذي الحروب الأهلية في أمريكا لأهداف مرتبطة برغبة اليهود المصرفيين في تأسيس بنك مركزي يمكنهم من السيطرة على النقد والانطلاق من أمريكا للسيطرة على النقد العالمي.
في 1816 تمكن بنك إنجلترا (ال روتيشلد) من انشاء بنكهم المركزي الخاص في أمريكا لأول مرة لكنه لم يستمر الا عشرين عاماً فقط حيث تم اغلاقه في 1836.
وبعد اغلاق البنك المركزي في أمريكا امتعض آل روتشيلد، فزوّدت بريطانيا الجنوب الأمريكي بالأسلحة. ونشرت صحيفة التايمز اللندنية افتتاحيةً تدعو فيها إلى تدمير حكومة الولايات المتحدة، بسبب سياستها في إصدار عملة أمريكية محلية، مُخالفةً بذلك أسعار الفائدة. -وكانت أسعار الفائدة في ذلك الوقت تتراوح بين 30% و50% –
وبالرغم من كل تلك الظروف؛ ففي ظل محاولات اليهود انشاء بنكهم الخاص المركزي في أمريكا تمكنوا من الاستثمار في التعدين و تطوير السكك الحديد وفي صناعاتها، وتمكنوا من السيطرة على الصناعات الأساسية.
في إطار الموضوع من المهم الإشارة إلى اعتماد اليهود استراتيجية خلق عدو تحت السيطرة أو ما يعرف بـ (الفوضى الخلاقة) لاستثمارها في صناعة فرص اقتصادية وفرص سيطرة.
كان فريق من اليهود يستثمر في ألمانيا ويدعم الإنتاج والتصنيع، ويبني كياناً نازياً يحتاج إليه. وفي الوقت نفسه كان فريق من المصرفيين اليهود يعد الخطط اللازمة لتفعيل البنك المركزي الخاص بهم الأول في أمريكا من خلال مشاريع قائمة على الحروب والتدمير.
بعدما اغتال (ال روتيشلد) الرئيس ويليام ماكينلي في عام 1900، صعد الرئيس ثيودور روزفلت من 1901 إلى 1909م وفي تلك الفترة ساعد اليهود وشارك في الترتيبات الخاصة بانشاء البنك المركزي الذي يطمحون اليه؛
مع أهمية التذكير بأن الرئيس روزفلت هو الذي قاد الاستيلاء البريطاني على أمريكا.
وبعد روزفلت تم تقديم وودرو ويلسون للرئاسة، الذي قيل بأنه تعرض للابتزاز من قبل مديره ووكيل المصرفيين “العقيد” إدوارد هاوس ، وخرج منه بالانجاز الأكبر والاهم في تاريخ ال روتيشلد وهو التوقيع على قانون الاحتياطي الفيدرالي. وقد مكنهم ذلك التوقيع من الاستيلاء على أمريكا بشكل كامل من خلال بنكهم الخاص المركزي المسمى بـ (بنك الاحتياطي الفيدرالي).
كان (ناثانيال روتشيلد) قد أنشاء جمعية سرية، المائدة المستديرة، من أجل توجيه ثروة الذهب والماس الجنوب أفريقية التي كانت بحوزة الراحل سيسيل رودس لتحقيق مهمة رودس “استعادة أمريكا للإمبراطورية البريطانية”.
انعكست قوة المائدة المستديرة في كيان بريطاني سمي بـ “بيت تشاتام” كمؤسسة ضغط دائمة لحرب إمبريالية لا نهاية لها، وفي وقت لاحق تم تأسيس كيان امتداد له هو “مجلس العلاقات الخارجية”، بتمويل من اليهود المصرفيين. ولا يزال مجلس العلاقات الخارجية أحد أدوات الترتيب للهيمنة الإمبريالية العالمية حتى يومنا هذا.
تمويل اليهود المصرفيون لصهينة المسيحيين وتزييف الانجيل
بدعم من اليهود استولى الصهاينة الانجيليين على ما تبقى من المسيحية وأضافوا إليها من التحريف ما لم يكن قد وصل إليها مستخدمين (نسخة سكوفيلد المُموّلة من اليهود)
وقد كان لهذه المؤامرة دورٌ مهم. ودور آخر ناتج عن تمويل الصهيونية من قِبل نخبة اليهود الذين هاجروا إلى أمريكا من أوروبا وروسيا، وقاموا بالسيطرة على التمويل والإعلام وعلى هوليوود، وعلى أيديهم خرجت “الجريمة المنظمة” وبعد تأسيس البنك المركزي في أمريكا تمكنوا من السيطرة الكاملة على الحكومة وسياساتها حيث تدار من أوكارهم البنوك والشركات.
ما بعد انشاء بنك اليهود العالمي “الاحتياطي الفيدرالي”في 1913
حين تم الإعلان عن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي 1913م.استخدم اليهود الماركسية بدعم من آل روتشيلد لتشكيل الحركة الصهيونية التي حملت مشروع انشاء كيان إسرائيل المحتلة لفلسطين.
وفي هذا المشروع الاجرامي نفسه وضمن هذا أهدافه جاءت الحربين العالمية الأولى والثانية. وما بعدها من مؤامرات للوصول إلى كيان إسرائيل الكبرى للهيمنة على العالم.
النتيجة الاقتصادية والمالية
كانت النتيجة هي الغرق في الربا والديون والفوضى والحروب إلى يومنا هذا.
ونتيجة لذلك أصبحت الديون الربوية 36 ترليون الأمريكية مقابل انتاج سنوي قيمته أقل من 2 ترليون.! وأصبحت الديون العالمية اليوم 318 ترليون مقابل انتاج فعلي أقل من 60 ترليون.
يدفع المواطنون في أمريكا فوائد الديون التي يقترضها (البنك المركزي الأمريكي) (الاحتياطي الفيدرالي) من أصحاب ومالكي البنك نفسه وهم (ال روتشيلد) فيحصلون على فوائد ربوية من السكان الأمريكيين سنويا 1.2 تريليون دولار، ومبالغ أخرى من بقية دول العالم لأن الدولار مفروض عملة التبادل التجاري وكل البنوك المركزية في العالم تنهب شعوبها لصالح اليهود وتمارس العبودية في بلاط اليهود المصرفيين وبنكهم (الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي).
سكرية بخطة تشغيل الدولار
ولضمان تشغيل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ولكي يحصل الدولار على التدوير والتحريك ويتمكن اليهود من توزيع تضخمه الربوي على العالم اعتمد اليهود استراتيجية الهيمنة العسكرية العالمية.
وقد برزت هذه الأطماع بوضوح في السياسات التي قدمها مجلس العلاقات الخارجية لإدارة فرانكلين روزفلت في بداية الحرب العالمية الثانية وأصبحت معتمدة.
وبرزت هذه السياسات في إنشاء ما يسمى بـ دولة الأمن القومي، وكالة المخابرات المركزية، عام ١٩٤٧، وفي مبدأ وولفويتز عام ١٩٩١ الذي أجاز شن حرب “استباقية” ضد أي عدو محتمل لا يرضي امبراطورية المصرفيين اليهود.
وفي سياسات “الهيمنة الشاملة” على جميع الجبهات العسكرية الذي أعلنت عنه إدارتا بوش الابن وأوباما.
إن كل هذا مُدَوَّن في عقيدة مجلس العلاقات الخارجية التي صاغها ريتشارد هاس، الرئيس اليهودي للمجلس لعشرين عامًا، والتي تنص على أن أي دولة يجب أن تحصل على إذن إمبراطوري لتبقى موجودة!!
من يقف خلف ترامب في الماضي والحاضر؟
معظم حياة ترامب في خدمة آل روتشيلد كانت بنوكهم هي الممول لمشاريعه،
كان (ويلبر روس) تاجر السندات في شركة روتشيلد هو مهندس التمويل والاقراض لترامب وفي الوقت نفسه مهندس الإفلاس المستمر لـ ترامب.
من المعروف أن (ويلبر روس) من الدهاءة الخبراء في المكر والاحتيال لدرجة أنه كان يمول ترامب بشكل يجعله مفلسا مرات عديدة وبطريقة تجعل من آل روتشيلد دوماً منقذين ومخلصين له، بالرغم من استحواذهم على العقارات والابراج التي بناءها ترامب.
في رئاسته الأولى عين ترامب (ويلبر روس) وزير للتجارة. بتوجيه من آل روتشيلد. وفي ولايته الثانية هم من يرسم الخطط ويوجه ترامب.
إن رسوم ترامب الجمركية لن تعالج المشكلة ولن يتقبلها العالم لكنه سيستخدمها في مفاوضات تجبر الشعوب على الصمت على نهب استثماراتهم في سندات الخزانة والاستمرار في شراء سندات خزانة دولارية ذات عمر طويل جداً تصل إلى 100 سنة ويرغب من يقف خلف ترامب وهم (آل روتشيلد) ان يفرضوا على أوروبا سندات خزانة (عسكرية) نعم عسكرية لشراء أسلحة أمريكية باستمرار من أمريكا ذات أجل طويل (50) عاماً.
بالنسبة للرسوم الجمركية التي أعلن عنها ترامب فمن الاحتمالات الواردة أنها مؤامرة خاصة لعزل الصين وبداية لفرض حصار عليها.
إن المعنى الفعلي لسندات خزانة ذات عمر 100عام و50 عاماً هو النهب بطرق غير مسبوقة على الطريقة اليهودية التي يحتاج إليها آل روتشيلد.
يطمح آل روتشيلد في غزة منذ سنوات طويلة لأنهم يعلمون أن تحتها بحور من النفط والغاز ويضغطون على ترامب ونتنياهو للوصول إليها ويقدمون مشروعهم على أنه جزء من حل المشكلة الاقتصادية!.
ومن الاحتمالات الواردة أن الرسوم الجمركية مؤامرة خاصة لعزل الصين وبداية لفرض حصار عليها.
ويطمح آل روتشيلد في غزة منذ سنوات طويلة لأنهم يعلمون أن تحتها بحور من النفط والغاز ويضغطون على ترامب ونتنياهو للوصول إليها ويقدمون مشروعهم على أنه جزء من حل المشكلة الاقتصادية!
وليس من المستبعد أن تكون الأزمة الراهنة خطوة مهمة من مرحلة الانهيار والتفكك والنهاية للهيمنة والطغيان الأمريكي.. آمل أن يحدث ذلك..
والله ولي الهداية.
خبير اقتصادي