مواجهة مستمرة بين واشنطن وبكين بشأن الرسوم الجمركية.. وهذه آخر التطورات
بكين- (أ ف ب) – حذّرت منظمة التجارة العالمية الأربعاء من أن تواصل تقاذف بكين وواشنطن المسؤولية بشأن التعرفات الجمركية، ما يفاقم انعدام اليقين في الحرب التجارية التي من المتوقع أن تتسبب في تراجع التجارة العالمية هذا العام.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان “إذا كانت الولايات المتحدة تريد حقا حل المشكلة من خلال الحوار والتفاوض، فعليها التوقف عن ممارسة الضغوط الشديدة ووقف التهديد والابتزاز والتحدث مع الصين على أساس المساواة والاحترام والمنفعة المتبادلة”.
يأتي ذلك غداة تشديد المتحدّثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت على أن الكرة “أصبحت في ملعب الصين” في ما يتعلق بالمفاوضات.
وأكّدت ليفيت انفتاح الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إبرام اتفاق مع بكين، لكنّها شدّدت على وجوب أن تبادر الصين لاتّخاذ الخطوة الأولى، معتبرة أن قوة السوق الاستهلاكية الأميركية تشكل ورقة ضغط.
ويخفّف التعليق الموقت للرسوم الجمركية الأميركية الإضافية من انكماش التبادلات التجارية، لكن تراجع التجارة العالمية للسلع يمكن أن تصل نسبته إلى 1,5 بالمئة في العام 2025 بسبب سياسة ترامب الحمائية، وفق توقعات منظمة التجارة العالمية.
– “ضغط” –
والأربعاء، اعتبر رئيس الاحتياطي الفدرالي (المصرف المركزي الأميركي) جيروم باول أن “الرسوم الجمركية ستؤدّي من دون أدنى شكّ إلى ارتفاع مؤقّت في التضخّم على الأقلّ” مع احتمال “استمرار الآثار التضخّمية”.
وبعدما كانت بورصة وول ستريت متراجعة، تسارعت خسائرها بعد تصريحات باول مع إغلاق مؤشر ناسداك على تراجع بنسبة 3,07 بالمئة وداو جونز بنسبة 1,73 بالمئة وإس آند بي 500 بنسبة 2,24 بالمئة.
كذلك أعلنت المنصة الإلكترونية الصينية لبيع الأزياء “شي إن” أنها سترفع أسعارها اعتبارا من 25 نيسان/أبريل “بسبب التغييرات التي لحقت مؤخرا بقواعد التجارة العالمية والرسوم الجمركية”.
وبلغت نسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي الصيني 5,4% في الربع الأول، بحسب المكتب الوطني للإحصاء، وهي نتيجة أعلى بكثير من نسبة 5,1% التي توقعتها مجموعة من الخبراء استطلعت آراءهم وكالة فرانس برس.
-الصين تواصل تدابيرها الانتقامية –
وأمرت الصين شركات الطيران التابعة لها بتعليق استلام كل الطائرات التي طلبت شراءها من شركة بوينغ الأميركية، على خلفية تصاعد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، وفق ما ذكرت وكالة بلومبرغ الثلاثاء.
وعلّق ترامب الثلاثاء على منصته الاجتماعية “تروث سوشال” على ذلك قائلا “من اللافت أنهم نكثوا بصفقة كبيرة مع بوينغ، قائلين إنهم لن يتسلموا الطائرات التي التزموا بها بالكامل”.
وبحسب بلومبرغ، طلبت الصين أيضا من شركات الطيران في البلاد “وقف شراء كل المعدات وقطع غيار الطائرات من الشركات الأميركية”، وفق ما نقلت بلومبرغ عن مصادر مطلعة.
وتبدو بكين عازمة أيضا على استهداف الزراعة الأميركية، فقد أكدت رابطة مصدّري اللحوم الأميركية لوكالة فرانس برس أن غالبية تراخيص مصدّري لحوم البقر لم تُجدَّد منذ منتصف آذار/مارس.
– “موقع قوة” –
من جهته، يواصل الرئيس الصيني شي جينبينغ جولته في جنوب شرق آسيا بزيارة لماليزيا الأربعاء، في محاولة لتنظيم استجابة منسقة للرسوم الجمركية الأميركية.
فرض ترامب في بادئ الأمر رسوما جمركية على الواردات الصينية على خلفية اتّهامه بكين بالضلوع في توريد مادة الفنتانيل المخدّرة، ثم زاد نسبة هذه الرسوم بشكل حاد قائلا إنها رد على ممارسات تجارية للصين تعتبرها واشنطن مجحفة.
ومنذ مطلع هذا العام، فرض ترامب رسوما جمركية بنسبة 145 في المئة على كثير من الواردات الصينية، تضاف إلى رسوم فرضتها الإدارات السابقة.
وشمل ذلك 20 في المئة على صلة بعدم مكافحة بكين توريد الفنتانيل وغيرها من المواد المخدّرة، بالإضافة إلى 125 في المئة على صلة بالممارسات التجارية.
وردّت بكين بفرض رسوم بلغت نسبتها حتى الآن 125%.
مع ذلك قرّرت إدارة ترامب إعفاء بعض سلع التكنولوجيا المتطوّرة على غرار الهواتف الذكية والحواسيب من الرسوم الأخيرة.
وعلّقت الرسوم الجمركية المتبادلة التي تزيد عن حد أدنى نسبته 10% لمدة 90 يوما، مع فتح البيت الأبيض الباب أمام التفاوض.
في الأثناء، يعتزم البيت الأبيض الاستمرار في تطبيق التعرفات بحسب القطاعات، بعد نسبة الـ25 بالمئة المفروضة بالفعل على الصلب والألمنيوم وكذلك على السيارات.
ومنذ بداية الأسبوع، بدأت وزارة التجارة تحقيقات على صلة بواردات الأدوية وأشباه الموصلات والمعادن النادرة، وكذلك المنتجات المشتقة منها، مثل الأجهزة الإلكترونية التي تباع للعموم، لتحديد ما إذا كان الاعتماد على السوق العالمية لهذه المنتجات يشكل خطرا على الأمن القومي.
وتعدّ هذه خطوة أولى ضرورية لتمكين الرئيس الأميركي من اتّخاذ تدابير على صلة بهذه القطاعات بموجب مراسيم.