المحرر البحابصة.. 19 عاما خلف القضبان والعذاب بسجون إسرائيل

المحرر البحابصة.. 19 عاما خلف القضبان والعذاب بسجون إسرائيل

غزة / محمد ماجد / الأناضول
لم يعلم الأسير الفلسطيني المحرر محمد البحابصة، أن الأحلام التي نسجها طوال 19 عاما بالسجون الإسرائيلية ستُردم تحت أنقاض منزل كان ينتظر أن يؤويه بعد تحرره ليبدأ فيه حياة زوجية.
البحابصة (44 عاما) أفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة في فبراير/ شباط الماضي، خرج من سجون وصفت بـ”جحيم التعذيب”، إلى خيمة مهترئة تفتقر لأبسط مقومات الحياة، بعدما دمرت إسرائيل منزله خلال الإبادة التي ترتكبها بقطاع غزة.
وفي “يوم الأسير الفلسطيني” الموافق الخميس، يستحضر البحابصة من مدينة رفح جنوب قطاع غزة فصول الألم التي عاشها في معتقلات إسرائيل، من صعق بالكهرباء وتجويع وحرمان من الحقوق الإنسانية الأساسية وإذلال يومي وانتهاكات جسيمة حتى لكبار السن.
ومنذ العام 1974 يحيي الفلسطينيون في 17 أبريل/نيسان من كل عام، “يوم الأسير الفلسطيني”، من خلال تنظيم سلسلة فعاليات.
** جحيم السجن
يقول للأناضول: “قضيت 19 عاما في سجون إسرائيل، وعشت ظروفا لا يمكن وصفها، لكن شعور الحرية كان بمثابة ميلاد جديد لي، ولكل أسير ينتظر تلك اللحظة”.
ويتابع: “منذ السابع من أكتوبر 2023، انقضت إدارة السجون علينا بطريقة وحشية وظالمة، صادرت ممتلكاتنا وحرمتنا من الطعام الكافي، حتى الملابس والأغطية ومواد التنظيف، وفرضت علينا سياسة التجويع”.
ويضيف أن الأسرى تعرضوا لـ”إهانات قاسية وضرب وتفتيش وتعذيب بالكهرباء، وحتى كبار السن لم يستثنوا من تلك الممارسات، فيما منعنا من زيارة المحامين، وعزلنا تماما عن العالم الخارجي”.
** حقوق مسلوبة
ويؤكد البحابصة أن العقوبات لم تكن مرتبطة بأفعال بل بمجرد أسباب بسيطة، “في السجن لا حياة، لا نوم، لا طعام، فقط ألم يومي يتجدد”.
ويوضح أن الأسرى لا حياة لهم، وأن كرامتهم سلبت منهم، وأنهم تركوا يعيشون دون أدنى حقوق.
ويكشف أن أقسى لحظات أسره كانت حين تلقى خبر وفاة والده ووالدته خلال فترة اعتقاله، قائلا: “كان الخبر كابوسا”.
وخلال الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بقطاع غزة منذ أكثر من عام ونصف، يبين البحابصة أن الأسرى كانوا يعيشون قلقا دائما على حياة عائلاتهم.
ويردف قائلا: “كثير من الأسرى فقدوا أفرادا من عائلاتهم تحت القصف، ولم يعرفوا إلا بعد أيام”.
ويتابع: “كان السجان الإسرائيلي يقول لنا إننا سنخرج من سجن إلى سجن (يقصد غزة)، لكنني وجدت فيها رغم الحرب والفقر والجوع والنزوح الحرية، فنحن نتلهف للحرية”.
وفي السياق، قالت حركة “حماس” إن الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل يتعرضون لأبشع أشكال التعذيب النفسي والجسدي، ويُحرمون من حقوقهم الأساسية.
وأضافت الحركة في بيان الأربعاء: “يحل يوم الأسير في وقت يصعّد فيه الاحتلال عدوانه وحرب الإبادة الجماعية على شعبنا في غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة”.
وأشارت إلى أن “نحو 14 ألف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، ونحو ألفي معتقل من قطاع غزة، يحتجزهم الاحتلال منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ويتعرضون لانتهاكات جسيمة وحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية”.
من جانبه، قال “مكتب إعلام الأسرى” التابع لـ”حماس”، إن “63 أسيرا فلسطينيا استشهدوا في سجون الاحتلال منذ السابع من أكتوبر، ليرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 300 شهيد، في العام الأكثر دموية، وسط صمت دولي مخزٍ”، وفق بيان.
وحتى مطلع أبريل 2025 تجاوز عدد الأسرى في السجون الإسرائيلية 9900 أسير، من بينهم 3498 معتقلاً إدارياً يُحتجزون دون تهمة أو محاكمة، وما لا يقل عن 400 طفل، و27 أسيرة، بحسب نادي الأسير الفلسطيني.
ويحيي الفلسطينيون هذا العام يوم الأسير بينما تواصل إسرائيل بدعم أمريكي مطلق إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خلفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.