رئيس نادي الأسير: في سجون إسرائيل “حرب موازية” للإبادة بغزة والضفة

رام الله/ قيس أبو سمرة/ الأناضول
قال عبد الله زغاري، رئيس نادي الأسير الفلسطيني، إن إسرائيل تستخدم “وسائل لتعذيب الأسرى تفوق تصور العقل البشري”، مشيرًا إلى ممارسات تشمل “الاغتصاب والتحرش والتعرية والضرب المستمر”.
جاء ذلك في لقاء مع الأناضول، في مقر نادي الأسير (غير حكومي)، بمدينة البيرة وسط الضفة الغربية المحتلة، بمناسبة إحياء ذكرى يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف في 17 أبريل/ نيسان من كل عام.
وقال الزغاري: “الشعب الفلسطيني وللعام الثاني على التوالي يحيي يوم الأسير الفلسطيني في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية وتصاعد الانتهاكات”.
وأضاف أن “السجون تحولّت إلى كوارث حقيقية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ورفع الاحتلال (الإسرائيلي) من وتيرة الجرائم الطبية والانتهاكات التي تخالف كل القوانين الدولية والحقوقية”.
وأشار إلى أن إسرائيل اعتقلت منذ 7 أكتوبر 2023 نحو 17 ألف فلسطيني في الضفة الغربية بما فيها شرقي القدس، بالإضافة إلى 15 ألف من قطاع غزة، غالبيتهم لا يزالون يواجهون سياسة الإخفاء القسري”.
وبيّن أن نحو 10 آلاف معتقل يقبعون اليوم في السجون الإسرائيلية بينهم 29 سيدة، و400 طفل، بالإضافة إلى تصاعد الاعتقال الإداري (دون تهمة)، حيث أصدر الاحتلال نحو 11 ألف قرار بالاعتقال الإداري بين جديد وتجديد.
وذكر أن “عمليات الاعتداء الوحشية” التي لم تتوقف على الإطلاق منذ 7 أكتوبر طالت كافة المعتقلين الجدد والسابقين.
وقال: “بمعنى أن هناك جرائم مركبة التفاصيل والأركان نفذها الاحتلال بحق الأسرى، أدت إلى ارتفاع أعداد الشهداء الأسرى في فترة قياسية”.
وتابع موضحا: “قتلت إسرائيل خلال حرب الإبادة (18 شهرا) 63 أسيرا، آخرهم الأسير الطفل وليد أحمد من بلدة سلواد، شرقي رام الله بسبب سياسة التعذيب والتجويع والأمراض”.
تعتيم على قتلى المتعقلات
وعن الظروف الكارثية التي يعيشها الأسرى، بيّن الزغاري أن “الأمراض وخاصة الجرب انتشر بشكل كبير وأصاب آلاف الأسرى في ظل انعدام كل أشكال الرقابة الحقوقية والحكومية والإنسانية وانعدام العناية الطبية”.
الزغاري أشار إلى أن “سياسة العزل الفردي والجماعي التي يمارسها الاحتلال جعلت حياة الأسرى جحيمًا”.
وقال إن “الاحتلال استخدم وسائل لتعذيب الأسرى تفوق تصور العقل البشري من عمليات اغتصاب وتحرش وتعرية وضرب على مدار الساعة وخاصة أسرى قطاع غزة”.
وأضاف: “نعتقد جازمين أن شهداء من قطاع غزة ارتقوا في السجون الإسرائيلية السرية وفي معتقل سدي تيمان( في صحراء النقب) دون أن يتم الإفصاح عنهم”.
وتابع مبينا خطورة الأوضاع الإنسانية في تلك المعتقلات: “السجون الإسرائيلية تشهد كوارث”.
واتهم الزغاري المنظومة الدولية بـ”التقاعس” عن حماية الأسرى، قائلا: “المنظومة الدولية تتحمل مسؤولية كبيرة تجاه معاناة الأسرى في ظل عجزها عن تحريك الأمور”.
كما اتهم بعض الدول، مثل الولايات المتحدة، بـ”الشراكة في ارتكاب الجرائم الإسرائيلية”، مشيرًا إلى أن هذه الدول توفر “غطاءً قانونيا وسياسيا للاحتلال”.
وقال: “هناك قرارات في مجلس حقوق الإنسان ومجلس الأمن تتعلق بالقضية الفلسطينية والأسرى لكن دولا كالولايات المتحدة تقف سدا منيعا أمام تنفيذها”.
حرب موازية بسجون إسرائيل
وأشار الزغاري إلى أن السجون تشهد “حربا صامتة” موازية للحرب في غزة والضفة الغربية، لافتًا إلى أن الأسرى يرفعون شعار “الداخل مفقود والخارج مولود” بسبب المعاناة اليومية التي يواجهونها.
وقال إن العديد من الأسرى الذين تم الإفراج عنهم وصفوا فترتهم في السجون بأنها الأسوأ في تاريخ الحركة الأسيرة.
والحركة الفلسطينية الأسيرة تعبير يطلق على هياكل تنظيمية داخل السجون الإسرائيلية تعمل على إدارة حياة الاعتقال وضبط العلاقة مع مصلحة السجون على أساس جماعي، بدلا من الاستفراد بالأسير.
شهداء مع وقف التنفيذ
وطالب الزغاري المؤسسات الحقوقية والدولية بتحمل المسؤولية وتوفير حماية وتشكيل لجنة حقوقية دولية تأتي لزيارة السجون والكشف عن حجم الجرائم التي ترتكب.
وقال: “الأسرى يتعرضون لحرب شاملة لا تقوده دولة الاحتلال وحدها بل هناك شراكة مع دول غربية تعطيها الضوء الأخضر لتنفيذ تلك الجرائم”.
وحذر رئيس نادي الأسير الزغاري، من “إن استمرار الجرائم والانتهاكات يشكل تهديدا على حياة الأسرى، وقد نستقبل شهداء جدد”.
وختم بالقول: “هناك أسرى أرسلوا وصاياهم وقالوا إنهم شهداء مع وقف التنفيذ جراء سياسة التعذيب والعزل والحرمان والانتهاكات الطبية”.
ومنذ 1974، يحيي الفلسطينيون في 17 أبريل من كل عام، “يوم الأسير الفلسطيني”، من خلال سلسلة من الفعاليات.
ويحيي الفلسطينيون هذا العام يوم الأسير بينما تواصل إسرائيل بدعم أمريكي مطلق إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خلفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وبالتوازي صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 950 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، واعتقال 16 ألفا و400 فلسطيني وفق معطيات فلسطينية رسمية.