أسعار النفط تواصل الارتفاع وسط عقوبات أميركية جديدة وتعهدات “أوبك” بخفض الإنتاج

لندن-راي اليوم
واصلت أسعار النفط ارتفاعها اليوم الخميس، مدفوعة بتوقعات بتقلص المعروض العالمي، بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة تهدف إلى كبح صادرات النفط الإيرانية، في وقت أعلنت فيه بعض دول منظمة “أوبك” نيتها خفض الإنتاج لتعويض تجاوزات سابقة لحصصها المتفق عليها.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 34 سنتًا أو ما يعادل 0.5% لتصل إلى 66.19 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 00:29 بتوقيت غرينتش. كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 44 سنتًا أو بنسبة 0.7% ليسجل 62.91 دولارًا للبرميل.
وكان الخامان قد سجلا مكاسب بنسبة 2% عند التسوية يوم الأربعاء، ليصلا إلى أعلى مستوياتهما منذ الثالث من أبريل/نيسان، ويتجهان لتسجيل أول مكاسب أسبوعية بعد أسبوعين من الخسائر، حيث يصادف اليوم الخميس آخر جلسة تداول قبل عطلة “الجمعة العظيمة” وعيد القيامة.
العقوبات الأميركية تضغط على إيران وتثير مخاوف الإمدادات
في خطوة تصعيدية، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن حزمة عقوبات جديدة تستهدف صادرات النفط الإيرانية، شملت هذه العقوبات شركة تكرير نفط صغيرة مقرها الصين، في محاولة للضغط على طهران بالتزامن مع استمرار المفاوضات بشأن برنامجها النووي.
وجاءت هذه الإجراءات لتزيد من مخاوف الأسواق بشأن الإمدادات، خاصة بعد إعلان منظمة “أوبك” يوم الأربعاء عن تلقيها خططًا محدثة من دول مثل العراق وكازاخستان، تهدف إلى تنفيذ المزيد من تخفيضات الإنتاج لتعويض الكميات الزائدة التي تم ضخها في وقت سابق.
توقعات متضاربة بشأن الطلب
رغم الدعم الذي تلقته الأسعار من المخاوف الجيوسياسية، فقد خفّضت “أوبك” ووكالة الطاقة الدولية وعدد من المؤسسات المالية الكبرى، بينها “غولدمان ساكس” و”جي بي مورغان”، توقعاتها لأسعار النفط ونمو الطلب في الأشهر المقبلة، وذلك في ظل استمرار التوترات التجارية العالمية، وخاصة الرسوم الجمركية الأميركية وردود الأفعال المقابلة من دول أخرى.
وفي السياق ذاته، أصدرت منظمة التجارة العالمية تقريرًا توقعت فيه انكماش تجارة السلع بنسبة 0.2% خلال هذا العام، في تراجع واضح عن توقعاتها السابقة التي كانت تشير إلى نمو بنسبة 3.0% في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
الدولار يتعافى قبل عطلة الأعياد
على الجانب المالي، شهد الدولار الأميركي ارتفاعًا طفيفًا، مدعومًا بمحاولات المستثمرين لتعديل مراكزهم المالية قبيل عطلة عيد القيامة، مما قد يلقي بظلاله أيضًا على أسواق السلع العالمية، ومن ضمنها النفط.
تُظهر هذه التطورات مدى الحساسية العالية لأسواق الطاقة تجاه الأوضاع الجيوسياسية، وخصوصًا تلك المتعلقة بالشرق الأوسط والعلاقات الأميركية مع كل من إيران والصين، إلى جانب التوازن الدقيق الذي تحاول “أوبك” الحفاظ عليه لضمان استقرار الأسعار في ظل تغيرات مستمرة في العرض والطلب العالمي.