أصداء مصرية لقضية الأردن العسكرية.. جدل حول من يناصر الحق ومن يدعم الباطل؟ هل ما حدث فعلا محاولة لاستدراج الدول العربية للانخراط في الصراع المشتعل؟ وما سر غضب إخوان مصر من بيان إخوان الأردن؟
القاهرة – “رأي اليوم”- محمود القيعي:
أصداء ساخنة تشهدها مصر بعد إعلان الأردن اعتقال 16 شخصا يشتبه في صلتهم بحركة حماس، واتهامهم بتصنيع صواريخ ومتفجرات وطائرات مسيّرة للمساس بالأمن الوطني وإثارة الفوضى داخل المملكة، وهي الاتهامات التي رفضها إخوان الأردن، مؤكدين موقفهم الثابت تجاه الحفاظ على الاستقرار.
ومنذ الإعلان عن هذه القضية، سن كثيرون ممن يتربصون بالإخوان أسلحتهم الحداد، وهو الأمر الذي دعا حزب العمل الاسلامي للتشديد على رفضه التحريض ضد الحزب ضمن أي خصومة سياسية، وفق تعبيره، منددا بحملات التشكيك بدور الحزب الوطني والسياسي، وحملات التحريض والتجييش.
كان الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية قد أوضح أن المتهمين ينتسبون لجماعة غير مرخصة ومنحلة بموجب أحكام القانون، دون أن يعطي مزيدا من المعلومات حول تلك المسألة.
في المقابل، نفت جماعة الإخوان في الأردن أي صلة لها بالمخططات، مؤكدة أنها أعمال فردية، لا علم للجماعة بها ولا تمت لها بصلة.
وفي أول رد فعل من قيادات إخوان مصر على بيان إخوان الأردن، هاجم أحمد عبد العزيز عضو الفريق الرئاسي للرئيس الراحل د. محمد مرسي بيان حزب العمل الإسلامي مؤكدا أنه لا يتسق مع شعار الإخوان (سـيفان، مصحف، وأعدوا) بل يتناقض معه كليا.
وأضاف عبد العزيز أن النشامى الذين تم القـبض عليهم، فهم الذين حرصوا على/ وحاولوا عمليا تطبيق هذا الشعار بحذافيره.
وعبر عبد العزيز عن أسفه بشدة للغة هذا البيان، مؤكدا أنه ينْكِرها، ويستنكرها، ويدينها، لافتا إلى أن من كتب هذا البيان فقير لغويا وسياسيا، ولا يدرك أن مصلحة وطنه الحقيقية تبدأ وتنتهي بزوال الكـيان الصـهيوني، وأن مصلحة جماعته تقتضي التخلي عن هذه اللغة التي تضر ولا تنفع إلا في إبقاء الجماعة تحت ضغط نظام بلاده المتماهي مع هذا العدو.
ما قاله عبد العزيز تم الرد عليه من كثيرين، قال قائل منهم: “وهل إخوان مصر يختلفون عنهم… سلميتنا أقوى من الرصاص ؟!”
لم يعدم حزب العمل الإسلامي من يدافع عنه، حيث أكد كثيرون أن موقفهم مشرف وهم يشاركون في دعم الطوفان منذ اليوم الأول وحضورهم المجتمعي فاعل في دعم الطوفان.
في ذات السياق نال عضو مجلس الشيوخ المصري د. عبد المنعم سعيد من جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا أنها بارعة في استغلال التناقضات السياسية.
ويضيف سعيد أن ما حدث في الأردن محاولة لاستدراج الدول العربية للانخراط في الصراع المشتعل بالمنطقة.
توابع القضية الأردنية امتدت إلى فلسطين، حيث قال القيادي في حركة حماس باسم نعيم إن تجريم أي عمل مقـاوم هو موقف مشين، ولا ينتمي إلى عروبة أو إسلام أو إنسانية.
وطالب “نعيم” الأنظمة العربية برفع أيديها عن شباب الأمة الإسلامية الغاضب.
قضية الأردن جددت التساؤل عن الحل فيما يحدث لمواجهة الإبادة، هل يكمن في بقاء كيانات سايكس بيكو أم العمل على توحيد الأمة وإزالة الحدود وتوحيد أمة الإسلام ، وكف الحديث عن شماعة الإخوان.
وفي الوقت الذي دافع الكثيرون عن الشباب الذين تم القـبض عليهم ووصفهم بالشرفاء، دعا آخرون لترك الأمر برمته للقضاء، ليقول كلمته.
لم يخل الجدل الدائر من الهجوم على الشباب، حيث ذهب البعض إلى أنه لو استبعدنا نظرية المؤامرة، هل يسمح القانون في أي دولة في العالم أن يُصنع السلاح دون إذن الدولة وتحت أى مسمى ومهما تكن الأهداف.