المحلل السياسي والاستراتيجي د. محمد السعيد إدريس تعليقا على لقاء وزير الدفاع السعودي بالسيد خامنئي: لدول الخليج مصلحة كبيرة في عدم امتلاك طهران سلاحا نوويا وعدم اندلاع حرب إسرائيلية إيرانية.. ملف القدرات العسكرية المصرية الآن بات ورقة داخل “تل أبيب”

القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
قال المحلل السياسي والاستراتيجي البارز د.محمد السعيد إدريس إن دول الخليج لاسيما السعودية ومجمل دول مجلس التعاون الخليجي لديها مصلحة كبيرة في أمرين: الأول عدم وجود سلاح نووي إيراني.
والثاني عدم اندلاع حرب بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية أو بين إيران وإسرائيل؛لأنها تعتقد أنها ستكون أول من سيدفع ثمن تلك المواجهة؛ لأن بكل تلك الدول قواعد عسكرية أمريكية.
ويضيف لـ”رأي اليوم” أنها لذلك مع نجاح المفاوضات الأمريكية الإيرانية، مشيرا إلى أنه من هنا جاءت استضافة سلطنة عمان للجولة الأولى من المفاوضات ومن قبل حسنت السعودية علاقاتها مع إيران،وعادت علاقاتهما بوساطة صينية.
وبحسب د.إدريس فإن الزيارة يمكن فهمها من هذا المنطلق كنوع من تذليل العقبات في المفاوضات وإنجاحها.
ويلفت إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي منذ سنوات طويلة وتحديدا منذ 2015 وبعد إعلان الاتفاق النووي 5 + 1 كانت ترفض الاتفاق، وذهب قادة الدول الخليجية إلى واشنطن عقب قمة مع الرئيس الأمريكي الأسبق أوباما وطالبوا بعقد معاهدة دفاعية مع أمريكا على غرار حلف الناتو ، تكون أمريكا مسؤولة بموجبها عن حماية الدول الخليجية، لكن الرئيس الأمريكي رفض هذا الطلب، وتعهد بالدفاع عن الدول الخليجية وأقام قواعد صواريخ في تلك الدول لتأكيد عزمه الدفاع عن تلك الدول، وكان أكثر ميلا إلى التقارب مع إيران وامتداح شعبها، وكان يعول على محمد جواد ظريف وجيله، لإحداث تحولات مهمة في سياسات إيران، توطئة لتغيير النظام نفسه.
وقال إن الدول الخليجية منذ 2015 كانت تريد أن تكون طرفا ومعنية في أي اتفاق نووي يعقد بين إيران ودول ال 5+1.
وخلص إلى أن السعودية مهتمة بشكل كبير بإنجاح المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، لافتا إلى أن إنجاح المفاوضات يعني إنهاء وجود فرصة لإيران لامتلاك سلاح نووي، لافتا إلى أن زيارة وزير الدفاع السعودي اليوم لإيران ولقاءه مع السيد علي خامنئي تؤكد صدق النوايا السعودية للتقارب مع إيران، ومحاولة لدرء المخاطر المستقبلية عن السعودية حال حدوث أي صدام اسرائيلي إيراني أو اسرائيلي أمريكي إيراني.
وعن قراءته لمغزى تصريح الوزير الإسرائيلي كاتس بأن مصر هي التي وضعت شرط نزع سلاح حماس، قال د.إدريس إنه لا يوجد أي تصريح مصري بهذا المعنى، مشيرا إلى أن أحمد أبو الغيط في اجتماع سابق هو الذي تكلم عن حماس وعن سلاح المقاومة بشكل سلبي، مشيرا إلى أن أبو الغيط كان متماهيا مع موقف الإمارات والسعودية، وليس مع الموقف المصري.
وبحسب د. إدريس فإن الموقف المصري متشدد في هذا الأمر، مشيدا بتصريحات اللواء د.سمير فرج التي أكد فيها أمس أن مصر لا ترى أي وجود لأي قوات أجنبية غير القوات الفلسطينية في قطاع غزة.
وعن المغزى وراء تصريحات كاتس، يرى د.إدريس أن إسرائيل فتحت ملف مصر وهناك مشاكل داخل تل أبيب بخصوص الميزانية الإسرائيلية وارتفاع ميزانية الحرب، وهناك حديث عن الخطر المصري الآن.
ويختتم مؤكدا أن ملف الخطر المصري والقدرات العسكرية المصرية الآن بات ورقة اسرائيلية مستعملة الآن.