لبنان طلب من اليونسكو إجراء مسح يشمل 90 موقعا أثريا لتقييم خسائرها خلال الحرب
بيروت (لبنان) _ (أ ف ب) – طلب لبنان من اليونسكو إجراء مسح يشمل نحو 90 موقعا أثريا فيه لـ”تقييم الخسائر” التي تعرضت لها خلال الحرب العام الفائت بين إسرائيل وحزب الله، على ما أفاد مسؤول حكومي الخميس، فيما اقرّت المنظمة مشروع قرار يشمل دعمها في هذا الجانب، بحسب وزارة الخارجية اللبنانية.
وأعلنت وزارة الخارجية مساء الخميس أن المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اعتمد (…) مشروع قرار تحت عنوان تقييم الوضع الراهن في لبنان في ما يخص مهمة اليونسكو، حول خطوات الدعم التي اتخذتها المنظمة في ثلاثة مجالات رئيسية هي القطاع التربوي والعلمي، والتراث الثقافي، لا سيما المواقع اللبنانية المدرجة على لائحة التراث العالمي مثل بعلبك، عنجر وصور، والإعلام وسلامة الصحافيين”.
وأشارت الوزارة إلى أن “هذا القرار يأتي أيضا في أعقاب زيارة ميدانية” لفريق من خبراء المنظمة إلى لبنان الشهر المنصرم “بهدف تقييم الأضرار التي لحقت بالمواقع الأثرية من جراء الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة”.
وتحوّلت المواجهة التي استمرت لأكثر من عام بين إسرائيل وحزب الله حربا مفتوحة اعتبارا من أيلول/سبتمبر 2024 انتهت بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين بوساطة أميركية، لكنّ إسرائيل استمرت بعده في شن غارات على مناطق لبنانية عدة.
وأعلنت اليونسكو في 18 تشرين الثاني/نوفمبر الفائت أنها منحت 34 موقعا تراثيا مهددا بالغارات الإسرائيلية في لبنان “حماية موقتة معززة” لتوفر لها بذلك مستوى أعلى من الحماية “ضد مهاجمتها واستخدامها لأغراض عسكرية”.
وسبقت هذا القرار ضربات إسرائيلية عدة استهدفت مواقع قريبة من آثار رومانية مدرجة في قائمة التراث العالمي في بعلبك في شرق لبنان وصور في جنوبه.
وقال المدير العام للآثار في وزارة الثقافة سركيس خوري خلال ندوة أقيمت في المكتبة الوطنية في بيروت الخميس بمناسبة اليوم العالمي للتراث إن الحرب الأخيرة “خلّفت خسائر كبيرة في قطاع الثقافة، بالإضافة إلى الخسائر الإنسانية”.
وأفاد خوري بأن أضرارا لحقت بفعل هذه الحرب “بمعالم تاريخيّة وأخرى دينية “، ملاحظا أن “40 قرية متاخمة للحدود مُحيت، وهي قرى لها طابع تاريخي (…) عمرها ألاف السنين متجذرة في التاريخ”.
وأوضح أن لبنان “طلب من اليونسكو بعد الحرب الكشف على المواقع التي تعرضت للاضرار وتحديد الخسائر وتقييمها”، مشيرا إلى أن هذا التقييم يشمل “90 موقعا أثريا”.
وشدد خوري على ضرورة أن “تراعي إعادة الإعمار (…) التراث اللبناني”. واضاف “نخشى ألا تتم اعادة الاعمار وفق المعايير (…) وأن نخسر فيها تراثا لم نخسره خلال الحرب”.
وقال ” نريدها أن تكون تجربة ناجحة تعيد التراث الى ما كان عليه قبل الحرب لا بل افضل”.
واشارت رئيسة جمعية “بلادي” جوان فرشخ بجالي إلى أن منظمتها غير الحكومية تُجري مسحا للاضرار التي تعرّض لها التراث في جنوب لبنان بهدف توثيقها، من خلال قرى تُشكّل عيّنات من الأقضية الخمسة التي تعرّضت للحرب، اي ما بين 15 و17 قرية.
وافادت بأن الجردة الأولى للمسح في النبطية أظهرت أن “عدد البيوت التاريخية المتضررة فيها بلغ 147 من بينها سوق النبطية”.
وأبرزت أن المباني التاريخية في النبطية “تضم عناصر هندسية تُظهر عملية تطور، وفيها ابتكار”، من بين وجوهه “نقش الحجر الثلاثي الأبعاد وزخرفات جديدة”.
وتعرضت النبطية خلال الحرب لغارات عنيفة أسفر عدد منها في 12 تشرين الأول/أكتوبر عن دمار هائل في السوق التجارية للمدينة، بينما أدت سلسلة ثانية من الغارات الى تدمير مبنى البلدية ومحيطه.
وأمل وزير الثقافة غسان سلامة في أن “تستتب الأوضاع الامنية في الاسابيع والاشهر المقبلة” لكي يتمكن لبنان “من تحريك السياحة الثقافية باسقاطاتها الاقتصادية التي يحتاج البلد اليها”.
وأضاف “التراث جزء من هويتنا ومن الصعب ان تبنى الهوية بإدارة الظهر لماضينا الذي نراه ونقرأه في الحجر”.