د. محمد أبو بكر: إسلام جديد في الطريق إلينا برعاية المخابرات الأمريكية

د. محمد أبو بكر
في العام 2006 صرّح مدير المخابرات المركزية الأمريكية بأنّ الولايات المتحدة ستقوم بتهيئة الظروف لقيام إسلام جديد في منطقتنا، يبتعد عن العنف والغلوّ والتطرّف، وإذا ما تحقق ذلك، سنكون قد نجحنا في خطوة هامة لتغيير العقل العربي والإسلامي، وبالتالي نحقق نصرا كبيرا، وسوف يأتون إلينا تباعا .
الدين الذي تحدّث عنه سعادة المدير بدأت ملامحه فعلا قبل سنوات من خلال إتفاقيات أبراهام، والتي ستنضمّ إليها دول أخرى في الفترة المقبلة، وفي عهد نبي الدين الجديد مولانا دونالد ترامب، الذي يبدو أنه سيحقق هذه الأمنية مع أراجوزات منطقتنا العربية، الجاهزين لكل أنواع الخوازيق التي اعتادوا عليها منذ عقود .
وبالنسبة لهذا الدين، فإنّ المسخرة وحالة المهزلة التي تعيشها أمّتنا تدعوني لاستحضار الكوميديا في التعليق على ماذهبت إليه مخابرات الأمريكان، وأرى بأنّ ملامح هذا الدين قد تكون على النحو التالي، حيث الهدف منها التخفيف على المسلمين الجدد، وتسهيل أمور العبادة والحياة عليهم.
ـ أولا: الإكتفاء بأداء الفروض فقط، خاصة في الصلاة، فصلاة السنة يمكن إلغاؤها، فلا عقوبة على تاركها، أمّا الزكاة فيمكن التبرّع بأموالها لصالح القوات الأمريكية في المنطقة لأنها تدافع عن الأنظمة والبلدان العربية، وتحفظ أمن ( إسرائيل ) الجارة والشقيقة العزيزة.
ـ ثانيا: يمكن نقل موعد شهر رمضان بحيث يكون توقيته في فصل الشتاء فقط، وهذا تخفيف كبير على المسلمين الجدد، وبما يمنحهم مزيدا من الإرتياح، فوقت الصيام سيكون قصيرا، بحيث لا نشعر بالجوع أو العطش .
ـ ثالثا: موسم الحج؛ بعد انقضاء مناسك الحج، يجري منح الحجاج بطاقة لمدة ثلاثة أيام يتابعون فيها مواسم الترفيه، والتي لن تكون بعيدة عن أماكن الحج، بحيث يقضون أوقاتا ممتعة تريح أعصابهم، من خلال متابعة عروض الرقص والغناء وغيرها.
ـ رابعا: يمكن إلغاء خطبة الجمعة، أو حتى إلغاء صلاة الجماعة في ذلك اليوم، ويمكن أيضا تكليف أحد الحاخامات المحترمين من أولاد العمّ بإلقاء الخطبة، فنحن وإياهم أتباع دين واحد، فلا فرق بيننا، فديننا الإبراهيمي الجديد يجمعنا ولا يفرّقنا.
ـ خامسا: إلغاء الآذان من المساجد، ويمكن الإستعاضة عنه بإرسال رسائل واتس أب للمصلّين، دون التسبب بإزعاج الآخرين، وبما لا يثير غضب الأخوة في المخابرات الأمريكية، وحتى ننال رضا مولانا ترامب .
ـ سادسا: بعد كلّ هذا ؛ يمكن القول بأنّ نخوة العرب قد ماتت منذ زمن طويل، والخاصرة الفلسطينية مازالت تتلقّى السهام من أبناء جلدتنا، الأشدّ عداوة على شعبنا الفلسطيني المقاوم، فالخطر الداهم هو من اولئك الذين انسلخوا عن ديننا وعروبتنا، باعوا كل شرف وكرامة، فباتوا في قمّة العجز والمهانة والإذلال .
نخوة عربية باتت في رحاب الله، جرى دفنها وأديّنا صلاة الجنازة عليها.. عظّم الله أجركم، اشربوا قهوتكم.. وشكر الله سعيكم !
كاتب فلسطيني