“7 أكتوبر صرخة في وجه الصمت الدولي ونتاج تاريخ من القهر والتعدي”.. ماذا وراء حديث مفتي مصر الأسبق الشيخ علي جمعة الآن بعد 558 يوما على الإبادة؟ وكيف يمكن إسناد الفلسطينيين بفعل حقيقي لا بكلام عابر؟

القاهرة – “رأي اليوم”- محمود القيعي:

بتصريح مفاجئ كتبه بصفحته الرسمية على الفيسبوك قال الشيخ علي جمعة مفتي مصر الأسبق إن أحداث السابع من أكتوبر لا تُقرأ بمعزل عن سياقها، ولا يمكن اجتزاؤها من تاريخٍ طويل من الظلم والقهر والتعدي على الحق والكرامة، معتبرا أنها صرخة في وجه الصمت الدولي، وتنبيهٌ صارخ بأن الاستهانة بحقوق الشعوب لا تصنع سلامًا، بل تُراكم الغضب، وتُمهّد لانفجاراتٍ لا تُحمد عقباها.
وأضاف أن أهلنا في فلسطين – وعلى رأسهم أهل غزة – ظلوا يُحاصرون ويُظلمون ويُقتلون لعقود، دون أن تُنصف قضيتهم، أو تُعاد إليهم حقوقهم المسلوبة، لافتا إلى أن ما رأيناه في السابع من أكتوبر لم يكن إلا نتيجة طبيعية لذلك الإصرار على تجاهل صوت المظلوم، وانحياز العالم لانتهاك الحق.
وقال إن الدين في جوهره مع المظلوم ضد الظالم، مع الإنسان ضد الجبروت، مع السلام الحق لا سلام الخضوع، وقد علمنا النبي ﷺ أن ننصر الحق حيث كان، وأن نقول كلمة العدل في وجه القوة الجائرة، لا أن نخضع لها أو نُجمّل أفعالها.”
واختتم قائلاً: “الضمير الإنساني لا بد أن يصحو، وأن يتوقف العالم عن معايشة المذابح كأنها أمر معتاد. لقد حان الوقت لإعادة صياغة مفاهيم العدل والحرية والكرامة وفق ميزان واحد، لا بمكيالين.”.
ما قاله جمعة رحب به البعض، مستندين إلى القاعدة الشهيرة ” أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا “، في حين اعتبر آخرون أنه قضي الأمر، ولن يغير حديثه من الأمر شيئا.
المنتقدون لجمعة ساءهم صمته طيلة 558 يوما ولم يندد بالإبادة الإسرائيلية المتواصلة حتى اليوم، مؤكدين أن سيناريو التهجير يسير علي قدم وساق.
السؤال المفتاح الذي أثاره حديث جمعة: كيف يمكن إسناد الفلسطينيين الآن؟
السؤال أجاب عنه د. مأمون فندي بقوله إنه ‏لايمكن للاحتلال أن يحس بأي ضغط إلا بإعلان أن الاتفاقات العربية معه فقدت التزاماتها القانونية حسب اتفاق فيينا، لافتا إلى أن أحاديثنا الإعلامية اليوم هي في نظر اسرائيل مجرد هراء .
واختتم مؤكدا أن هذا هو الإسناد القانوني للفلسطينيين .
في ذات السياق لا يزال رهان الأغلبية الصامتة على المقاومة.
الأكاديمي د. حسام الزمبيلي يرى أن الرهان على المقاومة ناجح لا محالة، مشيرا إلى أن
المقاومة الليبية لم تستسلم ونجح أسد الصحراء في تحرير ليبيا، والمقاومة الجزائرية لم تستسلم ونجح عبدالقادر الجزائري في تحرير الجزائر، ويخلص إلى أن المقاومة في فلسطين لن تستسلم (بعون الله) وستنجح في تحرير فلسطين.
ويختتم مؤكدا أن المقاومة في كل مكان تدفع الدماء ثمنا غاليا وتكون المعركة غير متكافئة مع المحتل ، ولكن إصرارها علي عدالة قضيتها وقدرتها علي الصمود يصنعان (المعجزة).
حديث جمعة الذي نكأ الجراح، لم تعول عليه الغالبية العظمى، التي أكدت أن أي شيخ أو شخصية عامة يدعو لغير الجهاد وقتال اليهود وتجييش المسلمين لتحرير المسجد الأقصى فهو لين في دينه متخاذل متقاعس عن نصرة عباد الله المقصوفين المجوعين المحاصرين.
من جهته تساءل الكاتب الروائي محمد نجار الفارسي بأسى: ماذا أقول لربي حين يسألني عن غزة وأهلها؟ ماذا يقول عنا أحفادنا بسبب تقصيرنا عن غزة وأهلها؟ ماذا يكتب عنا التاريخ؟
ويخلص إلى أننا أحط وأذل حقبة زمنية مرت عبر التاريخ الإسلامي.