مَروان مُحمَّد الخطيب: في دَمِ الرَّيحانِ!

مَروان مُحمَّد الخطيب: في دَمِ الرَّيحانِ!

 

مَروان مُحمَّد الخطيب

أَبِّدْ هَوَاهَا فِيْ دَمِ الرَّيحَانِ
وارْسُمْ سَنَاها دُرَّةَ الأَكوَانِ

واحفَظْ لِذَاكَ النَّبْضِ دَمعةَ مُقْلَةٍ
رَقْرَاقَةً، تَرْتَجُّ في الشِّرْيَانِ

تَنْسَابُ في المَرْقَى رَذَاذَ سَحَابَةٍ
وَغُيوثَ شَوْقٍ مِنْ جَنَى المَرْجَانِ

واكتبْ لذاكَ الوَجْهِ لَحْنَ قَصِيْدَةٍ
يعلو شِفَاءً، كالنَّدَى الرُّمَّانِي

بل إنَّه شَهْدٌ تَعَسَّلَ في فَمِيْ
وَسَمَا طَرُوبَاً فِيْ رُبَى الوِجْدَانِ

فَغَدَوْتُ فِيْ عِشْقِي كِتَابَ مُعَنْدِلٍ
يَشْدُو وَيَسْمُو في ذُرَى الأَزمَانِ

ويعانقُ الوَجْدَ الحَرُوقَ بِلَوْعَةٍ
تَعلُو نِدَاءً، سِيرَةً لِجُمَانِ

وَتُؤنِّقُ الأُفْقَ العَلِيَّ بِرَوْعَةٍ
كَالسِّحْرِ في الآصَالِ، كَالذَّوَبَانِ

بلْ إنَّني ذاكَ المُعَتَّقُ شَادِيَاً
بِرُحَاقةٍ مِنْ خَمْرَةِ الرُّومَانِ

وأطيرُ في الأَمْدَاءِ نبضَ غَمَامَةٍ
تَعْلُو صِرَاطاً في سَمَا العِقْبَانِ

وَتُزَيِّنُ الآتي الخَمِيْلَ بِطَلْعَةٍ
وَثَّابَةٍ، مَحَّاقَةِ الأَحزَانِ

وتُعيدُ رُكْنَاً لِلْهَوَى، وَرَحَابَةً
وَصَدَىً تَرَدَّدَ في بَهَا التِّيْجَانِ

وتُعيدُ أَسْفَارَ المُرُوءَةِ سَوْسَنَاً
وِرْدَا سَخِيَّاً خَافِقَاً بِحَنَانِ

إِذَّاكَ يَبْدُو الكَوْنُ صَوْتَ شَهْيدَةٍ
قَامَتْ لِغَزَّةَ بالفِدَا النَّشْوَانِ

تُعْطِي مِنَ التَّامُورِ نَبْضَ فَرَاشَةٍ
للشَّمْسِ تَسْعَى بالجَنَى المَيْسَانِي

وَتَقُوْلُ قَوْلَتَهَا بِرَأيٍ ثَاقِبٍ:
أَهلُ النَّذَالَةِ دَيْدَنُ الخِذْلَانِ

والنَّصْرُ يَصْنَعُهُ زِمَامُ إِرادَةٍ
تِرياقُها مِنْ جَذْوَةِ الإِيمانِ!

مَروان مُحمَّد الخطيب