رواية الممرضة دي لحميد عقبي
متابعات ادبية – باريس: رواية حميد عقبي “الممرضة دي”، التي صدرت حديثا عن دار الدراويش للنشر والترجمة في المانيا وبلغاريا والرواية تسرد قصة المثقف والفنان (حبيب)، الذي يستيقظ ذات صباح فاقدًا ذاكرته ليبدأ حياة جديدة دون أن يتذكر أي شيء عن ماضيه، فنه، أدبه، وحتى أفلامه وشهرته. يقع في غرام ممرضته (دي)، ثم يواجه خيارات لاحقة بين التعافي وعودة ذاكرته، وبالتالي خسارتها، أو البقاء مريضًا فاقدًا للذاكرة وبدء حياة جديدة معها.
يذكر الناقد والأكاديمي المصري د. طارق مختار سعيد، في تقديمه للرواية نقاط مهمة، منها قوله:
يعالج الكاتب الروائي “حميد عقبي” في روايته القصيرة “الممرضة دي” أزمة الإنسان المعاصر وصراعه من أجل الوجود، حيث يتداخل ما هو مادي مع ما هو معنوي، في ظل إيقاع سردي سريع تتميز به أعمال الكاتب، وقد اعتاد “حميد عقبي” أن تمزج عوالمه السردية بين الواقع والخيال، ليخلق عالمًا خاصًا به، يشيد أركانه من خلال لغة رشيقة تؤكد على امتلاكه مهارة توظيف الأدوات السردية اللازمة لذلك، حيث تزخر أعماله بالاستباق والاسترجاع، والحذف والتلخيص، بالإضافة إلى المشاهد الوصفية الخاطفة التي تكشف عن أبعاد شخصياته الخارجية والداخلية، كل ذلك عبر تقنية الراوي العليم الذي يهيمن بقوة على روايات “حميد عقبي”، الأمر الذي يسمح له بالتحكم في إيقاع السرد وتحريك مسار الأحداث وفق وجهة نظره الفنية.
وختم تقديمه بقوله: بقى أن نشير إلى أن حياة بطل الرواية تتناص كثيرًا مع حياة مؤلفها، فالبطل “حبيب اليماني” روائي وقاص وفنان تشكيلي يمني يعيش في فرنسا، والمؤلف “حميد عقبي” روائي وقاص يمني يعيش في فرنسا أيضًا، وقد يشعر القارئ أن هذه الرواية ربما كانت حلمًا من أحلام يقظة “حميد عقبي”، وقد أراد بكتابتها أن يشاركنا حلمه، على أمل أن تشاركه بطلته “دي” عامه الجديد الذي يستقبله بعد ساعات من نشر هذه الرواية.
أدعو القارئ أن يستنشق عبير كتابات “حميد عقبي”، وأن يستوطن عالمه الروائي الخاص، الذي شيده ببراعة سارد عليم، وبحرفية سينمائي موهوب، وأظن أن من يطالع هذه الرواية القصيرة سيحظى بوجبة سردية طيبة المذاق، تؤكد على موهبة صاحبها وعطائه الثري المائز.
ـــــــــــــ
تتوفر الرواية على منصة نيل وفرات وتشارك قريبا بعدد من معارض الكتب الدولية.