للعام الثاني.. مسيحيو غزة يحيون عيد الفصح وسط الموت والدمار

للعام الثاني.. مسيحيو غزة يحيون عيد الفصح وسط الموت والدمار

غزة/ الأناضول
للعام الثاني، أحيا المسيحيون في مدينة غزة شمال القطاع، الأحد، “الفصح المجيد” بغياب بهجة العيد المعتادة في ظل استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية في شهرها التاسع عشر.
وفي محاولة للحفاظ على الطقس الديني وسط الدمار والحرب، اقتصرت الاحتفالات التي حضرها العشرات في كنيسة القديس بيرفريوس للروم الأرثوذوكس بمدينة غزة القديمة عشرات المسيحيين، على إقامة الصلوات والطقوس الدينية، بغياب أي مظاهر للفرح والسرور والزينة المعتادة بسبب الحرب.
وبثّت الكنيسة التي لم تسلم من القصف الإسرائيلي خلال الإبادة المتواصلة، عبر صفحتها على فيسبوك فيديو مباشر للصلوات والحاضرين الذين غاب السرور عن ملامحهم كما هو الحال في هذا العيد الذي يعتبر الأهم لدى المسيحيين حول العالم.
وككل الفلسطينيين في غزة، يعاني المسيحيون في غزة من حرب الإبادة الإسرائيلية، ما دفعهم إلى اللجوء إلى كنيستين في القطاع بحثا عن الأمان، حيث يتم تأمين حاجاتهم من خلالها.
وبعد “سبت النور” احتفل المسيحيون في فلسطين، اليوم الأحد، بـ”عيد الفصح المجيد” ورددوا مع ساعات الفجر الأولى الترانيم والدعوات من داخل كنيسة القديس برفيريوس، ليعم الأمن والسلام ربوع الوطن وأن تنتهي الحرب الإسرائيلية على غزة.
وحسب بيانات مؤسسات مسيحية في غزة قبل بدء الحرب، فإن أعداد المسيحيين في غزة تناقصت بفعل الهجرة من القطاع، وباتت لا تزيد عن نحو ألفي شخص.
ويتبع نحو 70 بالمئة من مسيحيي قطاع غزة لطائفة الروم الأرثوذكس، بينما يتبع البقية لطائفة اللاتين الكاثوليك.
وبمناسبة الأعياد، عبّر القس الفلسطيني منذر إسحاق، راعي الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في بيت لحم وبيت ساحور جنوب الضفة الغربية، للأناضول، عن مخاوف من تعرّض المسيحيين بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة إلى الانقراض جراء جريمة الإبادة المستمرة وسياسة التضييق والحصار.
والجمعة، أحيا مسيحيو غزة “الجمعة العظيمة” التي تسبق سبت النور وأحد الفصح، وسط أجواء يسودها الموت والدمار جراء استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية.
وتتزامن العيد المسيحي هذا العام مع تصاعد وتيرة القصف والمجازر الإسرائيلية المروعة، حيث اقتصرت على طقوس دينية وفعاليات صامتة من أداء للصلوات وإضاءة الشموع.
ومنذ فجر الأحد، ارتكب الجيش الإسرائيلي عدة مجازر دموية في قصف استهدف منازل وخيام نزوح بمناطق متفرقة من القطاع ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين، وفق مصادر طبية للأناضول.
وفي 19 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قصف الجيش الإسرائيلي كنيسة “برفيريوس” ما أسفر عن استشهاد 18 فلسطينيا من النازحين الذين لجأوا إليها هربا من حمم الحرب.
وفي هذا العام، تتوحد مواقيت أعياد الكنائس التي تسير على الحساب الغربي، مع تلك التي تسير على الحساب الشرقي في الأعياد.
ومطلع مارس/ آذار 2025، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين “حماس” وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن نتنياهو تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بالقطاع في 18 مارس الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، وفق إعلام عبري.
ومنذ استئنافها الإبادة، قتلت إسرائيل 1827 فلسطينيا وأصابت 4828 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع، صباح الأحد.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.