حماد صبح: زيتونة 

حماد صبح: زيتونة 

حماد صبح
( كان عمرها ثلاث سنوات حين سحق عدو الإنسان والحياة ساقها وأغصانها.
وبعد سبعة شهور ونصف بزغت من أصل ساقها المدفون براعم الحياة . )
نادت الشمس عليها فاستجابت للنداء
غنت الطير إليها فاستهامت بالغناء
بزغت برعم حلم وحنين للنماء
كيف لا يهفو نبات لنسيمات الهواء ؟!
كيف لا يهفو نبات لشعاعات الضياء ؟!
إنها روح وجود صاغها رب السماء
سحق القاتل فيها نبض ينبوع  البقاء
حين وافاها بموت داهمٍ ضاري العَفاء
خلَّف الأغصان منها جاثياتٍ للفناء
هي ذي الآن اخضرارٌ واثق ، خصب الرواء
هي ذي الآن غصينات زواهٍ بالبهاء
تذكر القاتل في ذم ولعن وازدراء
وتحييني حفيفا حين آتيها بماء
وتنادي الشمس والطير وأنسام الهواء
فإذا الكل حياة وتباشير رجاء
وإذا القاتل يعدو نحو محتوم الفناء .
كاتب فلسطيني /غزة