السفير منجد صالح: هل ستعثر النسمة على بحرٍ تستحمّ فيه

السفير منجد صالح: هل ستعثر النسمة على بحرٍ تستحمّ فيه

 

السفير منجد صالح
يقول مطلع اغنية ام كلثوم “الغيرة”:
“اغار من نسمة الجنوب على مُحيّاك يا حبيبي”،
ونحن نعشق نسمة الغرب الهابة من ثنايا بيارات بٌرتقال يافا، على شاطئ المتوسّط،،
نسمة الجنوب الهابة على مُحيا المحبوب تبحث عن بحرٍ تستحمّ فيه،
تستضيفها نسمة الغرب إلى بحرها،  وترشّ  عليها من عبق عطر البرتقال والليمون،
وتهبّ علينا النسمتين معا، نسمة الجنوب ونسمة الغرب،
تُداعب مُحيّا الرجال الساهرين على ثُغور الوطن،
تُداعب ضفائر الطفلات الغزّيات المُغبرّة بعد انتشالهن بمعجزة من تحت الركام،
تُداعب مُحيّا الاطفال الصغار الجوعى وهم يهيمون باحثين في البراري عن بقايا نبتة زعتر،
تُداعب قوارب الصيّادين الفارغة المعطوبة، بلا شِباكٍ ولا ضوء قمر،
بحثت النسمتان عن بحر غزّة لتستحمّا فيه، فلم تجدا إلا الحمم وبقايا جمر،
لكنهما لم تتشحا بالسواد،
بل تمنطقتا بمنجنيقٍ يقذف رُحوما من صخر،
إتحدت النسمتان مع نسمات بحر غزة، حُبّا وعِشقا وصمودا، على طول الدهر.
كاتب ودبلوماسي فلسطيني