ما بعد وفاة البابا فرنسيس.. الجنازة واختيار الزعيم الروحي الجديد

ما بعد وفاة البابا فرنسيس.. الجنازة واختيار الزعيم الروحي الجديد

 

الفاتيكان/ الأناضول
مع إعلان خبر وفاة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، عن عمر يناهز 88 عاما، اتجهت الأنظار إلى المراحل التي تلي الإعلان، فيما يتعلق بترتيب الجنازة واختيار البابا الجديد زعيما للكنيسة الكاثوليكية في العالم.
وبحسب معطيات جمعها مراسل الأناضول حول المرحلة التالية وانتقال السلطة عقب وفاة البابا، فإن البابا يعد رئيس الكنيسة الكاثوليكية التي يبلغ عدد أعضائها 1.4 مليار شخص حول العالم.
وفقا للمعتقد الكاثوليكي، فإن البابا يعتبر خليفة حيا للقديس بطرس الذي كان أبرز الحواريين وأبرز تلامذة يسوع (الرسول عيسى عليه السلام)، وهذا يجعل الباباوات مصدرا مهما للسلطة للكاثوليك.
وعند إعلان وفاة البابا أو تقديمه لاستقالته يتوجب على كاردينال يطلق عليه لقب الكاميرلينغو (رئيس المجلس الرسولي)، إدارة ??عملية الانتقال حتى يتم انتخاب البابا التالي، والإعلان عن خلو المقام البابوي وفقا لقانون الكنيسة.
من المنتظر أن يصادق الكاردينال الإيرلندي كيفن جوزيف فاريل، الذي يشغل حاليا منصب كاميرلينغو والذي أعلن وفاة البابا فرنسيس للعالم هذا الصباح، على وفاة البابا فرانسيس، ويعمل على تدمير الختم البابوي ويغلق الغرف الخاصة بالبابا ويعلن عن شغور المقام البابوي (سيدا فزينتي).
ويتعين على الفاتيكان أن يعلن قريبا تفاصيل مراسم جنازة البابا فانسيس.
– أوصى بحفل جنائزي بسيط
وكان البابا الراحل قد أفاد في تصريح لصحيفة مكسيكية في ديسمبر/كانون الأول 2023، أنه يريد أن يتم إرساله إلى رحلته الأخيرة بحفل جنائزي بسيط، بدلاً من الحفل المهيب المعتاد في الفاتيكان.
وأشار أيضا إلى أن قبره تم إعداده في كنيسة القديسة مريم الكبرى (سانتا ماريا ماجوري)، حيث كان يذهب للصلاة بشكل خاص في روما قبل وبعد رحلاته الخارجية، وليس في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان، عكس التقاليد وعكس الباباوات الآخرين.
وبذلك يصبح البابا فرنسيس أول بابا يتم دفنه خارج الفاتيكان منذ أكثر من قرن من الزمان.
كما صرح البابا الراحل أنه على عكس الباباوات السابقين، يفضل أن يتم دفنه في نعش خشبي بسيط مبطن بالزنك بدلاً من ثلاثة توابيت متداخلة مصنوعة من خشب السرو والرصاص والبلوط.
– انتخاب البابا الجديد
وبعد الجنازة ستبدأ عملية انتخاب البابا الجديد عبر الكرادلة، وهم أهم رجال الدين في الكنيسة الكاثوليكية بعد البابا.
ومن المنتظر أن يدعو الكاردينال جيوفاني باتيستا ريم، عميد المجمع الحالي للكرادلة المكون من الكرادلة الذين تقل أعمارهم عن 80 عاما، إلى الاجتماع في الفاتيكان من أجل انتخاب البابا في غضون 20 يوما من جنازة البابا السابق.
وبشكل عام وحسب المعروف فإن المجمع الكاردينالي يتراوح عدده ما بين 115 و120، ولكن مع تعيينات أجراها البابا الراحل فقد ارتفع هذا العدد.
وبحسب بيانات رسمية حدّثها الفاتيكان في بداية أبريل/نيسان الجاري، سيتمكن 136 كاردينالا في الوقت الحالي من المشاركة في المجمع الذي سينتخب البابا المقبل.
ويبدأ الكرادلة اجتماعهم خلف أبواب مغلقة في كنيسة سيستينا التاريخية في الأسابيع المقبلة لانتخاب بابا جديد.
وبحسب القوانين، فإن الكاردينال الذي يحصل على أغلبية الثلثين في الانتخابات سيتم إعلانه بابا جديد إذا قبل المنصب.
وصباح الاثنين، أعلن الفاتيكان وفاة البابا فرنسيس عن عمر يناهز 88 عاما، بعد تدهور في صحته منذ 18 فبراير/شباط الماضي.
وقال الفاتيكان في بيان مقتضب عبر منصة إكس: “توفي البابا فرنسيس في اثنين الفصح 21 أبريل (نيسان) 2025، في الـ 88 والثمانين من العمر، في مقر إقامته في دار القديسة مارتا بالفاتيكان”.
ومنذ أشهر، أعلن الفاتيكان تراجع صحة البابا (مواليد 1936)، وسط مخاوف جدية على حياته رغم بعض التطمينات بين الحين والآخر إلى حالته المستقرة.
ولاحقا، نشر الفاتيكان بيانا ثانيا قال فيه: “الساعة 9:45 صباحًا، أعلن الكاردينال كيفن فاريل، رئيس المجلس الرسولي، نبأ وفاة البابا فرنسيس، من دار القديسة مارتا”.
وقال الكاردينال فاريل: “ببالغ الحزن والأسى، أُعلن وفاة قداسة البابا فرنسيس في الساعة 7:35 من صباح اليوم”.
وأشار إلى أن الراحل “كرَّس حياته كلها لخدمة الرب والكنيسة، وعلَّمنا أن نعيش قيم الإنجيل بأمانة وشجاعة ومحبة شاملة، لا سيما لصالح الفقراء والمهمَّشين”.