رجال الدين في إسرائيل مشغولون بالحديث عن تفجير المسجد الأقصى وقبة الصخرة وفقهاؤنا يتحدثون عن قضايا الحجاب والميراث.. ماذا يحدث؟ هل باتت الملحمة الكبرى على الأبواب؟

القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
في الوقت الذي ينشغل فيه المجتمع الإسرائيلي – نخبة وشعبا – بتفجير المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وآخرها فيديو منتشر بمناسبة عيد الفصح في كل المنصات اليمينية، واصل مشاهير رجال الدين في مصر حديثهم عن قضايا الحجاب والميراث.
على المستوى الرسمي أصدرت الخارجية المصرية اليوم الاثنين بيانا أكدت فيه بالغ استنكارها وإدانتها للدعوات التحريضية المتطرفة من منظمات استيطانية اسرائيلية والتي دعت فيها إلى تفجير المسجد الأقصي وقبة الصخرة.
وشددت مصر رفضها الكامل لما تعكسه تلك الدعوات من استفزاز بالغ لمشاعر المسلمين حول العالم، مؤكدة ضرورة وقف الانتهاكات الخطيرة داخل الحرم القدسي الشريف، محذرة من المساس بالمقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية في القدس.
ودعت مصر المجتمع الدولي للعمل بصورة فورية لوقف الانتهاكات والاستفزازات الإسرائيلية، ووضع حد لتصرفاتها المنافية للقانون الدولي، وبما يمنع التدهور المتزايد لأمن واستقرار الشرق الأوسط.
الكاتب الصحفي مجدي أحمد حسين رئيس تحرير صحيفة الشعب يقول بأسى شديد إننا في معركة كبرى وهجمة كبرى على الإسلام منذ عشرات السنين ازدادت ضراوتها في السنة الأخيرة، ورغم ذلك رجال الدين مشغولون بأشياء فرعية.
ويضيف لـ”رأي اليوم” أننا تركنا جوهر الدين “التوحيد” الذي بات يحارب علنا، مشيرا إلى أنه تحت شعار “لا إله إلا الله” فإن مهمة المسلمين الأولى هي الدفاع عن ديار الإسلام وأرض الإسلام.
ويوضح أن القرآن خص بالذكر المسجد الحرام والمسجد الأقصى “الذي باركنا حوله”.
ويقول إن الإسرائيليين يدخلون بالآلاف إلى الأقصى ويمارسون طقوسهم.
ويخلص مجدي حسين إلى أن ما يحدث هو هدم معنوي للمسجد الأقصى، محذرا من أنهم ينتظرون التوقيت الذي يرونه مناسبا ويقومون بتجارب، ليهدموه ماديا.
ويختتم رئيس تحرير الشعب داعيا إلى العودة للإسلام، مؤكدا أنه لا كهنوت فيه، والقرآن معروف، وعلى المسلمين جميعا ممن يبكون على غزة أن يتركوا منازلهم ويصدحوا بالحق، ويتقدموا لأداء واجب فُرض عليهم.
ويردف قائلا: “لابد أن تتوقف الحياة في بلادنا الإسلامية حتى تتوقف الحرب في غزة”.
من جهته يرى السفير فوزي العشماوي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق أن بيان الخارجية المصري المستنكر لدعوات هدم المسجد الأقصى والتعويل على
المجتمع الدولي للتدخل لم تعد كافية لوقف هذه الاعتداءات والمخاطر الصهيونية التي تذهب بعيدا بتحريضها على تفجير المسجد الأقصى لكي تدخل المنطقة في دوامة تطيل عمر الائتلاف اليميني الحاكم المتطرف، في كيان يقتات علي الحرب والدمار والدماء.
ما يحدث اعتبره البعض متوقعًا بعد ما أدى اليهود الصلاة التلمودية، وبقي هدم الأقصى وبناء الهيكل وخروج الميشحال وحرق البقرة للتطهير.
فهل باتت الملحمة الكبرى على الأبواب؟
جدير بالذكر أنه في ذروة هذه الأحداث الجسام انشغل عدد من رجال الدين في مصر بمناقشة قضايا الحجاب والميراث.
فالدكتور سعد الهلالي المثير للجدل عاد ليؤكد أن عبارة “الحجاب” بالمعنى المتعارف عليه لستر المرأة ليست موجودة بصورة مباشرة في القرآن الكريم، وإنما هي استنباط وتفسير من قبل العلماء.
حديث الهلالي انشغل به وانساق وراءه عدد من الفقهاء ومنهم د. عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، الذي أدلى بدلوه في تلك القضية، حيث كتب قائلا: “قوله – تعالى – في فرضية الحجاب: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ..) لم يرد في الصلاة حتى يقال إن الحجاب لم يرد إلا كشرط لصحة الصلاة”.
وقال شومان إن القول بأن الحجاب لم يذكر إلا كشرط لصحة الصلاة غير صحيح، مؤكدا أنه فرض لذاته ولذا شرط لصحة الصلاة كستر العورة، فستر العورة فرض لذاته ولذا شرط في الصلاة.
الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أَبَى إلا أن يدخل ساحة الجدل الدائر فقال إن السيدة مريم عليها السلام كان محجبة، وأن أي سيدة لا ترتدي الحجاب حسابها عند الله، وأن من يتحدث بأن الحجاب غير فرض أمر غير صحيح، مؤكدا أن الحجاب من المسلمات الشرعية.