مدينة مغربية تحت الصدمة بعد اكتشاف بقايا بشرية داخل مراحيض المسجد الكبير

الرباط – “رأي اليوم” – نبيل بكاني:
اهتزّت ساكنة مدينة بن أحمد، وسط المغرب، مساء الأحد 20 أبريل على وقع جريمة مروعة، بعدما تم العثور على بقايا بشرية مخبأة بعناية داخل أكياس بلاستيكية في مراحيض الملحق التابع للمسجد الكبير، في مشهد صادم زعزع الطمأنينة في أحد أكثر الأماكن حرمة وقدسية بالمدينة.
وفور إشعارها، باشرت عناصر الشرطة القضائية المحلية، مدعومة بالفرقة الإقليمية للأمن بسطات، تحقيقًا معمقًا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد ملابسات هذه الواقعة المروعة، التي هزّت الرأي العام المحلي.
وقد انتقلت المصالح الأمنية إلى مكان الحادث، مصحوبة بفرقة الشرطة العلمية والتقنية، حيث تم العثور على بقايا عظام بشرية وأطراف ملفوفة بعناية داخل أكياس بلاستيكية، إلى جانب ضبط أسلحة بيضاء متعددة داخل مراحيض المسجد، ما يرجح فرضية الإقدام على فعل إجرامي مدروس.
ووفقًا للمعطيات الأولية، تم توقيف شخص في حالة غير طبيعية بالقرب من مكان الواقعة، يُشتبه في علاقته بالقضية، وكان لحظة ضبطه يرتدي ملابس داخلية فقط، ملطخة بالدماء، وتظهر عليه علامات اضطراب نفسي وسلوك غير سوي.
وقد باشرت مصالح الأمن عملية تفتيش لمنزل المشتبه فيه، أسفرت عن حجز عدد من الأغراض والممتلكات الشخصية، يُحتمل أن تكون متصلة بالجريمة أو مصدرها غير مشروع، ما دفع بالمحققين إلى توسيع نطاق البحث للتأكد من خلفياتها.
كما أُخضعت البقايا البشرية لتحاليل جينية دقيقة بهدف التعرف على هوية الضحية، بينما تم أخذ عينات من مسرح الجريمة وملابس المشتبه به لإجراء فحوصات الحمض النووي، والتي ستكشف مدى تورطه الفعلي في الجريمة، وطبيعة العلاقة بينه وبين الضحية المفترضة.
ووسط ذهول السكان، ما تزال بن أحمد تعيش على وقع هذا الحدث المأساوي الذي طرح تساؤلات عميقة: كيف تحوّل فضاء ديني مخصص للسكينة والعبادة إلى مسرح لجريمة بتلك البشاعة؟ من الضحية؟ وهل كان الجاني في وعيه أم أنّ وراء الحادث دوافع أبعد من اضطراب نفسي؟
أسئلة كثيرة بانتظار أن تميط التحقيقات الجارية اللثام عنها، فيما يبقى الشارع المحلي تحت تأثير صدمة لم يعرف لها مثيل في تاريخ المدينة الحديث.