“شات جي بي تي” ينادي المستخدمين بأسمائهم.. ترحيب شخصي أم تطفل رقمي؟

لندن-راي اليوم
لاحظ عدد من مستخدمي “شات جي بي تي” مؤخراً ظاهرة مثيرة للجدل، حيث بدأ روبوت الدردشة الشهير بمناداتهم بأسمائهم الأولى أثناء المحادثة، على الرغم من أنهم لم يشاركوا أسماءهم بشكل مباشر في أي من جلسات الدردشة.
اللافت أن هذا السلوك لم يكن معهوداً في السابق، ما أثار موجة من التساؤلات والقلق على منصات التواصل، خاصة بعد أن امتلأت منصة “إكس” (تويتر سابقاً) بتغريدات لمستخدمين تفاجأوا بهذا التغيير. بعضهم عبّر عن انزعاجه، والبعض الآخر وصف التجربة بأنها “مخيفة”، ومن بينهم مطور البرمجيات والمهتم بالذكاء الاصطناعي سايمون ويليسون، الذي اعتبر هذه الميزة غير ضرورية.
ورغم أن شركة “أوبن إيه آي” لم تصدر بياناً واضحاً حول السبب المباشر لهذا السلوك، إلا أن الشكوك تدور حول ميزة “الذاكرة” المحسّنة التي أُطلقت مؤخراً، والتي تمكّن “شات جي بي تي” من الاستفادة من المعلومات السابقة لتخصيص المحادثات. المفارقة أن عدداً من المستخدمين أكدوا أن الروبوت ناداهم بأسمائهم رغم تعطيلهم لميزة الذاكرة وخيارات التخصيص، ما يزيد من غموض المسألة.
علاقة الأسماء بالثقة.. ومتى تنقلب المودة إلى ريبة؟
تقرير حديث نشرته عيادة “فالينز” للطب النفسي في دبي، أشار إلى أن مناداة الأشخاص بأسمائهم تولّد شعوراً بالألفة والانتماء، وهي تقنية معروفة في علم النفس الاجتماعي لتعزيز الروابط الشخصية. لكن، عندما يصدر هذا التصرف عن روبوت بلا مشاعر أو وعي بشري، فقد يُفسر الأمر على أنه محاولة زائفة لإظهار القرب، ما يثير الشكوك حول نوايا الذكاء الاصطناعي.
فبينما يرى البعض أن الاستخدام المتكرر للأسماء يعكس رغبة “شات جي بي تي” في محاكاة العلاقات البشرية، يعتبره آخرون نوعاً من التطفل غير المبرر، لا سيما أن الإنسان قد يرتاح أكثر للتفاعل مع تقنيات تحترم المسافة الشخصية.
سباق التخصيص ومستقبل الذكاء الاصطناعي
الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي”، سام ألتمان، صرّح مؤخراً بأن الهدف من تطوير النماذج الحالية هو أن “تتعرف عليك مدى الحياة لتكون أكثر فائدة وشخصية”. إلا أن ردود الفعل الأخيرة تشير إلى أن هذا النوع من “الشخصنة” قد لا يلقى الترحيب ذاته من جميع المستخدمين.
ما بين الحد الفاصل بين المودة والتطفل، تبقى قضية استخدام الأسماء في الذكاء الاصطناعي محور نقاش متجدد، وتطرح تساؤلات أوسع حول خصوصية البيانات وحدود الراحة في التفاعل بين البشر والروبوتات.