سيناريو الهجوم الأمريكيّ الإسرائيليّ لإيران: الأعنف ضدّ دولةٍ ذات سيادةٍ منذ الحرب العالميّة الثانيّة وسيُدمِّر البرنامج النوويّ.. هل إعلان ترامب عن المفاوضات مع طهران مناورة؟ ولماذا زودّ إسرائيل بالمنظومة الصاروخيّة الأكثر تقدمًا؟

شبكة تواصل الإخبارية تقدم لكم خبر
الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
تزامنًا مع لقاء الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في واشنطن ليلة أمس الاثنين في واشنطن، كشفت الدولة العبريّة النقاب عن أنّ الكيان تلقى منظومات أمريكيّة من طراز (تاد) لصدّ الهجوم الإيرانيّ المُحتمل في حال قيام الولايات المُتحدّة وإسرائيل بتوجيه ضربةٍ عسكريّةٍ للجمهوريّة الإسلاميّة في طهران.
وقال محلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هرئيل، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ وازنةٍ في تل أبيب، إنّ اللقاء بين ترامب ونتنياهو اتسم بالتملق والنفاق من قبل نتنياهو لترامب، ومع ذلك أكّد أنّ الزعيميْن ناقشا قضية توجيه ضربةٍ عسكريّةٍ قويةٍ لإيران بهدف تدمير برنامجها النوويّ، بالإضافة إلى بحثهما قضية غزّة، طبقًا للمصادر التي اعتمد عليها.
ورأى المحلل أنّه من جهة نتنياهو فإنّه من الأهمية بمكان إظهار التنسيق مع ترامب بشأن الضربة العسكريّة لإيران، ولكنّه في الوقت عينه شدّدّ على أنّ الرئيس الأمريكيّ ترامب فاجأ الجميع عندما أعلن أنّه بصدد إجراء مفاوضاتٍ مع طهران تنطلق بحسبه يوم السبت القادم.
إلى ذلك، أفادت القناة الـ 14 بالتلفزيون العبريّ، المعروفة بأنّها محطة نتنياهو، بأن التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب، إلى جانب التدريبات العسكرية المكثفة لجيش الاحتلال الإسرائيليّ، تشير إلى اقتراب هجومٍ واسع النطاق على إيران.
ووفقًا للقناة، التي تعتمد في تقاريرها على مصادر في ديوان نتنياهو، فإنّ الضربة المحتملة قد تكون الأعنف ضد دولة ذات سيادةٍ منذ الحرب العالمية الثانية، ما قد يؤدي إلى تدمير المشروع النوويّ الإيرانيّ الذي استمر لعقود.
وأوضحت القناة، نقلاً عن ذات المصادر، أنّ الهجوم المرتقب قد يشكل ضربة قاسية للحرس الثوري الإيراني، الذراع العسكرية للنظام في طهران، وهو ما قد يمهد الطريق لتغييراتٍ داخليّةٍ جذريّةٍ قد تصل إلى تغيير النظام نفسه.
وفي حال تنفيذ الهجوم، فقد توقعت القناة أنْ ترد إيران بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة باتجاه الاحتلال الإسرائيليّ، ما سيضع منظومة الدفاع الجوي الإسرائيليّة أمام اختبار غير مسبوق
وأشارت القناة إلى أنّ الجبهة الداخلية الإسرائيلية ستكون أمام تحدٍ صعب لمواجهة أيّ هجوم واسع النطاق.
وذكرت القناة أنّ سيناريو الهجوم لا يزال قيد الدراسة، ومن المحتمل أنْ يتم تنفيذه بشكل منفرد من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل، أو عبر عملية عسكرية مشتركة، وهو الخيار الذي تفضله تل أبيب.
وشدّدّت القناة في تقريرها على أنّ إيران باتت في موقف أكثر ضعفًا، لا سيما في ظلّ الضربات الإسرائيلية المتكررة لحزب الله في لبنان وحركة حماس في قطاع غزة، إضافة إلى الهجمات الأمريكيّة الأخيرة على جماعة (أنصار الله) في اليمن، وهو ما قد يجبر طهران على الاعتماد على قدراتها الذاتية في أي مواجهة مقبلة.
في هذا السياق، حذرت القناة العبرية من أنّ إيران تمتلك ترسانة صاروخية ضخمة، تضم صواريخ شهاب وخيبر، إلى جانب الطائرات المسيّرة من طراز “شاهد”، وهي أسلحة قادرة على إلحاق أضرارٍ جسيمةٍ بالبنية التحتية والأهداف الاستراتيجية داخل الاحتلال الإسرائيلي.
وخلص التقرير إلى أنّ أيّ مواجهةٍ عسكريّةٍ مع إيران قد لا تقتصر على ضربةٍ جويّةٍ خاطفةٍ، بل قد تتطور إلى حربٍ طويلة الأمد تشمل إطلاق آلاف الصواريخ يوميًا، ما قد يسفر عن خسائر بشريةٍ وماديةٍ فادحةٍ في الاحتلال ويستلزم استعدادًا كبيرًا من الجبهة الداخلية.
ويأتي هذا التصعيد في ظلّ توتر متزايد بين إيران من جهة، والولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيليّ من جهة أخرى، وسط قلقٍ دوليٍّ متصاعدٍ من احتمالية اندلاع مواجهةٍ عسكريّةٍ واسعةٍ في المنطقة.
من ناحيته، ذكر مئير بن شابات، المسؤول الأمنيّ السابق والمُرشّح لتولي منصب رئيس الشاباك، ذكر في مقالٍ نشره بصحيفة (إسرائيل اليوم) أنّ ترامب أوضح سابقًا أنّه يفضل حلاً توافقيًا مع طهران على الحلّ العسكريّ، ولكنّه حذر من أنّه إذا لم تتوصل الأطراف إلى توافقاتٍ، فسيكون القصف من النوع الذي لم تره إيران قط.
وتابع قائلا: “القيادة في طهران لم تستسلم بعد. الإيرانيون يطرحون شروطًا، ويرفضون المفاوضات المباشرة ويطلقون رسائل تهديد بأنّهم مستعدون للحرب، كي يردعوا العمل العسكريّ”، على حدّ تعبيره.
وفي هذا السياق، حذر المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، من أنّ طهران ستوجه ضربة قوية للولايات المتحدة في حال تنفيذ تهديدات الرئيس الأمريكي بقصف إيران ما لم توافق على اتفاقٍ نوويٍّ جديدٍ.
وكان ترامب قد لوّح سابقًا بشنّ ضرباتٍ عسكريّةٍ ضدّ إيران إذا لم تستجب لدعوته لإجراء محادثاتٍ خلال مهلة شهرين، وهو ما ردت عليه طهران بالتأكيد على أنّها سترد بحزم وفورًا على أيّ تهديدٍ يستهدفها.