السفير منجد صالح: برائحة القرنفل عِطرها يعبق في وسادتي

السفير منجد صالح
كم مرّة وضعت رأسها، وشعرها مُبتل، على وسادتي،
وكم مرّة خزّنت في وسادتي عطرها المميز بعبق القرنفل،
وسادتي تشتاق إلى نُعومة شعرها المُبلّل،
وتشتاق وسادتي إلى قرنفل عطرها الحنون الاجمل،
أين ابحث عنها في ازمنة الحرب، والبلابل أحرِقت اعشاشها، من لهيب الحمم على اغصان اشجارها،
اين ابحث عنها ونسائم البحر لم تعد تجرؤ ان تهب على الشواطئ المُدمّرة،
لا سنابل القمح المُصفرّة تُرشدني إلى مكانها، ولا نجمات درب التبّانات تُنير الدروب لمواصلة البحث عنها،
لا اشمّ عبق قرنفل عطرها في ايّ مكان، لان الطائرات المغيرة حطّمت زجاجة عِطرها،
كما حطّمت قوارب الصيادين على رمال البحر،
كما حطّمت قوافي الشعر ومطالع النثر،
لكنها لم تُحطّم ارادتنا واصرارنا في البحث عن الحُريّة بعبق روائح القرنفل والحنّون والزهر.
كاتب ودبلوماسي فلسطيني
شارك