بوينغ: الرسوم الجمركية تدفع عملاء الصين لرفض استلام الطائرات الجديدة

لندن-راي اليوم
أكدت شركة بوينغ الأميركية، أكبر مُصنّع للطائرات التجارية في العالم، أن عدداً من عملائها الصينيين يرفضون استلام الطائرات الجديدة التي تم تصنيعها خصيصاً لهم، وذلك بسبب الرسوم الجمركية المفروضة، ما دفع بثلاث طائرات على الأقل إلى العودة مجدداً إلى الأراضي الأميركية خلال الأيام الماضية.
وخلال مكالمة هاتفية لمناقشة نتائج أعمال الربع الأول، صرّحت كيلي أورتبرغ، الرئيسة التنفيذية في بوينغ، أن الصين هي الدولة الوحيدة التي تواجه الشركة فيها مشكلة رفض استلام الطائرات. وأكدت أن هذه التحديات ناتجة عن الرسوم الانتقامية التي فرضتها بكين على واردات السلع الأميركية، والتي أثّرت بشدة على واردات الطائرات، رغم القيمة السوقية المرتفعة لطائرة مثل 737 ماكس، والتي تُقدّر بحوالي 55 مليون دولار.
طائرات تعود إلى بوينغ
خلال الأسبوع الماضي، عادت طائرتان من طراز 737 ماكس 8، كان من المفترض تسليمهما إلى خطوط شيامن الجوية، إلى منشأة بوينغ في سياتل. كما أظهرت بيانات التتبع من منصتي AirNav Radar وFlightradar24 مغادرة طائرة ثالثة لمركز بوينغ في مدينة تشوشان الصينية متجهة إلى جزيرة غوام الأميركية، بعدما كانت مخصصة لشركة Air China.
ووفقاً لقاعدة بيانات “Aviation Flights Group”، فإن هناك نحو 36 طائرة تم تصنيعها لعملاء صينيين، أو لا تزال في مراحل مختلفة من الإنتاج والاختبار، موجودة الآن داخل الولايات المتحدة.
خطط لإعادة التوزيع
قال المدير المالي لشركة بوينغ، برايان ويست، إن الصين تمثل حوالي 10% من إجمالي دفتر الطلبات الحالي للطائرات التجارية. وكانت الشركة تخطط لتسليم ما يقرب من 50 طائرة جديدة إلى الصين خلال ما تبقى من العام الجاري. لكنها الآن تدرس خيارات لإعادة تخصيص 41 طائرة تم تصنيعها بالفعل أو قيد التصنيع إلى عملاء آخرين، نظراً لتزايد الطلب العالمي.
وأضافت أورتبرغ: “لن نستمر في إنتاج طائرات لعملاء لا يرغبون في استلامها. نحن الآن على تواصل مع العملاء لفهم نواياهم، ولدينا القدرة على إعادة توزيع هذه الطائرات حسب الحاجة”.
تداعيات النزاع التجاري
كانت الطائرات التجارية تُباع سابقاً في جميع أنحاء العالم دون رسوم جمركية، بموجب اتفاقية الطيران المدني لعام 1979، لكن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، التي بدأت خلال إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، تسببت في فرض رسوم جمركية متبادلة أثرت بشكل مباشر على القطاع.
ومع استمرار حالة الغموض حول مستقبل الرسوم الجمركية، يعرب محللون عن قلقهم من أن هذا الارتباك قد يدفع بعض شركات الطيران الصينية لتأجيل تسلّم الطائرات، بانتظار وضوح الصورة السياسية والاقتصادية.
ورغم هذه التحديات، أشار ويست إلى أن هناك تفاؤلاً على المدى القصير، قائلاً: “إما أن تستأنف الصين استلام طائراتنا، أو سنعيد توجيهها للعملاء الآخرين الذين يتواصلون معنا يومياً بطلبات لتسليمات إضافية”.
انفراجة محتملة؟
في خضم هذه الأزمة، لمّحت واشنطن مؤخراً إلى إمكانية تهدئة النزاع التجاري مع بكين، مؤكدة أن مستويات الرسوم الجمركية الحالية بين البلدين “غير مستدامة”، مما قد يفتح المجال أمام بوينغ لاستعادة موطئ قدمها في واحدة من أهم الأسواق العالمية.
إلا أن مصير أكثر من 130 طائرة غير منفذة لعملاء صينيين، من بينها 96 طائرة من طراز 737 ماكس، لا يزال غير واضح، في ظل التردد بين الجانبين بشأن كيفية المضي قدماً في تنفيذ هذه الطلبات.