الهام العيسى: صرخة مدوية.. في التوظيف الاعلامي!

الهام العيسى
دور الاعلام يكمن في التنوير والارتقاء القييمي والابتكار والابداع والتنمية وليس بتدمير المجتمع والناشئة والتفكيك الاسري والتشرذم .. فيكفي ما تعيشه الامة العربية من ازمات وحروب وتدهور وانحطاط بكل المعايير وعلى كافة الاصعدة والمستويات .. فهل نحن نعيش عصر العقم الفكري الذي اصاب الامة فنجد اغلب اعلامها يدعو الى التمرد وتجاوز القيم .. فكل هذا المرض المستعصي الذي الم بنا من عنف وتدهور وتهور وانحطاط وضألة فكرية جراء ما اصب توجهاتنا الاعلامية التي الكثير من منصاتها المشاهدة للاسف تسهم بتدمير ممنهج لللقيم التربوية والعائلية والمجتمعية .. وتشويه منظومة القيم حتى اصبح البعض يحاول ترسيخ التفاهة والانحطاط الى واقع يعبث في امن وأمان الفرد والمجتمع والاسرة .. ثمة اسئلة حبلى طرح نفسها بقوة : هل المبادئ تجزاة والقيم انحدرت وطغت الماديات عليها في زمن غاب فيه الاحترام المتبادل مقابل حفنة من المال؟ .. هل تم التنازل عن الكرامة والاخلاق ؟ هل وصلنا لزمن كل انسان مهما كانت مكانته وعلا شانه له ثمن يقدم ويعد برامج تستخف بعقول المشاهدين والمتابعين ؟
فهناك افكار مسمومة لا تمثل ولا تمت للواقع بصلة والبيئة والمجتمع العربي منها براء وهم يحاولون الصاقها بنا عنوة .. عبر نتاج اعلامي مخالف لبيئتنا واخلاقنا وقيمنا وعادتنا .. في وقت يتطلب اعاده تدوير هذه الافكار وفقا لما تجري عليه العادات والتقاليد الاصيلة التي تربينا عليها .. يجب الوقوف عندها واحترام المشاهد والقارئ العربي قبل كل شيء .. فالاعلام مسؤولية والفن مسؤولية وكتابة التاريخ مسؤولية ونشر الحقائق مسؤولية .. يكفي تضليل ولعب على مشاعر وعقول الناس .. نحن في زمن غاب فيه انتقاء المفردة المسؤولة التي هي مسؤولية امام الله والنفس والوطن .. مهما تطور العصر وتغيرت اليات تعبيره الا انها يجب ان لاتشذ عن قواعد البيئة القيمية .. نتقبل الجديد بشروط ان لا يمس الجذور الاصيلة التي نبتنا منها زلال صافي علينا ان لا نستسلم للجهل المبتكر بطرق واساليب جديدة تدعي الانفتاح و لكل ناعق بفكره الحداثه وعصر العولمه بطرق واساليب جديدة وتحت مسميات عدة الهدف منها ضرب العمق والجذور والاساس علينا ترتيب بيوتنا من الداخل لبناء مجتمع افضل وجيل صاعد يؤمن بالحرية والمساواة والعيش المشترك واحترام الاخر .. والراي والراي الاخر ونبذ العنف بكل اشكالة ومسمياته فالثورة الحقيقية هي ان تتطهر شعوبنا العربية ثقافيا وتتخلى عن المورثات الخاطئة والابتعاد عن العيش والتخدير في اوهام الماضي وان نعي مجريات الحاضر وما يتم العمل عليه في بناء المستقبل .. علينا ان ننهض ونستفيق من الاوهام وكل ما يتربص بنا ويهدد وجودنا كامة جذورها ضاربه في عمق التاريخ ومهد الديانات والحضارات التي مرت عليها . دعوة لنكن امة ارادت لها السماء ان تكون افضل الامم .. !
كاتبة سورية