السفير عبدالسلام قاسم العواضي: مجريات الاحداث على الصعيدين الإقليمي والدولي: المفاوضات النووية ومجازر غزة

السفير عبدالسلام قاسم العواضي: مجريات الاحداث على الصعيدين الإقليمي والدولي: المفاوضات النووية ومجازر غزة

 

 

السفير عبدالسلام قاسم العواضي

 تشهد المنطقة حراكا اقليميا ودوليا واسعا ، لعدة اسباب ، اهمها :-
—استمرار الابادة الإسرائيلية لسكان قطاع غزة والضفة الغربية والتدمير الممنهج للمساكن والمستشفيات والأراضي بلا هوادة ،وعدم السماح بدخول الأدوية وقوافل الاغاثة لسكان القطاع .
—  عدم التزام العدو الاسرائيلي بصفقة تبادل الرهائن واختلاق صعوبات واعذار واهية لاستمرار الحرب واحتلال القطاع .
 —المحادثات الاميركية مع ايران حول سلاحها  النووي، وتفكيك منشآتها النووية (إزالة اجهزة الطرد المركزي المتقدمة )، تهيئة لرفع العقوبات .
ومن هذا المنطلق، فإن المنطقة تشهد نشاطا سياسيا وديبلوماسيا عربيا واجنبيا لوقف الحرب الإسرائيلية الغاشمة على غزة  والضفة الغربية ،والعمل على حل الدولتين، وانسحاب اسرائيل من جنوب لبنان بموجب قرار مجلس الأمن( 1701) الذي اتخذ باجماع في 11 أغسطس 2006م .ووقف اعتداءاتها على الاراضي السورية وانسحابها من الجولان السوري المحتل بموجب قرار مجلس الامن 497 الذي اتخذ باجماع في 17 ديسمبر 1981م، وكذا الإنسحاب من الأراضي السورية التى احتلتها  بعد سقوط نظام الاسد  في 8 ديسمبر 2024م .
في واقع الأمر ، إن الكيان الإسرائيلي يعتبرها فرصة ذهبية لا تعوض بوجود  الرئيس(دونالد ترامب) ، لتحقيق خمسة اهداف بالسرعة الممكنة ، على النحو الآتي:-
 ا—  احتلال قطاع غزة، والضفة الغربية بذريعة توراتية ( يهودا والسامرة )
 2 — إسقاط حركة حماس بجناحيها العسكري والسلطوي
3 —تصفية القضية الفلسطينية
4  ضم اراضي لبنانية وسورية بذريعة كسر محور الشر ،والتوسع في المنطقة .
5—  قصف المنشآت النووية الإيرانية بالتنسيق مع الولايات المتحدة الاميركية ..
وتجري حاليا محادثات اميركية مع ايران في مسقط وروما للأسبوع الثاني للوصول الى اتفاق نهائي حول منشآتها النووية، واعتبار امتلاك سلاح نووي خط أحمر ، وفي المقابل يقوم المسؤولون الايرانيون بزيارات مكوكية  للتشاور مع حليفيهم  روسيا والصين بشأن المحادثات النووية  مع الولايات المتحدة الأميركية .
 الجدير بالذكر،  إنه  يتوقع زيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة في منتصف مايو القادم( 2025 م )، ويحمل في جعبته امورا كثيرة اهمها: تقييم  نتائج الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة والضفة الغربية ، والملف النووي الايراني، و القصف المستمر على اليمن ، ناهيك عن العلاقات العربية الأميركية وبخاصة الخليجية.
 ومن المتوقع أن يتطرق اثناء زيارته  لمسألة التطبيع العربي مع  اسرائيل بمنأى عن حل الدولتين، والالتزام بالاتفاقات والمعاهدات والقرارات الدولية والمبادرات وبخاصة المبادرة  التي قدمتها المملكة العربية السعودية، واقرت في مؤتمر  القمة العربية في بيروت عام 2002.م ،والرامية الى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بحدود  4 حزيران 1967م  وعاصمتها القدس الشرقية مقابل السلام مع اسرائيل .
 في واقع الأمر،  لن يكون من السهولة تحقيق الأهداف الإسرائيلية المرجوة . وبالتالي ، قد يشتد اوار الحرب في المنطقة إلى مالا يحمد عقباه وبخاصة في ظل تواجد الاساطيل الاميركية والبوارج  الغربية في المنطقة مما قد يقود  كل من روسيا والصين إلى حلبة الصراع لحماية مصالحهما ايضا .
وأرى إنه من المستبعد ان تتطور الأوضاع إلى حرب مدمرة وخاسرة لطرفي الصراع، فكل مايحدث هو تضارب مصالح تفضي إلى  تفاهمات، غالبا ما تدفع  الدول العربية الثمن ، للأسف الشديد ..
كاتب يمني