زيلينسكي يتهم روسيا باستخدام صاروخ “صنع في كوريا الشمالية” بعد الضربات على كييف.. وترامب ينتقد ويطالبه بـ”توقف”

كييف (أوكرانيا) ـ (أ ف ب) – اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس روسيا باستخدام صاروخ “صنع في كوريا الشمالية” في الضربات التي شنتها ليلا على كييف وأسفرت عن سقوط 12 قتيلا على الأقل.
وقال زيلينسكي عبر فيسبوك “بحسب المعلومات الأولية، استخدم الروس صاروخا بالستيا صنع في كوريا الشمالية. إن أجهزة استخباراتنا تتحقق من كل التفاصيل”.
وقال زيلينسكي على إكس “تشير المعلومات الأولية إلى أن الروس استخدموا صاروخا باليستيا مصنعا في كوريا الشمالية. أجهزتنا الخاصة تتحقق من كافة التفاصيل”، غير أنه لم يتطرق إلى مزيد من التفاصيل.
ولم تعلق روسيا على تصريحات زيلينسكي. وتنفي روسيا وكوريا الشمالية وجود أي عمليات لإرسال الأسلحة، وهو ما من شأنه انتهاك حظر تفرضه الأمم المتحدة.
نما التعاون العسكري الروسي مع كوريا الشمالية بسرعة في ظل عزلة موسكو على الصعيد الدولي بعد غزوها أوكرانيا في فبراير شباط 2022.
وتقول أوكرانيا إن كوريا الشمالية تزود روسيا بكميات هائلة من قذائف المدفعية، بالإضافة إلى أنظمة صاروخية وآلاف الجنود وصواريخ باليستية بدأت موسكو في استخدامها لشن هجمات على أوكرانيا أواخر 2023.
وتشير وكالة المخابرات العسكرية الأوكرانية إلى أن بيونجيانج أرسلت إلى روسيا 148 صاروخا باليستيا من طرازي كيه.إن-23 وكيه.إن-24 بحلول أوائل 2025.
وقال المصدر الأوكراني إن الصواريخ كيه.إن-23 (كيه.إن-23إيه) مسلحة برؤوس حربية يصل وزنها إلى طن، وهي أقوى من الصواريخ الروسية المناظرة لها.
وكانت كييف قد قالت في تقاريرها الأولية عن الهجوم الروسي إنه تم استخدام سبعة صواريخ باليستية في المجمل، وحددتها بشكل عام على أنها صواريخ إسكندر-إم/كيه.إن-23.
انخراط كوريا الشمالية في حرب أوكرانيا مصدر قلق ليس فقط للعواصم الأوروبية، بل كوريا الجنوبية وحلفائها في آسيا أيضا.
ومن جهته هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الروسي الخميس، متوجّها إليه بكلمتي “فلاديمير، توقّف!”، بعد ضربات جديدة أودت ب12 شخصا على الأقل وأسفرت عن إصابة حوالى مئة في كييف، في حين تشهد الجهود الأميركية لحل النزاع مراوحة بسبب قضية القرم.
واستهدفت سلسلة هجمات شنّتها روسيا ليل الأربعاء الخميس، بواسطة 70 صاروخا و145 مسيّرة بحسب السلطات الأوكرانية، ست مناطق أوكرانية ومدنا عدة، بينها العاصمة كييف حيث أفاد شهود بمشاهد خراب لمبانٍ ينخرها رصاص وجثث منتشرة في شوارع حيّ سكني.
ويتوقع أن ترتفع حصيلة الضحايا في العاصمة إثر هذا الهجوم الذي يعدّ الأعنف منذ أشهر، مع رفع الأنقاض. وأفادت حصيلة محدثة صادرة عن خدمة الإسعاف بسقوط 90 جريحا.
وقالت المحامية أولينا دافيديوك (33 عاما) لوكالة فرانس برس في كييف إنها “استيقظت على وقع انفجار” قبل أن تهرع إلى ملجأ. وأضافت “روسيا تريد تدميرنا”، مؤكدة أنها تشعر بأنها “محظوظة” لأنها لا تزال حية.
وأكّدت وزارة الدفاع الروسية أن القوّات الروسية “نفّذت هجوما واسعا بأسلحة دقيقة بعيدة المدى” استهدف شركات عدة على صلة بالمجمّع العسكري الصناعي الأوكراني.
وندّدت لندن بـ”حمام دم ارتكبه بوتين” و”مشاهد صادمة” رأى فيها الاتحاد الأوروبي دليلا على أن الكرملين هو “العائق الأكبر في وجه السلام”. واضطر الرئيس الأوكراني من جهته إلى اختصار زيارته لجنوب إفريقيا بسبب الضربات الأخيرة.
وهو اتّهم روسيا باستخدام صاروخ “صنع في كوريا الشمالية” في الضربات.
أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب فكتب على شبكته للتواصل الاجتماعي تروث سوشل “فلاديمير، توقّف!”، مؤكّدا استياءه من سلسلة الضربات هذه “بتوقيتها غير المناسب أبدا”.
فقد أتت الضربات الجديدة بالصواريخ والمسيّرات المتفجّرة في لحظة حرجة لمسار المفاوضات الذي أطلقه ترامب لإنهاء الحرب التي شنّتها موسكو في شباط/فبراير 2022 وأودت بعشرات الآلاف على الأقلّ من الجهتين.
وألغيت مفاوضات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وفرنسا وبريطانيا كانت مقرّرة على مستوى الوزراء الأربعاء في لندن في اللحظة الأخيرة، بعد تداول الصحافة معلومات تفيد بمباحثات روسية أميركية بشأن الاعتراف بشبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو إلى أراضيها بقرار أحادي في 2014 كإقليم روسي.
– الكرملين متفق “تماما” مع ترامب –
وقال الرئيس الأوكراني الثلاثاء “لا مجال للمناقشة (…) هذه أرضنا”.
والأربعاء، حمل ترامب بعنف على زيلينسكي متهما إياه بالإدلاء بتصريحات “تحريضية” حول القرم، في حين أن اتفاقا مع روسيا بات “قريبا جدا” على ما قال.
وحذّر الرئيس الجمهوري من أن رفض كييف قبول الشروط الأميركية لإنهاء الحرب لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد “المجازر” في ساحات القتال.
وكتب ترامب عبر شبكته للتواصل الاجتماعي أن كييف “خسرت” شبه جزيرة القرم قبل سنوات ولن تتمكن من استعادتها.
والخميس، قال الكرملين إنه متفق “تماما” مع ترامب في هذا الخصوص.
وتطرّق الرئيس الأوكراني إلى هذه المسألة مجدّدا الخميس قبل مغادرة بريتوريا على عجل. وقال “نحن نفعل كل ما يقترحه شركاؤنا، باستثناء ما يتعارض مع تشريعاتنا ودستورنا” بشأن وحدة أراضي البلد، بما فيها شبه جزيرة القرم، مطالبا في المقابل بـ”مزيد من الضغط على روسيا”.
بهذا الصدد، أكد الرئيس الأميركي الخميس أنه “يمارس ضغطا قويا” على روسيا للموافقة على إنهاء الحرب في أوكرانيا، معتبرا أن موسكو ستقدم “تنازلا كبيرا جدا” إذا وافقت على عدم السيطرة على البلاد برمتها.
من جهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته الخميس عقب لقائه ترامب في البيت الأبيض إن الجهة التي يتعيّن عليها الدفع قدما بالمفاوضات لإنهاء الحرب هي روسيا وليس أوكرانيا.
وحظيت كييف بدعم الاتحاد الأوروبي. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد كايا كالاس إن التكتّل لن يعترف يوما بشبه الجزيرة على أنها روسية، مؤكّدة أن “القرم هي أوكرانيا”.
وانضمّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الأصوات الرافضة الاعتراف بسيطرة روسيا على القرم. وقال “هناك وضع بحكم الأمر الواقع”، لكن “هل ينبغي بسبب ذلك الاعتراف بأحقيّته؟ كلا”، مشيرا إلى أن وضع شبه الجزيرة ليس مطروحا “الآن على الأقلّ. وليس علينا أن نقوم بذلك”.
وصرّح الرئيس الفرنسي على هامش زيارة دولة لمدغشقر بأن “غضب الأميركيين ينبغي ألا يصبّ سوى على شخص واحد هو الرئيس بوتين”، معتبرا أنه يجدر بالرئيس الروسي التوقّف عن “الكذب” حين يدعي السعي إلى السلام.
– “أمر فظيع” –
صباح الخميس في كييف، كان المسعفون يعالجون امرأة وجهها مضرج بالدماء تحمل بين ذراعيها كلبا يرتجف خوفا، في حين كانت أخرى مصدومة تضع يديها على فمها وآخرون يبكون أمواتهم المطروحين أرضا.
وروت آنا بالاموت (36 عاما) أنها أمضت ليلة “مرعبة” مع طفليها اللذين تنقّلت بهما وسط “موجات” الانفجارات للوصول إلى ملجأ.
وقالت لفرانس برس “كان الناس يركضون، مضرجين بالدماء ويصرخون. كان هناك أطفال. وكان الأمر فظيعا”.
وتتالت الانفجارات التي دوّت في سماء كييف ليلا، وفق ما أفاد مراسلو فرانس برس في المكان.