استراتيجي.. خفايا تشكيل مسرح الشرق الأوسط الجديد

د. باسم المذحجي
الزملاء الباحثون والأعلاميون والمثقفون الأعزاء، قد تلتبس عليكم المواد الإعلامية المختلفة، ويتشتت تفكيركم بناء الضخ الإعلامي الكثيف والموجه، وبالتالي تحتارون في كيفية التعامل مع المشهد، و/أو ببساطة كيف تسهمون بتوعية المجتمع، والذهاب الى ما هو أبعد عبر المساهمة بحماية الأمن الوطني لبلدناكم، والأمن القومي العربي.
أنصحكم اعتماد التفكير الاستراتيجي، الذي ينقسم الى نمط تفكير شامل، ونمط تفكير تجريدي، ونمط تفكير تشخيصي، ونمط تفكير تخطيطي، وهنالك نمط خفي لايُدرس، ولايتم البوح به، وهو نمط قراءة أفكار الآخرين “نمط التنبؤ بأفكار وخطط الغير المستقبلية”، وتبسيط هكذا نمط تمامًا كأنك تلعب شطرنج، فالذي يقرر نقلتك التالية هو معرفتك نقلة خصمك، وما بين هلالين “نجاحك في قراءة أفكار الآخرين”.
-عود على بدء، فموضوعنا خفايا تشكيل مسرح الشرق الأوسط الجديد، وسنتناولهُ عبر عينة” استنباط استراتيجية” نبدأها من خفايا تشكيل مسرحها في الشرق الأوسط، ثم نختم بالحالة اليمنية كنموذجًا وسؤالنا باختصار:-(كيف تفكر إسرائيل والولايات المتحدة ؟)
الجواب بعقل برنارد لويس، و بالمناسبة هو مخطط مشروع «سايكس بيكو 2»، ولن أطيل عليكم طالما فضاء الأنترنت سيغدق عليكم معلومات، وتفاصيل، لكن الذي يهمنا في عام 1983م تمت موافقة الكونجرس الأمريكي بالإجماع في جلسة سرية على مشروع الدكتور “برنارد لويس”، وبذلك تمَّ تقنين هذا المشروع واعتماده وإدراجه في ملفات السياسة الأمريكية. والزبدة والخلاصة بأن السياسة الأمريكية تعتمد مبدأ الإدارة بالأهداف، فمهما أختلف الجمهوريون والديمقراطيون إلا أن المشاريع التي يصادق عليها الكونجرس يجري تنفيذها مع فارق طريقة التعامل، فكل إدارة أميريكية لها أسلوب خاص بها.
باختصار سريع ف مشروع برنارد لويس، أو مشروع الصهيونية العالمية المُحدث، سرد في ديباجته بأن المنطقة العربية تتوسط العالم بموقع استراتيجي، وغنية بالنفط، وتُشرف على عديد خطوط ملاحية، وإسرائيل وحدها غير قادرة على الهيمنةوالسيطرة في ظل وجود دول عربية ترفضها جملةً وتفصيلًا، فالأفضل هو السير بنسخة محدثة لمشروع برنارد لويس، وهي باختصار:-
1.تفجير الدول العربية من الداخل وذلك بأزمات سياسية أو اقتصادية أو حروب.
2.القضاء على الجيوش الكبرى في الأقليم العربي.
3.السيطرة على منابع النفط والممرات الملاحية بسياسة الحماية والقواعد العسكرية.
بالطبع لن أشرح لكم مخطط برنارد لويس لتقسيم السودان، ومصر، والعراق، وسوريا…الخ. فقد سبقنا زملاء باحثين على رأسهم الدكتور وسيم السيسي لكن سنشرح لكم مخالب الصهيونية العالمية الخمس:-
1.الولايات المتحدة.
2.انجلترا.
3.اسرائيل.
4.الأرهابيون بوكالة داعميهم أيًا كانت الدولة.
5.دولة عربية نشطه في تقسيم اليمن، والسودان، وأجندات الحرب على الأسلام السياسي السني.
سأكتفي بما سبق، ولن نكرر ما تناوله العديد من الزملاء حول خطط برنارد لويس بتفاصيله الشهيرة، (لكن سأكتب لكم أشهر مقوله قالها الخبير الجيوسياسي اليهودي الإنجليزي الأمريكي في كتابه “تاريخ الشرق الأوسط”: إسقاط الخلافة العُثمانية لايجب أن ينتهي عند تقسيمها الى دول كثيرة مستقلة حتى أن كانت دائمة الولاء.. فالعرب يحنون دائما الى الماضي بتدهور حاضرهم.. ومن السهل جدًا عليهم العودة الى لملمة دولتهم الراشدة بمجرد التفافهم وراء تيار راديكالي رافض لكل حوار..يجب إعادة صياغة الخرائط ..وتفتيت الأمبراطورية الميتة الى دول عرقية، ومذهبية، ودينية وقبلية ..هكذا يعود العرب الى زمن قدوم محمد.)
وبالتالي ما يخص الجمهورية اليمنية، فقد ورد النص الخاص في المخطط كالآتي :((إزالة الكيان الدستوري الحالي للدولة في الشمال والجنوب، ورسم حدود جديدة تتفق مع حدود دويلات السلطنات” الجنوب العربي” قبل استقلال الجنوب، وتقسيم الشمال إلى ثلاث مناطق، ثم تُلحق أجزاء منها بما يسمى دويلة الحجاز الناتجة عن تقسيم المملكة العربية السعودية بعد الفراغ من اليمن)) ” هذهِ الخطة كتبها لويس قبل عام 90)”
طالما، وقد وضح لنا كيف تفكر عقول تشكيل مسرح الشرق الأوسط الكبير ، وتحديدًا الجزئية التي تخص الجمهورية اليمنية، والتي أصبحت مكشوفة، فهم يديرون حرب اقتصادية على الجنوب( حكومة عدن)، وتتزامن مع حرب عسكرية على الشمال( حكومة صنعاء)، وبالتالي القرار لك في إدارة حربك الأعلامية والثقافية، وخذ بعين الاعتبار بأن إيران أيضًا واقعة تحت مخطط تدمير الجيوش الكبرى في الأقليم العربي، والذي نجت منه جمهورية مصر العربية بأعجوبه مع أهمال الآخريات التي تعد ضمن بند السيطرة على منابع النفط، والممرات الملاحية بسياسة الحماية والقواعد العسكرية.
باحث استراتيجي يمني.