ما نعرفه عن حظر جماعة الاخوان المسلمين في الأردن

عمان-(أ ف ب) – يطرح حل جماعة الأخوان المسلمين في الأردن والذي طوى صفحة من العلاقات المتأزمة مع السلطات على مدى عقد، عدة أسئلة حول تبعاتها، وخصوصا أن الحزب السياسي للأخوان يشغل 31 مقعدا من 138 في مجلس النواب.
أعلن الأردن الأربعاء حظر جميع أنشطة جماعة الأخوان المسلمين في المملكة وإغلاق مقارها ومصادرة ممتلكاتها، متهما الجماعة بالتخطيط لزعزعة أمن الدولة.
وجاء قرار الحظر بعد أيام من إعلان السلطات القبض على 16 شخصا بينهم ثلاثة من جماعة الأخوان وجّه اليهم مدعي عام محكمة أمن الدولة تهما تتعلق بالإرهاب على خلفية مخططات لاستهداف أمن المملكة تشمل تصنيع صواريخ وحيازة مواد متفجرة ومشروعا لصنع طائرة مسيرة.
– من هم الإخوان المسلمون في الاردن؟ –
تأسست جماعة الإخوان المسلمين الأردنية عام 1945، وتعد أقدم وأبرز منظمة إسلامية في الأردن.
وقال الكاتب والمحلل السياسي الأردني عادل محمود إن “الأخوان نجحوا من خلال نشاطاتهم الدعوية والسياسية بالتغلغل في الحياة الاجتماعية بنهج تدريجي، حيث نجحوا في مأسسة نشاطهم الاقتصادي والاجتماعي من خلال إنشاء مستشفيات ومدارس خاصة ودور لحفظ القرآن، ما انعكس على صعيد توسع حاضنتهم الاجتماعية وعلى نشاطهم السياسي”.
غضت السلطات النظر عن أنشطة جماعة الإخوان المسلمين في الأردن على الرغم من قرار المحكمة العليا عام 2020 بحل الجماعة.
وكان الأخوان ينشطون تحت مظلة جبهة العمل الإسلامي وهي أبرز أحزاب المعارضة. وتصدرت أحزاب البرلمان بعد حصولها على 31 مقعدا في انتخابات ايلول/سبتمبر الفائت. وحققت ذلك بفضل حملة مناهضة للهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة.
ويكرر الاخوان المسلمون أنهم لا يعارضون الدولة الاردنية والملك عبدالله الثاني، بل السياسة التي تنتهجها الحكومة.
غير أن الحرب بين اسرائيل وحركة حماس جعلت الأردن يواجه تحديات امنية جديدة، وخصوصا أن نحو نصف سكانه يتحدرون من أصل فلسطيني.
ومنذ بداية الحرب في تشرين الاول/اكتوبر 2023، ينظم الإخوان كل اسبوع تظاهرات دعما للفلسطينيين.
واوضح عادل محمود أن الفرع الاردني للإخوان عاود ارتباطه بجذوره الأكثر راديكالية، ما ادى الى قطيعة مع الدولة التي سبق أن وقعت اتفاق سلام مع اسرائيل وتعتبر حليفة رئيسية للولايات المتحدة.
ورأى أن “حظرهم مؤشر أولي إلى إنتهاء آخر معاقل الاخوان في المنطقة”.
– لم تم حظرهم الآن؟ –
رأى الكاتب الصحافي الأردني حسين الرواشدة أن الاخوان المسلمين كانوا يسعون الى “فتح جبهة عسكرية على الأراضي الأردنية بحجة دعم المقاومة” في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
واضاف “تشكلت لدى الدولة قناعة تامة بأن الجماعة أصبحت أداة بأيدي قوى خارجية خططت وبدأت التنفيذ لتشكيل فصيل عسكري تابع لحركة حماس في الأردن”.
لكن أي مصدر رسمي لم يؤكد هذه المعلومات.
– ما مصير حزب جبهة العمل الإسلامي؟ –
يوجه حظر الإخوان المسلمين في الأردن ضربة قوية أخرى للجماعة بعد حظرها في دول أخرى مثل مصر والمملكة العربية السعودية، بعد أن كانت من أقوى الحركات السياسية في الشرق الأوسط.
وفي رأي عادل محمود أنه “من المبكر الآن الحكم على مصير حزب جبهة العمل الإسلامي لأن قضية المعتقلين لا تزال منظورة أمام محكمة امن الدولة ولم يصدر أي حكم فيها”.
واضاف “في حال دانت المحكمة المتهمين الستة عشر وبينهم ثلاثة ينتسبون لحزب جبهة العمل لمشاركتهم في الخلية المسلحة، حينها يمكن أن يصدر قرار بحظر الحزب واستبدال نوابه بنواب آخرين من أحزاب أخرى حلوا في المرتبة الثانية في الانتخابات البرلمانية الاخيرة”.