عمر.. طفل فلسطيني أمريكي قتلته إسرائيل وسط صمت من واشنطن

شبكة تواصل الإخبارية تقدم لكم خبر
رام الله / قيس أبو سمرة / الأناضول
الفلسطيني محمد ربيع، والد الطفل عمر الذي استشهد برصاص الجيش الإسرائيلي في بلدة ترمسعيا وسط الضفة الغربية المحتلة، اتهم الولايات المتحدة بالصمت تجاه رواية الاحتلال بشأن مقتل نجله الحامل لجنسية الولايات المتحدة.
يقول ربيع للأناضول بينما يمسك جواز سفر نجله أمام مسجد البلدة الواقعة شمال مدينة رام الله، تزامنا مع تشييع جثمانه إن “الولايات المتحدة تصمت تجاه الرواية الإسرائيلية بشأن استهدف نجلي”.
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري بالخصوص من السفارة الأمريكية في مدينة القدس.
السلطات الإسرائيلية تدّعي أن ربيع واثنين من رفاقه رشقوا آليات إسرائيلية بالحجارة على شارع 60 الكار قرب البلدة، بينما تنفي العائلة هذه الرواية وتقول إن نجلها كان في حقل مع أصدقائه يأكلون ثمار اللوز الأخضر.
والأحد، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان، “استشهاد الطفل عمر محمد سعادة ربيع (14 عاما) برصاص الاحتلال في بلدة ترمسعيا”.
وفي بيان منفصل، أفادت الوزارة “بوصول إصابة خطيرة وأخرى بجروح طفيفة لطفلين إلى المستشفى الاستشاري برام الله، جراء إطلاق مستوطن النار عليهما في بلدة ترمسعيا”.
ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 946فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، واعتقال 15 ألفا و800 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 166 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
** تشييع بالدموع
بالدموع، ودّعت العائلة جثمان عمر الملفوف بالعلم الفلسطيني، من أمام منزلها إلى مسجد البلدة قبل مواراته الثرى، وسط حشد من المشيّعين الذين رددوا هتافات تندد بالانتهاكات الإسرائيلية.
يقول الوالد: “وصل خبر بإصابة 3 من أبناء البلدة، اثنان نقلا إلى المستشفى وبقي مصير نجلي عمر مجهولا، تواصلت مع السفارة الأمريكية وبعد ساعة وصل خبر استشهاده حيث كان جثمانه محتجزا”.
ويتابع: “تسلمنا الجثمان ليلا”.
يؤكد محمد أن “الاحتلال تعمد إعدام عمر، حيث أطلق عليه 7 رصاصات بينها اثنتان في الصدر والقلب وأخرى في الرأس والأطراف”.
ويردف: “الاحتلال كان إمكانه إصابته أو اعتقاله، لكنه أعدمه بشكل متعمّد، طفل قاصر بعمر 14عاما من المؤكد أنه لم يشكل أي خطر على الاحتلال، كان في حقل يتناول اللوز”.
** واشنطن.. الكيل بمكيالين
وعن رواية الاحتلال يقول محمد: “الجيش الإسرائيلي نشر فيديو يظهر فيه 3 شبان يدّعي أنهم أبناء البلدة يرشقون الحجارة، دون أن يظهر أي شيء يمكن أن يثبت ادعاءه”.
ويكمل: “في المقابل هناك توثيقات لاعتداءات المستوطنين بالصوت والصورة تغض الولايات المتحدة الطرف عنها، إنها تميز وتتبع سياسة الكيل بمكيالين”.
ويشير الوالد المكلوم إلى جواز سفر ابنه الأمريكي ويقول: “كتب على الجواز أن الولايات المتحدة ستحرك أسطولها البحري إذا لزم الأمر لحماية حامل هذه الجواز، أين هذا الأسطول؟ ها هو قتل نجلي الحامل للجنسية الأمريكية”.
ويلفت إلى أن العائلة تحمل الجنسية الأمريكية وأن جزءا منها يعيش في الولايات المتحدة.
ويكمل: “هناك تمييز بين الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية ونظيره الفلسطيني، الولايات المتحدة لا يمكنها أن توقف هذا الصلف الإسرائيلي والقتل”.
ويوجّه ربيع رسالة للرئيس دونالد ترامب قائلا: “أنت مطالب بوقف قتل الأطفال ووقف القتل الإسرائيلي، الفلسطيني يقتل اليوم بدعم الولايات المتحدة”.
** اعتداءات متكررة
بدوره، يقول رئيس بلدية ترمسعيا، لافي أديب، إن الأطفال “استهدفوا بينما كانوا في حقل لوز، الجيش الإسرائيلي تعمّد قتلهم وإلحاق الضرر بهم”.
ويضيف للأناضول: “يدعي الاحتلال أنهم رشقوا الحجارة على المركبات حتى لو صحت الرواية كان بالإمكان اعتقالهم”.
ويتهم أديب الجيش الإسرائيلي “بقتل ربيع بدم بارد، وتصفيته في الموقع بعد منع نقله للإسعاف واحتجازه لحين وفاته”.
ويذكر أن بلدته تتعرّض لاعتداءات إسرائيلية بشكل متكرر، وأن مستوطنين يحرقون مركبات ومنازل لفلسطينيين بحماية من الجيش.
ويشير إلى مستوطنة شيلوا التي تبعد عشرات الأمتار عن منزل ربيع مبينا أنها “أقيمت على أرض سرقت من بلدة ترمسعيا وبلدات فلسطينية مجاورة، هم من يأتون إلينا يسرقون ويعتدون بحماية من الجيش”.
بدورها، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن “جريمة الإعدام التي ارتكبتها قوات الاحتلال، بحق الطفل عمر محمد سعادة ربيع تمثل امتدادا لمسلسل جرائم القتل خارج القانون”.
وأضافت في بيان وصل الأناضول أن “إفلات إسرائيل، بصفتها سلطة احتلال غير شرعية، من العقاب بشكل مستمر، يشجّعها على ارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات”.
وأكدت أن “الشعب الفلسطيني ما زال ضحية مستمرة للاحتلال، وضحية متواصلة أيضا لعدم تحمّل المجتمع الدولي لمسؤولياته القانونية تجاه الظلم التاريخي الواقع عليه، واستمرار احتلال أرضه”.
وطالبت الوزارة بـ “اتخاذ تدابير فورية لوقف حرب الإبادة والتهجير وجرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي وعصابات المستوطنين بحق أبناء شعبنا، وضمان توفير الحماية الدولية، ولا سيما للأطفال الفلسطينيين”.
من جانبه، قال مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال عايد أبو قطيش، في بيان السبت بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني الموافق 5 أبريل/ نيسان سنويا، إن “يوم الطفل الفلسطيني يمر هذا العام في ظل جرائم وانتهاكات غير مسبوقة ضد الأطفال الفلسطينيين”.
وبيّن أن “الاحتلال قتل في الضفة الغربية نحو 200 طفل، منذ بدء العدوان (على قطاع غزة) في 7 أكتوبر 2023، عدا عن الجرائم الممارسة بحق الأطفال المعتقلين في المعتقلات الإسرائيلية”.