نائبان بريطانيان: تعرّضنا للتحقيق ومضايقات من إسرائيل خلال زبارة فلسطين

نائبان بريطانيان: تعرّضنا للتحقيق ومضايقات من إسرائيل خلال زبارة فلسطين

لندن/ زحل دميرجي، براق بير/ الأناضول
قال النائبان البريطانيان “شوكت آدم” و”أندرو جورج”، إنهما تعرضا للتحقيق ومضايقات من قبل السلطات الإسرائيلية، خلال زيارتهما الأسبوع الماضي إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي حديث للأناضول بعد عودتهما إلى بريطانيا، تحدّث آدم وجورج عن المضايقات والتحقيقات التي تعرضا لها، وكذلك القيود والممارسات التمييزية التي تفرضها إسرائيل على الفلسطينيين.
وأوضح النائبان، شوكت آدم (نائب مستقل) وأندرو جورج (عن حزب الليبراليين الديمقراطيين)، أنهما التقيا خلال زيارتهما بمستوطنين مسلحين استولوا على أراضٍ فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.
وأكد النائبان أنهما شهدا عن قرب ممارسات التمييز والضغوط التي يتعرض لها الفلسطينيون في حياتهم اليومية، وشبّها الحياة في الضفة الغربية بـ”السجن المفتوح”.
وشددا أنهما تعرضا للمضايقة من قبل مجموعة من المستوطنين، وشهدا كذلك لحظات اعتداء أولئك المستوطنين على فلسطينيين في مدينة الخليل (جنوب).
ولفت النائبان إلى أنهما خضعا للتحقيق على أيدي حرس الحدود الإسرائيلي عند دخولهم الأراضي الفلسطينية، وتم احتجازهما لفترة وجيزة على الحدود.
وقال النائب شوكت آدم إن هدف الزيارة كان ملاحظة الواقع اليومي للحياة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واصفًا الحياة هناك بأنها “مُحطّمة للقلب ومُدمّرة”.
وأضاف آدم أنه بالنظر إلى الدور التاريخي لبريطانيا، ينبغي على المجتمع الدولي وخاصة لندن التحرك من أجل إحداث تغيير.
كما شدد النائب البريطاني على ضرورة الاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.
وتابع: “علينا الاعتراف بدولة فلسطين وبدء فرض عقوبات اقتصادية وعسكرية وثقافية على إسرائيل إلى أن تلتزم بالقانون الدولي”.
– يواصلون عدوانهم بدعم من الجيش والشرطة الإسرائيلية
وتطرّق آدم إلى الصعوبات التي واجهها النواب البريطانيون خلال زيارتهم، قائلًا: “قبل زيارتنا بأسبوع، لم يُسمح بدخول اثنين من زملائي إلى البلاد. أما نحن، فقد أُعيد زميلي (أندرو جورج) الذي كان يقف أمامي ببضع خطوات في طابور الحدود، في حين خضعت أنا لاستجواب دام 10 دقائق قبل أن يُسمح لي بالدخول، ثم سُمح لزميلي بالدخول لاحقًا”.
وأضاف أن المستوطنين المسلحين الذين التقوهم في الضفة الغربية أبدوا عدوانية شديدة، وكانوا يمشون بثقة لأنهم يحملون أسلحة بشكل علني.
وأشار آدم إلى أن هؤلاء المستوطنين كانوا يقولون لعائلات فلسطينية “سنأخذ هذا المنزل، لأن الله أعطاني إياه”، مؤكدًا أنهم لا يترددون في اللجوء للعنف والتهديد.
وأردف أن المستوطنين يواصلون اعتداءاتهم على الفلسطينيين بدعم مباشر من الجنود والشرطة الإسرائيليين، وأن تلك الاعتداءات لا تقتصر على إطلاق الألفاظ النابية، بل تتضمن أيضًا اللجوء إلى العنف.
– منع دخول المساعدات إلى غزة أمر لا إنساني
وانتقد آدم أيضًا رفض إسرائيل السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة رغم مواصلتها لعملياتها التدميرية في القطاع.
وتابع القول: “أعتقد أن هذه الممارسات غير إنسانية على الإطلاق، ويجب فتح المعابر فورًا من أجل السماح بدخول المساعدات الإنسانية”.
– لم أكن أُدرك تمامًا حجم الضغوط والتهديدات
من جانبه، قال أندرو جورج لمراسل الأناضول، إنه لم يكن يدرك تمامًا قبل الزيارة مدى ما يعانيه الفلسطينيون من عزلة وتمييز، ولا كيف يفرض الإسرائيليون قيودًا صريحة على حياتهم اليومية في الضفة الغربية.
وأضاف: “يمكن القول إن وصف الوضع بأنه سجن مفتوح سيكون على الأرجح دقيقًا، أينما ذهبت تواجه حواجز، واستجواب، وقيود على ما يمكنك فعله”.
وأعرب جورج عن قلقه العميق إزاء الوضع الحالي في فلسطين، وقال إن مقتل الأبرياء يوميًا يؤلمهم بشدة.
وأكد أنهم يطالبون بوقف فوري لإطلاق النار، خاصة وأن استمرار الوضع الحالي أمر غير مقبول، مضيفًا: “إذا كانت إسرائيل تريد إطلاق سراح الرهائن، فعليها بناء السلام”.
واختتم جورج حديثه بالتأكيد على أن التوصّل إلى وقف إطلاق نار وإطلاق سراح الأسرى يجب أن يكون أولوية، مذكّرًا بالوقت نفسه بالدعوة التي وجهتها حركة حماس من خلال قنوات التواصل لوقف لإطلاق النار.
وفي 18 مارس/ آذار الماضي، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الساري منذ 19 يناير/ كانون الثاني الفائت، واستأنفت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، رغم التزام حركة حماس بجميع بنود الاتفاق.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.