إبراهيم محمد الهنقاري: محاولة لفك الحروف.. !هل سيكون هناك اتفاق حول النووي الإيراني بين ايران.. و الأمريكان.!؟ لا.. لن يكون

إبراهيم محمد الهنقاري
لم تتشابك الأيدي بعد.!!
ولكن تشابكت الحروف و الكلمات في حوار الطرشان الذي قيل إنه يجري بين الولايات المتحدة الأمريكية و الجمهورية الإسلامية الإيرانية حول البرنامج النووي الإيراني.!!
ففقد الحوار أهدافه و معناه قبل أن يبدأ اللقاء.. و قبل أن يبدأ الحوار.!!
ولكن عندما تتشابك الايدي قريبا بإذن واحد
أحد فقد يكون لنا حديث آخر مختلف.!!
إذا انفقت الشياطين و الملائكة على أمر ما فسوف يتفق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
و الولي الفقيه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي الحسيني الخامنئي على تسوية قضية النووي الايراني.!
ارى ان كل ما يقال وما يكتب عن الحوار انما هو عن ” حوار الطرشان!.”!!
فلا المرشد الأعلى يفهم ما يقوله الرئيس الأمريكي ولا ديدي ترامب يعرف الإسلام او يعرف اللغة الفارسية.!!
هما ضدان.! و خطان متوازيان.!
و الضدان و الخطان المتوازيان لا يلتقيان.!!
لا أحد في حوار الطرشان يسمع ما يقوله الاخر و لا أحد منهما يفهم ما يقوله الاخر.!!
و ليس هناك اي حوار حقيقي ولن يكون.!!
ايران و الولايات المتحدة الأميركية خطآن متوازيان لا يلتقيان كما قلنا وكما كما علمونا في أيام المدرسة.!
الجمهورية الإسلامية في إيران هي دولة مستقلة ذات سيادة. ومن حقها الدفاع عن نفسها وعن شعبها بكل أنواع السلاح بما فيه السلاح النووي.! وهي تطور برنامجها النووي منذ سنوات في حدود سيادتها على ارضها
و ما يفرضه عليها واجب الدفاع عن شعبها وعن سيادتها و استقلالها.
والولايات المتحدة الأمريكية دولة نووية طورت برنامجها النووي منذ سنوات وهي الدولة الوحيدة حتى الان التي استخدمت السلاح النووي في وقت الحرب حينما القت قنابلها النووية على هيروشيما و ناجازاكي خلال اواخر الحرب العالمية الثانية.!
وبنهاية عام 1945 قتلت القنبله النووية الأمريكية 140 ألف مواطن ياباني في هيروشيما و قتلت القنبله النووية الأمريكية
بعد ذلك بثلاثة ايام 74 ألف مواطن ياباني اخر في ناجازاكي.!
أما الاثار المادية و النفسية فلا يعلم بها الاُ الله سبحانه وتعالى وبعضها لا يزال متواصلا حتى اليوم بعد ثمانين عاما من تلك الجريمة الأمريكية الشنعاء.!!
ولم يطلب منها أحد مع ذلك ان توقف برنامجها النووي و رغم ذلك العدوان النووي غير المسبوق على اليابان.!
وقد زرت هيروشيما عام 1986 وعرفت المزيد عن تلك الجريمة الأمريكية الشنيعة.!!
و أرى ان من حق ايران ان تطلق على الولايات المتحدة الأمريكية لقب ” الشيطان الأكبر “.!!
الولايات المتحدة التي تطالب و تعمل على وقف البرنامج النووي الإيراني هي نفسها الولايات المتحدة التي قتلت بالقنبلة النووية 214 الف مواطن ياباني أو اكثر وهي نفسها الولايات المتحدة الأمريكية التي قدّمت وتقدم الدعم والرعاية للبرنامج النووي الإسرائيلي في الأرض المحتلة فلسطين وهي التى تحمي و ترعى العصابات الصهيونية التي تغتصب فلسطين و تعمل اليوم على إبادة شعبها بالسلاح الأمريكي و بالدعم الأميركي الكامل بجميع أنواعه.!!
في مثل هذه الحالة لابد ان تتعطل لغة الكلام .! ولابد ان تتوقف دبلوماسية الضحك على الذقون.! ولابد ان ينتصر الحق ولابد أن ينهزم الباطل.!!
لا اتوقع اي نجاح للقاء الذي يجري في مسقط بين ايران و الولايات المتحدة الأميركية برعاية سلطنة عمان.!!
واذا تورطت الولايات المتحدة الأمريكية في
أي عمل عسكري مجنون ضد الجمهورية الإسلامية في إيران فإن ذلك سوف يؤدي إلى
تعرض الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة لما قد يكون أسوأ بكثير مما تعرضت له الولايات المتحدة الأمريكية في الهجوم اليابانيً على بيرل هاربور أواخر الحرب العالمية الثانية.!!
و اذا تمادى مجنون امريكا في تهديداته ضد
ايران و برنامجها النووي فقد يدفع ذلك الجمهورية الإسلامية الايرانية إلى إبرام حلف دفاعي مع الاتحاد الروسي او مع الصين او مع كليهما للدفاع عن سيادة ايران واستقلالها.!!
وهو ما سيفرض على مجنون امريكا وعلى الولايات المتحدة إعادة التفكير في مواقفها من ايران ومن مشاكل الشرق الأوسط.!!
وعندها فقط يمكن ان يكون هناك لقاء وان تكون هناك مفاوضات باللغة الانجليزية التي يتقنها الطرفان لمحاولة التفاهم حول أفضل الطرق للمحافظة على مصالح الطرفين.!!
والأمرّ بعدئذ لله.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
كاتب من ليبيا.