سمير جبّور: هل نشاهد بداية النهاية للمشروع الصهيوني في فلسطين

سمير جبّور: هل نشاهد بداية النهاية للمشروع الصهيوني في فلسطين

شبكة تواصل الإخبارية تقدم لكم خبر

سمير جبّور
ناقشنا في مقال سابق التأثيرات السلبية لحرب الإبادة  التي تشنها اسرائيل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، على الإقتصاد ألإسرائيلي. ونخصص هذا المقال لبعض السيناريوهات التي تتحدث عن احتمالات انهيار المشروع الصهيوني في ضوء ما تسببه هذه الحرب من أنعكاسا ت مدمرة للمجتمع الإسرائيلي على جميع ألأصعدة. ثم نختتم هذا المقال بإبداء بعض الآراء حول مدى تحقيق هذه االسيناريوهات ، وسنحاول الرد على السؤال: هل نشاهد بالفعل بداية النهاية للمشروع الصهيوني وانهيار اسرائيل؟
سوف نستهل اهم هذه السناريوهات بتقرير شامل نشر على Instagram: SilencedSirs  ,(https://x.com/SilentlySirs/status/1904476420052562247) باللغة الإنجليزية ثم تتلوه مؤشرات يوردها المؤرخ الأسرائيلي إيلان بابيه على “انهيار المشروع الصهيوني”.
وفيما يلي ترجمة نص هذ التقرير ألأنف الذكر من موقع SilencedSirs :
اسرائيل على حافة الإنهيار؟ ما لا تخبرك اياه وسائل الإعلام
مقدمة:
منذ بداية الحرب, واسرائيل غارقة في أزمة ليس لها مثيل على جميع الجبهات : ألإقتصادية وإلإجتماعية  والنفسية والسياسية . وتحاول وسائل الإعلام الرئيسية إخفاء الحقيقة ، بيد ان ألأرقام والحقائق ترسم صورة مختلفة  تماما لدولة  كانت تزعم  انها لا تقهر.
أن” هذا التقرير سيكشف اكثر ألأدلة وضوحا على انحدار اسرائيل، استنادا الى آخر المعلومات المتوفرة منذ 21 آذار/ مارس، ،2025:

خسائر اقتصادية غير مسبوقة

تواجه اسرائيل انهيارا اقتصاديا كارثيا ، هو الأسوأ  منذ انشائها  في سنة 1948

خسائر عسكرية : 34 ملياردولار

خسائر اقتصادية : اجمالية 67 مليار دولار

عجز في الميزانية : 40 مليار دولار ( ألأكبر في تاريخ اسرائيل)

كانت ألإنعكاسات الإقتصادية  في سنة 2024 الأشد:

اغلقت 60,000 شركة أبوابها ، مما نجم عن ذلك خسائر جسيمة في الوظائف.

انخفض قطاع السياحة بنسبة 70 %، نجمت عنه خسائر تقدر ب 5 مليارات دولار

قطاع البناء والإنشاءات خسر 4 مليارات دولار, بعد ان توقفت اكثر من 70 شركة بناء عن العمل.

تدل هذه ألآرقام على ان اسرائيل تقف على حافة الإنحطاط الإقتصادي، مما قد يشل قدرتها على الإستمرار في الجهد الحربي .

اضطرار الإاسرائيليين لهجر منازلهم

نظرا لإستمرار الحرب والخوف من العمليات الأنتقامية للمقاومة، هجر 143,000 اسرائيلي منازلهم ، ولاسيما من  المستوطنات القريبة من غزة على الحدود الجنوبية، حتى بعد فترات وقف اطلاق النار المؤقتة . والكثيرون منهم  خائفون جدا من العودة الى منازلهم إذ  يتحسبون لمزيد من التصعيد.

إن هذا الوضع غير ناجم عن ازمة نزوح داخلية – بل انه تسبب في نزوح واسع للإسرائيليين الى خارج بلدهم، مما يؤثر كثيرا على  التوازن  الديموغراقي .

أزمة نفسية غير مسبوقة

يعاني سكان اسرائيل من محنة نفسية شديدة، ناجمة عن ألصراع الطويل وخوفا من عمليات المقاومة :

يعاني 900،000 اسرائيلي من اضطراب ألأجهاد ما بعد الصدمة ((PTSD– وهذا رقم بلغ الذروة.

يعاني ثلث اٌلإسرائيليين  من الإكتئاب او من اضطرابات أخرى في الصحة العقلية

ارتفع استهلاك الكحول بنسبة 25 %، مما يدل على ارتفاع في نسبة استعمال المخدرات .

بلغت مبيعات الحبوب المنوّمة الذروة لتصل الى 180%، وهذا يدل على انه لم يعد في مقدور الأسرائيليين  النوم من دون  مساعدة طبية.

سجلت داخل الجيش الإسرائيلي 21 حالة انتحار في سنة 2024 ، في حين ان الرقم الحقيقي يتجاوز الرقم العلني.

تدل هذه الأحصائيات على ان المعنويات داخل اسرائيل منخفضة طوال الوقت ، مما يؤثر بصورة مباشرة في التأهب العسكري  والأستقرار الداخلي.

الهجرة اليهودية المضادة

ان أحد أخطرالأتجاهات في اسرائيل اليوم هو هجرة اليهود الجماعية  من البلد بلغت أحجامها :

82،700 يهودي هجروا اسرايل في سنة 2024، وهذا اكبر معدل للهجرة العكسية منذ عقود.

في المقابل ، هاجر الى اسرائيل 70،000 يهودي من الخارج  في سنة 2002  . واليوم  نجد أن  الأتجاه عكسي تماما – تواٍجهه اسرائيل  هجرة عكسية جماعية  بدلا من الهجرة الوافدة  اليها .

إن هذا التحول يعكس إنعدام الثقة المتنامي في مستقبل اسرائيل ، كدولة أمنة ومستقرة، مما يهدد قدرتها على الحياة على المدى الطويل .

أنهيار سياسي ودبلوماسي

ان اسرائيل لا تواجه أزمة عسكرية  واقتصادية  وحسب – بل وايضا  تسير نحو انهيار سياسي ودبلوماسي حاد .

تدمرت صورتها العالمية تماما، اذ ان العالم أخذ يدرك احتلالها وجرائمها ضد الإنسانية

ان العديد من الدول تبتعد عن اسرائيل دبلوماسيا، مع تصاعد ادانتها على المستوى الدولي .

لقد تلاشى وهم أن “اسرائيل الديموقراطية والمسالمة”، مما ينكشف وجهها الحقيقي ،وجه الدولة العنصرية.

ان هذه التطورات تترك اسرائيل اكثر ضعفا على المسرح الدولي، اذ تواجه عزلة متزايدة, وهي تكافح للحفاظ على الدعم الدولي.

ثورة داخلية وانقسامات بين النخبة

ان إحدى الأزمات الغاية في الأهمية والأقل تداولا التي تواجهها اسرائيل اليوم هي الثورة الداخلية في دوائر النخبة .

بعض كبار المسؤولين الرسميين، بمن فيهم رئيس الموساد السابق ورئيس الشرطة السابق، اتخذا موقفا سافرا ضد الحكومة .

أقامت عائلات الأسرى ألإسرائيليين ا مخيمات احتجاجية دائمة خارج وزارة العدل مطالبة بإهاء الحرب .

هناك انقسامات سياسيية عميقة بين القادة الإسرائيليين حول كيفية ادارة الحرب، مخاطرين بانهيار محتمل للحكومة نفسها .

ان كل هذا  يبرهن على ان اسرائيل لا تتكبد خسائر على الصعيد الخارجي وحسب – بل  أنها تنهار من الداخل ايضا .
وينهي هذا التقرير هذه المعلومات بخلاصة:
ألإستنتاج : هل  نشاهد بداية نهاية اسرائيل ؟.
“ان اسرائيل اليوم ليست اسرائيل نفسها كما عهدها العالم قبل بضع سنوات. إذ ان اقتصادها يتحطم، ومجتمعها يتبعثر نفسانيا، والهجرة المعاكسة بلغت الذروة، وسياساتها تلفها الفوضى  والأنشقاق الداخلى أخذ  في الإزدياد.

تشير جميع هذه الأدلة الى نقطة تحول حرجة  تترك الكثيرين يتساءلون: هل نشاهد بداية النهاية للمشروع الصهيوني؟.

في حين ان الجواب النهائي ليس مؤكدا، بيد ان هناك امرا واحد اواضح– لم تعد اسرائيل تتمتع بمناعة لا تقهر – والمقاومة مستمرة  في دفعها  نحو انهيار حتمي”.

مؤشرات على انهيار المشروع السهيوني:
 أورد المؤرخ  ألإسرائيلي إيلان بابيه: 5 مؤشرات على بداية نهاية المشروع الصهـيوني خلال ندوة صحفية في مدينة حيفا، قال بابيه إن بداية نهاية هذا المشروع هي “مرحلة طويلة وخطيرة، ولن نتحدث عن المستقبل القريب للأسف، بل عن المستقبل البعيد، لكن يجب أن نكون جاهزين لذلك”، معربا عن تفاؤله بـ”أننا في مرحلة بداية نهاية المشروع الصهيوني، ويجب أن نكون جزءا من الجهود لتقصير هذه الفترة”. وفيما يلي هذ المؤشرات الخمسة :

المؤشر الأول يتمثل في “الحرب اليهودية الأهلية التي شهدناها قبل 7 أكتوبر الماضي، بين المعسكر العلماني والمعسكر المتدين في المجتمع اليهودي في إسرائيل”، مشيرا أن الحرب ستتكرر، كون “الإسمنت الذي يجمع المعسكرين هو التهديد الأمني، والذي لا يبدو أنه سيعمل بعد الآن”.

المؤشر الثاني هو “الدعم غير المسبوق للقضية الفلسطينية في العالم واستعداد معظم المنخرطين في حركة التضامن لتبني النموذج المناهض للفصل العنصري الذي ساعد في إسقاط هذا النظام في جنوب إفريقيا، لافتا إلى “فترة جديدة بتحول الضغط من المجتمعات إلى الحكومات”.

ألمؤشر الثالث هو العامل الاقتصادي، تبعا لوجود “أعلى فجوة بين من يملك ومن لا يملك”، بالإضافة إلى “رؤية قاتمة لمستقبل الصلابة الاقتصادية لدولة إسرائيل”.

المؤشر الرابع هو “عدم قدرة الجيش على حماية المجتمع اليهودي في الجنوب والشمال

المؤشر الخامسيتمثل في موقف الجيل الجديد من اليهود، بما في ذلك في الولايات المتحدة، والذي يأتي على عكس الأجيال السابقة، “التي حتى أثناء انتقادها لإسرائيل، اعتقدت أن هذه الدولة كانت تأمينا ضد محرقة أخرى أو موجات من معاداة السامية”. ( المصدر : RT)

اذا توخينا الموضوعية  لدى مناقشة هذه الآراء، نتوصل الى قناعة انه حتى وإن توفر بعض العوامل التي تدل على حتمية نهاية المشروع الصهيوني، فان هناك عوامل أخرى تعمل على إطالة عمر الكيان الصهيوني وأهمها:

اولا: تقاعس بعض الدول العربية وصمتها على عمليات الإبادة الجماعية التي ترتكبها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني باستخدامها احدث الأسلحة واكثرها تطورا . فلو سخّرت الدول العربية جميعها اسلحتها وجيوشها الجرارة للدفاع عن الشعب الفلسطيني ، لما تمكنت اسرائيل من المضي في مخططاتها ضد هذا الشعب. اذ ان القوة لا ترتدعها  الا قوة مضادة.

ثانيا : الدعم المطلق للدول الغربية لإسرائيل على كل الأصعدة سواء على صعيد التمويل المالي، وتزويدها باحدث ألأسلحة واكثر التقنيات العلمية والتكنولوجية تطورا ،مما جعل اسرائيل تتمتع بقدرات دولة عظمى في المنطقة  وتستقوى على شعوب عربية مقهورة وانظمة متواطئة  ومتقاعسة او مطبّعة .

وفي نهاية المطاف، عندما تصحو ألأنظمة العربية من سباتها وتستغل مواردها وطاقاتها  لإجبار الغرب على فك ارتباطه باسرائيل ، عندها يمكن الحديث عن اقتراب نهاية المشروع الصهيوني واسترداد الشعب الفلسطيني لحقوقه كاملة.

كاتب فلسطيني