“الكل يبحث عن لقطة بث مباشر تُشعل المنطقة”.. دعوات شعبية جزائرية للرئيس تبون بعدم حضور القمة العربية في العراق.. خشية من مرض مجهول أو إسقاط طائرته.. هل يستمع الرئيس تبون لمخاوف شعبه أم يختار مُجاملة العراق؟

“الكل يبحث عن لقطة بث مباشر تُشعل المنطقة”.. دعوات شعبية جزائرية للرئيس تبون بعدم حضور القمة العربية في العراق.. خشية من مرض مجهول أو إسقاط طائرته.. هل يستمع الرئيس تبون لمخاوف شعبه أم يختار مُجاملة العراق؟

 

 

عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:

تبدو القمّة العربية في العراق جدليّةً بامتياز، فبعد رفض العراقيين (القوى الشيعية) حضور الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع لحضور القمة، على خلفية اتهامات مُوجّهة له بالإرهاب والقتل بحق الشعب العراقي، حينما كان زعيمًا لجبهة النصرة، وقبلها التحاقه بتنظيم الدولة “داعش”، ها هم الجزائريون يتمنّون على رئيسهم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عدم الذهاب إلى العراق، ولكن من باب الحرص على حياته، ومن خلفية مُحبّة لرئيسهم.

وأطلق الجزائريون بالفعل وسم “هاشتاق” تحت عنوان “عمي تبون لا تذهب للعراق” على المنصّات التواصلية، وذلك بعد توجيه دعوة رسمية له للذهاب هناك، من قبل الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد.

الجزائر عادةً ترفض الحضور ممثلة برئيسها للقمم العربية لأسباب تتعلّق بعدم قبولها ببيانات باهتة ضد المقاومة الفلسطينية، وهرولة بعض الدول العربية للتطبيع، ما يطرح تساؤلات إذا كان الرئيس تبون سيُلبّي رغبة شعبه بعدم ذهابه للعراق خوفًا عليه، لحضور القمة العربية المُزمع انعقادها في 17 ‏أيار/مايو المقبل.

الجزائريون، لا يخشون على الرئيس الجزائري لأسباب أمنية تتعلّق بالأمن في العراق فحسب، وهو أمر وارد، ولكن خشيتهم الأساسية تعود لعدم تكرار ما وقع مع الرئيس الأسبق هواري بومدين بعد زيارته لبغداد ‏عام 1978، حيث أُصيب بمرض مجهول عقب مغادرته البلاد، وبعدها رحل بوفاة غامضة قيل إنها تسمّم.

أما الأمر الآخر، فيعود للخشية من تكرار ما طال وزير الخارجية الجزائري الأسبق محمد الصديق ‏بن يحيى، الذي كان يقود جهود وساطة لوقف الحرب بين العراق ‏وإيران، قبل أن تُسقط طائرته في ظروف مشبوهة عام 1982.‏

ونقلت تقارير عن التلفزيون الجزائري الحكومي قوله إن “الهاشتاغ المتداول بشكل واسع ‏لا يعكس الرفض الشعبي الجزائري للمشاركة في القمة العربية بقدر ما ‏يعكس التفاف الشعب حول رئيسه”، مضيفا أن “الجزائريين يُكنون مكانة ‏خاصة للشعب العراقي، والهاشتاغ نابع من حرصهم واهتمامهم بأمن ‏وسلامة رئيس البلاد في ظل ظروف إقليمية معقدة”.

ويبدو أن التلفزيون الجزائري لا يريد هنا إحراج القيادة العراقية، والتشكيك بقدرتها على استضافة القمة العربية باقتدار ونجاح، ويريد حصر المشهد الشعبي ضمن مخاوف من تكرار مشاهد سابقة أليمة.

وإذا قرر الرئيس الجزائري الذهاب، فسيكون أول رئيس جزائري يزور العراق منذ سنوات طويلة، ولافت أن وسم “هاشتاق” لا تذهب للعراق، لا يزال يتصدّر المنصات الجزائرية.

وقال الناشط عبدالقادر عبد القادر: العراق… زيارة محفوفة بالنار، عندما يدخل رئيس الجزائر أرض العراق، فهو لا يدخل دولة ذات سيادة كاملة… بل منطقة رمادية تتصارع فيها أجهزة العالم المخابراتية من تحت الطاولة.
من واشنطن إلى طهران، من تل أبيب إلى أنقرة… الكل يزرع عيونه هناك. والكل يمتلك الزناد. والكل يبحث عن لقطة بث مباشر تُشعل الشرق الأوسط. العراق اليوم ليس فقط حليفًا محتملاً… بل لغمًا محتملاً. الاغتيالات هناك لا تُعلن مسبقًا.
ولا يُعرف الجاني.
ولا تُوجد ضمانات.
فلا تستغربوا إذا خاف الشعب على رئيسه…
لأن “الرئيس عبد المجيد تبون” لا يدخل سفارة، بل يدخل ساحة حرب استخباراتية شاسعة”.

ذكّر نشطاء عراقيون من جهتهم بأن الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، كان من أوائل القادة الذين حضروا قمة الجزائر سنة 2022.

ودعا بعض الناشطين إلى إيفاد ممثل عن الجزائر بدلاً من الرئيس تبون، كخيار يوازن بين الحضور الدبلوماسي والاحتياطات الأمنية.

وقد تشهد القمّة العربية في بغداد غياب عدد لافت من القادة العرب، في وقت يسعى فيه العراق للعودة، والانخراط في بيئته العربية.