اسيا العتروس: كما أحرقوا الدوابشة يحرقون الصحفيين.. لا جديد في غزة

شبكة تواصل الإخبارية تقدم لكم خبر
اسيا العتروس
من حرق الطفل احمد الدوابشة حيا مع عائلته بعد أن سقوه البنزين وأضرموا فيه النار الى حرق الاطفال في المدارس وحرق الصحفيين فجرا في خيمتهم فيما بقي من غزة التي تباد تستهدف فجرا خلال قصف للاحتلال ليعلن لاحقا عن مقتل اثنين من الصحفيين.. حتى اللحظة لا جديد في مشهد العدوان والابادة المستمرة في غزة باستثناء أن الاحتلال دخل مرحلة من الجنون ولن يتوقف امام أي شيء فيما يواصل المجتمع الدولي ذرف دموع التماسيح واحصاء حصيلة الضحايا ورصد المظاهرات الاحتجاجية الالفية في العواصم العالمية التي لا يأبه لها نتنياهو مجرم الحرب الذي تجاوز هتلر في ممارساته مع اختلاف مهم وخطير أن ما يقوم به ناتنياهو ينقل على المباشر الى كل العالم وتعجز المنظمات الدولية والانسانية السياسية والحقوقية عن منعه.
حرق الاطفال احياء وحرق الصحفيين احياء اخر تقليعات الاحتلال الاسرائيلي فيما يدنس ناتنياهو مجرم الحرب الملاحق من الجنائية الدولية أرض أوروبا التي ترفع راية الدفاع عن حقوق الانسان والحريات وتفرش الجساد الاحمر لهولاكو العصر ولولا هذا التخاذل الدولي المشترك شرقا وغربا لما استمرت المجازر في غزة ولما كان ناتنياهو استهان بدماء الفلسطينيين وجعل اشلاء الاطفال تتطاير في مشهد سيسجل التاريخ أنه عار على الانسانية و قبل كل ذلك على ذوي القربى ممن يفتحون ابواب التطبيع مع الصهاينة.
طبعا نحن لسنا في وارد أن ينتفض الاعلام الغربي ضد ممارسات الاحتلال كما فعل منذ اليوم الاول في الحرب الروسية الاوكرانية عندما وقف صحفي فرنسي أمام الكاميرا يصرخ ان الاوكرانيين يشبهوننا انهم يقودون السيارات مثلهم و بشرتهم بيضاء وعيونهم زرق انهم مثلنا وليسوا مثل الذين في الشرق الاوسط.. الفيدو الذي وثق حرق عائلة الدوابشة متوفر وهو شاهد سقطة الاعلام الغربي الذي تبنى رواية الاحتلال وبات شريك له في الابادة يروج لها بعد أن اسقط كل دروس المهنية وما تستوجبه من صدق وجرأة على نقل الحقائق دون تزييف أو انتصار للجلاد على حساب الضحية.. جريمة استهداف خيمة الصحفيين تأتي بعد أقل من ساعات على استشهاد الصحفية إسلام نصر الدين مقداد، جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا غرب المدينة…
هناك حقائق مغيبة لا تقبل التشكيك ومفادها أنه ليس صحيحا أن نتنياهو لا يخشى الملاحقة والايقاف فقد اضطر خلال زيارته الى المجر التي اعلنت بالمناسبة انسحابها من الجنائية الدولية، حيث اضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي المطلوب للعدالة الدولية، للسفر بمسار طويل من العاصمة المجرية بودابست إلى واشنطن لتجنب هبوط اضطراري قد يؤدي لاعتقاله بموجب مذكرة التوقيف الدولية الصادرة بحقه.
طبعا نعلم أن أمريكا ليست عضوا بالجنائية الدولية كما حليفها الاسرائيلي وهي تشن حملة ضد المحكمة و ضد القضاة الذين حققوا ورافعوا و قدموا الوثائق الكفيلة بملاحقة مجرمي الحرب و شركائهم في حرب الابادة في غزة .. وقد ذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية أن “نتنياهو اضطر للسفر بمسار طويل من بودابست إلى واشنطن لتجنب هبوط اضطراري قد يؤدي لاعتقاله بموجب مذكرة المحكمة الجنائية الدولية” وأشارت إلى أن “نتنياهو سافر إلى واشنطن مباشرة من بودابست لحضور اجتماع كان مقررا على عجل في البيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب” و اعتبر المصدر أن إسرائيل توقعت أن تنفذ أيرلندا وأيسلندا وهولندا أمر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وبالتالي حلقت طائرة جناح صهيون فوق كرواتيا وإيطاليا وفرنسا… ومنذ بداية الحرب في غزة مرت جميع رحلات رحلات رئيس الوزراء الاسرائيلي الى الولايات المتحدة عبر اليونان وايطاليا و فرنسا لتعبر الى المحيط الاطلسي الى أمريكا .. وقبل كل ذلك ابادة مائة الف خلال اشهر بين قتيل وجريح ومبتور الاطراف على مدى ثمانية عشرة شهرا من جرائم الحرب و الجرائم ضد الانسانية التي ترتكب باخطر الاسلحة واكثرها فتكا وهي أسلحة مصنعة في مصانع الغرب الشريك المعلن والممول لهذه الحرب.. ومن الفصول الدموية لهذه الحرب المجزرة المروعة التي استهدفت خمسة عشرة فردا من طاقم الإسعاف الذين يفترض أنهم المحميين بموجب القانون الدولي وقد فضح فيديو مسجل للناجي الوحيد من المجزرة أكاذيب و ادعاءات الاحتلال حيث كانت اضواء السيارة مضاءة من الداخل والخارج لكن ذلك لم يمنع تعرضهم للقتل الشنيع.
..ما فعله جيش الاحتلال في مجزرة سيارة الاسعاف أنه قتل ضحايا و دفنهم مع المركبة التي كانت تقلهم في محاولة لطمس جريمته قبل أن يتراجع جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مزاعمه، ويقر بجريمة قتل عناصر الإسعاف والإطفاء في رفح..كل ما كشفه التسجيل ان الجريمة كانت في اطار جرائم الابادة التي دخلت في اطار عقيدة الكيان الاسرائيلي المتعطش للدم و كل التبريرات التي يسوقها باطلة وفاقدة لاي منطق وهي لا تستند الا لدعم الغرب وانحيازه الاعمى لهذا الكيان وهو ما يجعله يواصل الحصول على كل أنواع السلاح الذي يريده لمواصلة حربه الهمجية و ابادة اهالي غزة و الاستعداد لتكرار السينارية في الضفة بالتوازي مع ما يجري في سوريا و كل ما نأمله ان تكذب الاحداث توقعاتنا و ان تتوقف الة القتل الاسرائيلية الكونية التي تعبث بالبشر في فلسطين و أن يتذكر الجناة أن روما اقدمت بعد حرق قرطاج على رشها بالملح حتى لا تثمر حياة او انسانا او نباتا بعد ذلك و لكن قرطاج انتفضت من رمادها وعادت واستمرت حتى اليوم وستعود فلسطين و تعود غزة لتنتفض من رمادها كما في اسطورة طائر الفينيق الذي يكوت باحتراقه ويحيا من رماده …
كاتبة وصحفية تونسية