بحضور السيسي وماكرون.. هل يتم إدخال أول قافلة مساعدات للقطاع رغما عن أنف إسرائيل؟ حفلات الرقص تثير الغضب.. نيكسون وماكرون هل يعيد التاريخ نفسه؟ وأيهما نصدّق: الزعماء الثلاثة الذين تحدثوا عن حل الدولتين أم ترامب الذي أكد خطته للتهجير؟

بحضور السيسي وماكرون.. هل يتم إدخال أول قافلة مساعدات للقطاع رغما عن أنف إسرائيل؟ حفلات الرقص تثير الغضب.. نيكسون وماكرون هل يعيد التاريخ نفسه؟ وأيهما نصدّق: الزعماء الثلاثة الذين تحدثوا عن حل الدولتين أم ترامب الذي أكد خطته للتهجير؟

القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:

ردود أفعال ساخنة على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر، حيث حل اليوم ضيفا على معبر رفح البري برفقة الرئيس السيسي.
الرئيسان وجها التحية لآلاف المصريين المحتشدين في العريش لدعم القضية الفلسطينية ورفض التهجير، وسط أجواء احتفالية صاحبها رقص النساء والرجال والشباب، وهو الأمر الذي اعتبره الكثيرون غير ملائم تماما لأجواء الحزن والأسى التي تخيّم على الفلسطينيين.
كانت محافظات مصر المختلفة، قد شهدت منذ الساعات الأولى من فجر اليوم الثلاثاء احتشاد عشرات الآلاف من المواطنين المصريين في تجمع ضخم غير مسبوق، وذلك للتعبير عن رفضهم القاطع لمخططات تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، وتأكيدهم على دعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاعتداءات والانتهاكات المستمرة.
أيهما نصدّق؟
المتابع لصحافة القاهرة اليوم الثلاثاء يجد إبراز اتصال الزعماء الثلاثة (السيسي، عبد الله الثاني، ماكرون) بترامب وتأكيد أهمية تهيئة الظروف لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتنفيذ حل الدولتين، في الوقت الذي أكد فيه ترامب من جديد في ضيافته الثانية لنتنياهو بالمكتب البيضاوي، أنه لم يغير خطته لتهجير الفلسطينيين وتنفيذ مشروعه العقاري في غزة، واستهزأ بمن يحاولون تقليد خطته.
وقال إننا وجدنا مع اسرائيل دولا كثيرة مستعدة تقبل عندها الفلسطينيين المحصورين في غزة.
وأكد ترامب انه حريص على كل رهائن إسرائيل في غزة ومقتنع بمواصلة إسرائيل ضغوطها الحالية، ولن يستقر الوضع حتى تكون هناك قوة حفظ سلام دولية بإشراف أمريكي لتنفيذ خطته على “قطعة الارض العقارية على البحر” اي غزة لتطويرها. وبأن الحرب في غزة ستنتهي عند القضاء على خطر حماس والإفراج عن “الرهائن” الإسرائيليين “الممنوع عنهم الطعام الكافي” حسب شهادة زملائهم الذين تم الإفراج عنهم.
وأكد انه لم يتنازل عن خطته، رغم كل ما يُثار، بل قال إنه لا يعرف لماذا تخلت إسرائيل عن غزة في السابق، لافتا إلى أن إعادة إعمار غزة يستغرق أعواما ويجب أن نعطي الناس خيار الخروج وهناك بعض الدول تؤيد هذه الرؤية، مشيرا إلى أن السيطرة على قطاع غزة وامتلاكه سيكون أمرا جيدا.
وقال ترامب إنه سيتم تسمية “غزة “منطقة الحرية بعد نقل السكان منها.
فأيهم نصدق: الزعماء الثلاثة الذين قالوا شيئا أم ترامب الذي أكد النقيض تماما؟
السفير فوزي العشماوي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير فوزي العشماوي يقول إن وجود الرئيس ماكرون والرئيس السيسي اليوم في العريش لتفقد التجهيزات الأمنية والإنسانية لمساعدة سكان غزة بادرة مهمة يجب أن تلفت الأنظار للمعاناة غير المسبوقة تاريخيا لسكان القطاع والإجرام غير المسبوق الذي يمارسه الكيان ضدهم.
وتمنى العشماوي تواجدا رمزيا من الزعماء الثلاثة الذين التقوا في القاهرة (السيسي – ماكرون – عبد الله الثاني) أمام معبر رفح للإشراف علي دخول أول قافلة مساعدات للقطاع رغما عن أنف إسرائيل.
من جهتها قالت د. عالية المهدي العميد الأسبق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة إن زيارة “ماكرون” لمصر والاحتفاء به ذكّرتها بزيارة “نيكسون” لمصر سنة 1974 والاحتفاء به، وبعد عدة أشهر اضطر للاستقالة بسبب فضيحة “ووترجيت”.
في سياق زيارة ماكرون قال الإعلامي المصري مصطفى بكري إن ‏زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلي مصر، هي نقطة تحول في تاريخ العلاقات المصرية الفرنسية، وهي تأكيد علي مبدأ الشراكة، ودور مصر المحوري تجاه المشاكل الإقليمية والدولية، مشيرا إلى أن هذه الزيارة ستكون لها آثارها التي تتجاوز مبدأ العلاقات المشتركة، إلي التنسيق فيما يخص قضايا المنطقة والتعاون المصري – الأوروبي.
وخلص بكري إلى أنها كانت زيارة ناجحة وتكللت بزيارة شمال سيناء علي الحدود بين مصر وغزة.
جدير بالذكر أن الوزير الإسرائيلي المتطرف “سموتريتش” قالها اليوم صراحة: “لن تدخل حبة قمح واحدة إلى غزة”، وهو الأمر الذي اعتبرته حماس إعلانا صريحا من حكومة نتنياهو بفرض سياسة التجويع على سكان غزة.