انضمّت لدولٍ عربيّةٍ.. ضغوطاتٌ تركيّةٌ هائلةٌ على قادة (حماس) لتليين مواقفها في مفاوضات التبادل نزولاً عند طلب ترامب.. نتنياهو يُعلِن رسميًا وعلانيّةً: الكيان سيحتّل القطاع كاملاً ويفرض الحكم العسكريّ الشامل

انضمّت لدولٍ عربيّةٍ.. ضغوطاتٌ تركيّةٌ هائلةٌ على قادة (حماس) لتليين مواقفها في مفاوضات التبادل نزولاً عند طلب ترامب.. نتنياهو يُعلِن رسميًا وعلانيّةً: الكيان سيحتّل القطاع كاملاً ويفرض الحكم العسكريّ الشامل

 

الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:

على وقع توقّف المفاوضات بشكلٍ شبه نهائيٍّ لتبادل الأسرى بين حركة (حماس) ودولة الاحتلال الإسرائيليّ تتزايد الضغوطات العربيّة والأجنبيّة على (حماس) بهدف إقناعها لتليين مواقفها وإبداء مرونةٍ في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، والتي تدور تباعًا في كلّ من العاصمة المصريّة، القاهرة، والعاصمة القطريّة، الدوحة.
ووفقًا للمصادر الفلسطينيّة المطلعة، والتي تحدثت اليوم الاثنين لصحيفة (هآرتس) العبريّة فإنّ تركيّا وبواسطة وزير خارجيتها، هاكان فدان، تُمارِس الضغوطات الهائلة على الحركة لتليين مواقفها، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ أنقرة تعمل وقف طلباتٍ من إدارة الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب.
وتابعت المصادر الفلسطينيّة عينها قائلةً للصحيفة العبريّة إنّ وزير الخارجيّة التركيّ فدان عقد أمس في الدوحة اجتماعًا مع قادة (حماس) شارك فيه رئيس مجلس الشورى في الحركة، محمد درويش، وخليل الحيّة، بالإضافة إلى أعضاءٍ آخرين من قادة حركة (حماس) من المجلس السياسيّ في (حماس).
وأردفت المصادر ذاتها قائلةً إنّه خلال الاجتماع تمّ التداول في المستجدات والتطورّات الأخيرة في المفاوضات بين حماس وإسرائيل في ملّف تبادل الأسرى والسعي للوصول إلى وقفٍ لإطلاق النار، على حدّ تعبيرها.
ووفقًا للمصادر الفلسطينيّة فإنّ قادة (حماس) أعربوا عن تعهدهم خلال المفاوضات بوقف إطلاق النار في قطاع غزّة، كما تعهدوا في الوقت عينه بمواصلة المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل للتوصّل لصفقة تبادلٍ، وبموازاة ذلك الوصول إلى صفقةٍ تضمن وقفٍ دائمٍ لإطلاق النار، طبقًا لأقوالها.
من ناحيته، قال وزير الخارجيّة التركيّ في الاجتماع المذكور إنّ تركيّا تُواصِل مساعيها الحثيثة وفي قنواتٍ دبلوماسيّةٍ عديدةٍ بهدف التوصل لوقفٍ دائمٍ لإطلاق النار في قطاع غزّة، على حدّ تعبيره.
عُلاوةً على ما ذُكِر آنفًا، شدّدّت الأطراف المشاركة في اجتماع الدوحة على ضرورة العمل المشترك والسريع من أجل حلّ مشكلة انهيار الخدمات في قطاع غزّة، والنقص العارم في الأكل الذي يُعاني منه سُكّان القطاع بسبب منع إسرائيل إدخال المعونات الإنسانيّة إلى القطاع، وذلك في الأشهر الأخيرة.
وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يوم الخميس الفائت إنّ الجهود المبذولة للتوصل لوقف جديد لإطلاق النار في قطاع غزة أحرزت بعض التقدم، لكن لا يظل الاتفاق بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) صعبًا.
وأوضح “شهدنا يوم الخميس بعض التقدم مقارنة بالاجتماعات الأخرى، لكننا بحاجة إلى إيجاد إجابة للسؤال الأهم: كيف ننهي هذه الحرب؟ هذه هي النقطة المحورية في المفاوضات كلها”، طبقًا لأقواله.
وذكر موقع (أكسيوس) الأسبوع الماضي أنّ رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) دافيد برنياع توجه إلى الدوحة يوم الخميس للقاء رئيس الوزراء القطري وسط الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق نار جديد في غزة.
ولم يذكر المسؤول القطري أي جوانب من محادثات وقف إطلاق النار شهدت إحراز تقدم في الأيام القليلة الماضية، لكنه قال إن حماس وإسرائيل لا تزالان على خلاف بشأن الهدف النهائي للمفاوضات.
وقال إنّ الحركة مستعدة لإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المتبقين إذا أنهت إسرائيل الحرب في القطاع. لكنه أضاف أنّ إسرائيل تريد من حماس إطلاق سراح الرهائن دون تقديم رؤية واضحة لإنهاء الحرب.
على صلةٍ بما سلف، وفي مسعىً جديدٍ لإحباط أيّ اتفاقٍ، قال رئيس الوزراء الإسرائيليّ اليوم الاثنين إنّ الكيان سيقوم باحتلال قطاع غزّة كاملاً، ومن ثمّ سيفرض على المنطقة المُحتلّة الحكم العسكريّ.
وتابع نتنياهو في مؤتمرٍ عُقِد بمدينة القدس المُحتلّة، إنّ السلطة الفلسطينيّة لن تكون جزءًا من إدارة القطاع، مدعيًا أنّ السبب في عدم تمكّن الكيان من القضاء على (حماس) يعود إلى وجود الأسرى الإسرائيليين لديها، طبقًا لأقواله. وزعم أيضًا أنّ دولة الاحتلال قررت التعامل فقط مع غزّة من أجل إنشاء شرق أوسطٍ جديدٍ.
إلى ذلك، شدّدّت المصادر الأمنيّة والسياسيّة في تل أبيب على أنّ دولة الاحتلال تجنبت حتى الآن الدفع باتجاه الحكم العسكريّ لقطاع غزة، ولكن مع وجود رئيس أركان جديد للجيش الإسرائيلي ووزير حرب جديد، ناهيك عن وجود رئيس جديد في البيت الأبيض، يبدو أنّ التفكير الإسرائيلي قد تغيّر.
وتدرس القيادة السياسيّة والعسكريّة الإسرائيليّة خططاً لشنّ حملةٍ بريّةٍ جديدةٍ في قطاع غزة، قد تشمل احتلالًا عسكريًا كاملاً للقطاع لعدة أشهر أوْ أكثر، وفق ما ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين وأشخاص مطلعين، قولهم إنّه من المرجح أنْ تشمل التكتيكات الجديدة الأكثر عدوانية السيطرة العسكرية المباشرة على المساعدات الإنسانية، واستهداف المزيد من قيادات حماس المدنية، وإجلاء النساء والأطفال والمدنيين غير المقاتلين الذين تمّ التحقق منهم إلى ‘مناطق إنسانية’، ثم فرض حصارٍ على من تبقى، في تكتيك أكثر شدة، مما تم استخدامه العام الماضي في شمال غزة”.