ا د هاني الضمور: لو عاد موسى… لزلزل الأرض تحت أقدامكم

ا د هاني الضمور
لو عاد موسى عليه السلام، لن ينزل حاملًا عصا الراعي بل صاعقة الغضب، ولن يطرق أبواب الزعماء بل سيهدم عروش الكاذبين.
لو عاد، لن يسير بين الأزقة صامتًا، بل سيكون صوته هو الصاعقة، وعصاه هي البركان، وخطاه لعنة على كل طاغية.
لن يقول لهم: “يا بني إسرائيل، لِمَ تؤذونني؟” بل سيصرخ فيهم:
“يا قتلة الأنبياء، يا من قلبتم الميثاق إلى دماء، ماذا فعلتم بوصايا ربكم؟ أتجعلون التوراة وثيقة للمذابح؟!”
موسى الذي وقف في وجه فرعون، سيقف الآن في وجهكم، وسيقولها بملء الأرض والسماء:
“لقد بعتم الحق، واشتريتم النار، ولا نجاة لكم هذه المرة. ربكم بريء من دمائكم، وأنا بريء من أفعالكم.”
لن يخلع نعليه على الأرض الطاهرة فقط، بل سيطأ بقدميه على صدوركم، أنتم من دنستم الأرض المباركة.
لن يدعوكم، بل سيبرأ منكم: “أنتم لستم قومي، أنتم قوم الطغيان.”
موسى عليه السلام… ما صمت حين رأى عبادة العجل، فكيف يصمت الآن وأنتم تعبدون الدماء؟
ما تهاون حين ظلم فرعون قومه، فكيف يتهاون وأنتم صرتم أعتى من فرعون نفسه؟
سيهوي بلوح التوراة على رؤوسكم، لا ليعلّم، بل ليكسر شوكة الظلم التي زرعتموها في قلوب الأبرياء.
وسيرفع صوته، حتى ترتجف الجبال:
“ويل لكم! لقد دنّستم الوعد، قلبتم النبوة إلى نار، والرسالة إلى لعنة. هذه الأرض لن تحملكم طويلًا، فقد آن الأوان أن تُمحى خيانتكم من كتاب الزمان.”
لن يواسيكم، بل سيُدينكم.
ولن يغض طرفه عن فلسطين، بل سيصرخ:
“يا غزة، لا تخافي، فإن الله لا يخذل عباده الصابرين، وإن موعدكم النصر، ولو بعد حين.”
موسى عليه السلام، ما عرف المداهنة، وما باع صوته لأحد. لو عاد اليوم، لما وقف بينكم داعيةً للسلام، بل ثائرًا على خيانة الرسالات، ولجعل من عصاه نارًا تأكل أكاذيبكم.
لو عاد موسى… لعلمت إسرائيل أن النبي لا يُباع ولا يُشترى، وأن الله لا يرضى بالدم، ولا يقبل الظلم، ولو سجد له العالم بأسره.
لو عاد موسى… لعلمت أمريكا أن دعم الظلم يُسقط عروشها، وأن صفقات السلاح ستتحول إلى قيود في أيديها، يوم يُسأل الناس عن كل قطرة دم.
ولو عاد موسى… ما اصطف مع أحد، إلا مع المظلوم، وما بارك أحدًا، إلا من غسل يديه من دم الأبرياء.
هذه الأرض لله… ومن يظن أن الباطل سينتصر، لم يعرف بعد من هو الله، ولم يقرأ حقًا في صحف موسى.
كاتب اردني