مهندس “خطة الجنرالات”: إسرائيل فشلت ولم تحقق أهداف حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على قطاع غزة والإخفاقات التي أدت إلى السابع من أكتوبرهو حدث صادم

مهندس “خطة الجنرالات”: إسرائيل فشلت ولم تحقق أهداف حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على قطاع غزة والإخفاقات التي أدت إلى السابع من أكتوبرهو حدث صادم

القدس/ عبد الرؤوف أرناؤوط/ الأناضول
اعتبر الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي غيؤرا آيلاند أن تل أبيب فشلت ولم تحقق أيا من أهداف حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على قطاع غزة منذ 18 شهرا.
وقال آيلاند وهو مهندس ما عرف “بخطة الجنرالات” في مقال نشره في موقع “واللا” الإخباري الإسرائيلي الاثنين: “بعد مرور عام ونصف على اندلاع الحرب في غزة، من الصحيح أن نقول بكل حزن إن إسرائيل فشلت فيها”.
وتهدف “خطة الجنرالات”، بحسب موقع “واي نت” العبري الذي كشف عنها في سبتمبر/ أيلول الماضي، إلى تحويل منطقة شمال ممر نتساريم (محافظتي غزة والشمال)، إلى منطقة عسكرية مغلقة، وتهجير الفلسطينيين منها.
وأضاف آيلاند: “لقد فشلت إسرائيل، ولم تتمكن من تحقيق هدف واحد من أهداف الحرب في غزة”.
واعتبر أن “ثمة ثلاثة معايير لتقييم مدى النجاح في الحرب”.
وقال آيلاند: “المعيار الأول هو المقارنة بين أهداف الحرب وما تم تحقيقه فعليا”، مشيرا إلى أنه “تم تحديد أربعة أهداف فيما يتعلق بغزة وهي إسقاط نظام حماس، وخلق وضع لا يشكل تهديدا عسكريا من غزة، وإعادة سكان المنطقة المحاصرة (المستوطنات المحاذية لغزة) إلى منازلهم بسلام، وإعادة (جميع) المختطفين”.
واستدرك: “الهدف الوحيد الذي تم تحقيقه جزئياً هو عودة الرهائن، ولكن مازال هناك 59 رهينة في غزة، منهم أكثر من عشرين على قيد الحياة، وهذا الإنجاز الجزئي لا يزال بعيدا عن التحقق بالكامل”.
وأضاف آيلاند: “المعيار الثاني يتعلق بجوهر الحرب، فأي حرب يكون هدفها سواء حدثت قبل 3000 عام أو اليوم، هو فرض إرادتنا على الجانب الآخر، أي إجباره على الموافقة على شيء يتعارض مع مصالحه”.
واستطرد: “إذا تم تحقيق النصر الكامل وهو الاستسلام غير المشروط من الجانب الآخر، فإن الجانب المنتصر يستطيع أن يفرض إرادته كاملة وهذا ما حدث في نهاية الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا واليابان”.
وتابع آيلاند: “عندما نقوم بتحليل الاتفاق بين إسرائيل وحماس بتاريخ 19 يناير/ كانون الثاني 2025، لا يمكننا الهروب من الاستنتاج بأن حماس فرضت علينا معظم إرادتها”.
وأشار إلى أن “المعيار الثالث هو مدى تعافي كل طرف من الحرب، وبما أن الحرب لم تنته بعد، فمن الصعب إعطاء تقييم لهذا القسم الثالث، وعلى أي حال وفي ضوء المعيارين الأولين، فمن الواضح أننا لم ننجح”.
واعتبر آيلاند أن “الإخفاقات التي أدت إلى السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 والفشل الاستخباراتي العملي في ذلك اليوم هو حدث صادم، ولكن كان من المتوقع أن نحقق إنجازات حقيقية في الحرب التي تم شنها على غزة في اليوم التالي، وهذا لم يحدث”.
وفي 1 مارس/ آذار 2025 انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين “حماس” إسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن نتنياهو تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/ آذار الجاري، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمنية، وفق إعلام عبري.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 166 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.