جفاف البشرة المفاجئ: الأسباب الخفية وطرق الوقاية

جفاف البشرة المفاجئ: الأسباب الخفية وطرق الوقاية

لندن-راي اليوم
قد تستيقظين يوماً ما لتجدي أن بشرتك فقدت إشراقتها المعتادة، أصبحت مشدودة، باهتة، وربما حتى متقشرة. هذا التغير المفاجئ لا يجب أن يُؤخذ باستخفاف، فهو غالباً ما يشير إلى اضطراب في توازن البشرة الطبيعي. وما يثير الدهشة أن هذا الجفاف قد يصيب حتى من يتبعن روتين عناية منتظم، ما يطرح تساؤلات عديدة حول أسبابه الخفية وطرق التعامل معه.
ما الذي يسبب جفاف البشرة المفاجئ؟
1. تقلبات الطقس المفاجئة
الانتقال من بيئة دافئة إلى أخرى باردة وجافة – أو العكس – يمكن أن يشكّل صدمة لبشرتك. الهواء البارد والجاف، أو انخفاض الرطوبة في الجو، إضافة إلى الرياح القوية، كلّها عوامل تسهم في إضعاف الحاجز الواقي للبشرة، ما يؤدي إلى فقدان سريع للرطوبة، حسب توصيات الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية (AAD).
2. منتجات العناية القاسية
استخدام مستحضرات تنظيف تحتوي على الكبريتات، الكحول، أو العطور الصناعية، قد يضر أكثر مما ينفع. فهذه المواد تزيل الزيوت الطبيعية التي تحمي البشرة، مما يسبب جفافاً فورياً. كما أن الإفراط في استخدام هذه المنتجات يؤدي إلى تهيّج البشرة ويزيد من حساسيتها، وفقاً لتقارير Mayo Clinic.
3. الاستحمام بالماء الساخن
رغم أن الماء الساخن يمنحك شعوراً بالاسترخاء، إلا أن كثرة استخدامه تؤدي إلى تجريد البشرة من زيوتها الأساسية. هذا يضعف طبقة الحماية الطبيعية، ويجعل الجلد أكثر عرضة للجفاف وفقدان الرطوبة.
4. قلة شرب الماء
الترطيب الداخلي لا يقل أهمية عن الخارجي. الجفاف قد يكون ببساطة نتيجة عدم شرب كميات كافية من الماء. وقد أظهرت دراسة منشورة في Clinical, Cosmetic and Investigational Dermatology أن الترطيب الداخلي يعزز مرونة البشرة ويمنحها ملمساً صحياً أكثر.
5. مشكلات صحية كامنة
في بعض الأحيان، لا يكون جفاف البشرة مجرد حالة عابرة، بل عرضاً لحالة صحية مثل قصور الغدة الدرقية أو الأكزيما. كما أن بعض الأدوية، خصوصاً مضادات الهيستامين، قد تُضعف الحاجز الجلدي، مما يؤدي إلى تبخر الرطوبة بشكل مفرط.
6. التوتر النفسي
الإجهاد المزمن يؤثر بشكل مباشر على صحة الجلد. فارتفاع هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر، يؤدي إلى إضعاف الحاجز الجلدي، مما يقلل من قدرة البشرة على الاحتفاظ بالرطوبة. النتيجة؟ بشرة جافة، مرهقة، ومفتقدة للحيوية.
كيف تحمين بشرتكِ من الجفاف المفاجئ؟
اختاري منظفاً لطيفاً خالياً من المواد الكيميائية القاسية.
قلّلي من الاستحمام بالماء الساخن وقلّصي مدته.
رطّبي بشرتك مباشرة بعد الاستحمام، ويفضل باستخدام كريم يحتوي على السيراميد أو حمض الهيالورونيك.
لا تنسي شرب كميات كافية من الماء خلال اليوم.
وإذا استمر الجفاف رغم كل الاحتياطات، من الأفضل مراجعة طبيب الجلدية للتأكد من عدم وجود سبب طبي أعمق.
إن العناية بالبشرة تبدأ بالفهم، ومعرفة الأسباب الحقيقية وراء التغيرات المفاجئة في ملمسها ومظهرها، هو الخطوة الأولى نحو استعادة توازنها ونضارتها.