الدكتور حسن مرهج: الجولاني والخطر الذي يهدد سورية والسوريين

الدكتور حسن مرهج
بعد سقوط نظام الأسد في سوريا، يواجه السوريون العديد من المخاطر المحدقة التي تهدد حياتهم ومستقبلهم. تعد هذه المخاطر نتيجة للانهيار السياسي والاقتصادي الذي شهدته البلاد على مدى السنوات العديدة من الصراع الدموي، حيث شارك الإرهاب بأنواعه كافة في إغراق السوريين بالمزيد من الأزمات، ولعل أحد أبرز المخاطر التي يواجهها السوريون هي خطر الانزلاق إلى حرب أهلية جديدة بعد سقوط نظام الأسد، خاصة في ظل حالة الانفلات الأمني وإستمرار حالات الخطف والقتل التي تُمارس بحق السوريين من قبل الجولاني وحكومته.
تشهد سورية حالياً تنافس بين القوى السياسية والعسكرية المختلفة على السلطة، مما قد يؤدي إلى اندلاع صراعات داخلية جديدة وتفاقم التوترات القبلية والطائفية، بالإضافة إلى ذلك، تشهد سوريا تدهوراً كبيراً في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، مما يعرض السكان لمخاطر اقتصادية خطيرة. فالبطالة وارتفاع أسعار المواد الغذائية يجعل الحياة صعبة على الكثير من الأسر السورية، ويزيد من مستوى الفقر والتشرد، و الواضح أن الجولاني وعبر إطلاق قطعان الإرهاب يعمل على تعميق مآسي السوريين في كل سورية، ولعل الحوادث المتنقلة وإرهاب المدنيين والعمل على تصفية العلويين، فإن كل ذلك ستكون له نتائج كارثية على عموم السوريين دون استثناء.
لتفادي هذه المخاطر، يحتاج السوريون إلى دعم المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لإعادة بناء البلاد وتوفير الدعم اللازم لإعادة تأهيل اللاجئين والنازحين، وضمان حياة كريمة للسكان الذين يعانون من تداعيات الحرب والصراع. إن سوريا حقيقة الأمر بحاجة إلى استقرار سياسي واقتصادي، وتعزيز الحوار بين القوى السورية المتنافسة لضمان مستقبل أفضل للشعب السوري وضمان عدم تكرار الأخطاء التي أدت إلى الحرب والدمار في البلاد.
من المهم التأكيد على ان سورية بدأت في عهد أبو محمد الجولاني، زعيم جبهة النصرة الإرهابية ولاحقاً هيئة تحرير الشام، تشهد مزيدًا من الدماء والدمار. تعد هذه الفترة من أخطر الفترات في تاريخ البلاد، حيث تسببت الجماعات الإرهابية في انتشار الفوضى والدمار والموت في أنحاء البلاد، وفي ظل هذه الأوضاع الصعبة، تعرضت العديد من المدن والبلدات السورية وتحديداً في الساحل السوري وحمص، لهجمات متكررة من جبهة النصرة وغيرها من الجماعات المتطرفة، مما أدى إلى مقتل وجرح العديد من الأبرياء وتشريد الكثير من السكان.
بالنظر إلى هذا المشهد المأساوي، يجب على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية العمل بجدية لوقف هذه الأعمال الإرهابية وتقديم الدعم اللازم للمدنيين الذين يعانون من هذه الأوضاع الصعبة. يجب العمل على تحقيق السلام واستعادة الاستقرار في سوريا من خلال دعم الحوار والحلول السياسية الشاملة، ومن الضروري أن تتحد الجهود المحلية والدولية لمحاربة الإرهاب وضمان أمن واستقرار الشعب السوري. يجب على المجتمع الدولي العمل بشكل جاد لمحاسبة الجماعات الإرهابية ومن يدعمها، وضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث المأساوية في المستقبل.
في النهاية، يجب على الجميع أن يتذكروا أن السلام والاستقرار هما أساس بناء مستقبل مزدهر لسوريا وشعبها، ويجب على الجميع تحمل مسؤولياتهم في تحقيق هذا الهدف النبيل، والعمل على إقصاء الجولاني وتحييده عن سورية.
خبير الشؤون السورية والشرق أوسطية