سوريا: هجمات إسرائيل تهدد بعودة الفوضى والجماعات المرتبطة بإيران لزعزعة الاستقرار وكل السردية الإسرائيلية المضللة لتبرير الضربات سقطت

سوريا: هجمات إسرائيل تهدد بعودة الفوضى والجماعات المرتبطة بإيران لزعزعة الاستقرار وكل السردية الإسرائيلية المضللة لتبرير الضربات سقطت

 
إسطنبول / الأناضول
استنكر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الثلاثاء، الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على بلاده، محذرا من أنها تشكل تهديدا حقيقيا وتفتح المجال للفوضى ولعودة الجماعات المرتبطة بإيران لزعزعة الاستقرار.
جاء ذلك في كلمة ألقاها أمام جلسة لمجلس الأمن حول الأوضاع بالشرق الأوسط، استعرض خلالها النجاحات التي حققتها حكومته منذ إسقاط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024.
وقال الشيباني بهذا الخصوص: “لقد شكلنا حكومة انتقالية تضم خيرة الكفاءات الوطنية وممثلين عن مختلف أطياف المجتمع السوري”.
ولفت إلى أن الحكومة السورية “حازت بالإجماع مؤخرا على تأييد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة”.
وأضاف: “رغم التحديات الجسيمة، نجحنا في توحيد الفصائل العسكرية تحت إطار دستوري مشترك وبرنامج إصلاحي حقيقي”.
وتابع: “وفي أول حوار وطني شامل اجتمع ما يقارب ألف سوري في القصر الرئاسي ليناقشوا أبرز القضايا التي تمس مستقبل البلاد”.
وأشار في هذا الصدد إلى أن حكومة بلاده “بصدد إطلاق هيئة للعدالة الانتقالية، وهيئة مستقلة معنية بمصير المفقودين”.
وأفاد بأن حكومته “تتعاون مع الآلية الدولية المستقلة والمحايدة وسواها من الهيئات المعنية بالعدالة لتوثيق الجرائم وبحث أفضل للسبل الممكنة لتحقيق العدالة والمسائلة ومنع تكرار الانتهاكات”.
وتحدث كذلك عن الشراكة التي تقيمها حكومته مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لـ”تحديد وتدمير ما تبقى من ترسانة النظام السابق”.
وشدد على أن “هذه الخطوات كانت قبل نصف عام فقط (قبل إسقاط نظام الأسد) ضربا من ضروب المستحيل، إلا أنها اليوم واقع ملموس”.
واستدرك: “مع ذلك فإن عملنا الوطني هذا يتعرض لتهديد حقيقي يتمثل في الاعتداءات الجوية الإسرائيلية المتكررة التي تنتهك أجواءنا وسيادتنا”.
واعتبر أن “الذرائع (الإسرائيلية) التي كانت تُستخدم لتبرير تلك الضربات من وجود جماعات مسلحة مدعومة من الخارج لم تعد قائمة”.
وقال: “الضربات الإسرائيلية لبلدنا لا تعد خرقا فاضحا لقرارات مجلس الأمن وخاصة القرارين 242 و497 فحسب، بل تدمر بنيتنا التحتية المدنية، وتفتح المجال مجددا للفوضى ولعودة المليشيات التي ناضل السوريون 14 عاما لمواجهتها”.
وأكد أن “كل السردية المضللة التي صدرت عن الجانب الإسرائيلي (لتبرير الضربات على سوريا) سقطت”.
وأضاف: “اليوم الشعب السوري يشعر بالقلق والتهديد من الجانب الإسرائيلي نتيجة الضربات المستمرة والقصف العشوائي، وكل ذلك يدفع الناس إلى النزوح والهجرة من القرى والبلدات المحاذية للحدود في الجنوب السوري”.
وتابع: “لقد سقط عدد من الشهداء والجرحى نتيجة لهذه الاعتداءات”.
وحذر من أن “النهج التوسعي والمبالغ في المخاطر وعدم احترام أمن الجوار وسيادته سيؤدي بكل المنطقة إلى مزيد من العنف والصراع وعدم الاستقرار”.
وشدد على أن “ممارسات إسرائيل تجاه سوريا هي التي تشجع وتوفر البيئة المناسبة للجماعات المرتبطة بإيران لزعزعة الاستقرار في سوريا”.