الاقتصاد الأميركي يتراجع في الربع الأول من 2025: أول انكماش منذ 2022

الاقتصاد الأميركي يتراجع في الربع الأول من 2025: أول انكماش منذ 2022

لندن-راي اليوم
سجل الاقتصاد الأميركي تراجعًا في الربع الأول من عام 2025، وهو أول انكماش فصلي منذ عام 2022. ووفقًا للبيانات الأولية، انخفض الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 0.3% على أساس سنوي، وهو أقل بكثير من متوسط النمو الذي بلغ نحو 3% خلال العامين الماضيين. ويعزى هذا التراجع بشكل رئيسي إلى زيادة الواردات قبل فرض الرسوم الجمركية المتبادلة، بالإضافة إلى ضعف الإنفاق الاستهلاكي في البلاد.
تأثير الواردات والانفاق الاستهلاكي
أظهرت التقارير الصادرة عن مكتب التحليل الاقتصادي الأميركي أن صافي الواردات قد اقتطع نحو 5 نقاط مئوية من الناتج المحلي الإجمالي، وهو التأثير السلبي الأكبر الذي يسجله الاقتصاد الأميركي حتى الآن. في المقابل، أضاف الاستثمار للناتج المحلي نحو 3.6%.
فيما يخص الإنفاق الاستهلاكي، الذي يمثل قرابة ثلثي الناتج المحلي الإجمالي، فقد نما بنسبة 1.8% فقط، وهو أضعف معدل نمو منذ منتصف عام 2023. وهذا يشير إلى تراجع في النشاط الاقتصادي الاستهلاكي، مما يعكس تأثيرًا سلبيًا على الاقتصاد بشكل عام.
التضخم والضغوط الاقتصادية
أما فيما يتعلق بمؤشرات الأسعار، فقد سجل مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) ارتفاعًا بنسبة 2.3% على أساس سنوي في شهر مارس 2025، وهو أقل من زيادة 2.7% التي تم تسجيلها في فبراير من نفس العام. في حين أن مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (Core PCE) الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة قد ارتفع بنسبة 2.6% في مارس، مما يتماشى مع التوقعات، بعد أن سجل نموًا بنسبة 3.0% في فبراير.
على أساس شهري، لم يشهد المؤشر الأساسي أي تغييرات خلال مارس، بعد ارتفاعه بنسبة 0.5% في فبراير. ويُعتبر مؤشر PCE الأساسي أداة هامة يعتمد عليها الاحتياطي الفيدرالي في متابعة مسار التضخم وتحقيق هدفه المتمثل في إبقاء التضخم عند مستوى 2%.
التوقعات الاقتصادية المستقبلية
يتوقع العديد من خبراء الاقتصاد أن تشهد الولايات المتحدة زيادة في معدلات التضخم خلال العام الحالي، في ظل استمرار تأثير الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب. تلك الرسوم من المتوقع أن ترفع تكاليف السلع في الأسواق الأميركية، مما قد يزيد من الضغوط التضخمية في الفترة المقبلة.
ترامب يعلق على الانكماش الاقتصادي
وفي رده على تراجع الاقتصاد الأميركي، نفى الرئيس السابق دونالد ترامب أن تكون الحروب التجارية السبب وراء هذا الانكماش، وبدلاً من ذلك ألقى باللوم على الرئيس الحالي جو بايدن. وفي منشور عبر منصته “تروث سوشيال”، أشار ترامب إلى أن الأرقام الاقتصادية “لا علاقة لها بالرسوم الجمركية”، متوقعًا أن يشهد الاقتصاد الأميركي ازدهارًا كبيرًا عند بدء تطبيق التعريفات الجمركية بشكل كامل. وأضاف: “أنا لم أبدأ حتى 20 يناير… عندما يبدأ الانتعاش، سيكون غير مسبوق. فقط تحلوا بالصبر!!!”

على الرغم من الانكماش الذي شهدته الولايات المتحدة في الربع الأول من 2025، لا يزال الاقتصاد الأميركي يواجه تحديات كبيرة، تتراوح بين زيادة الواردات وضعف الإنفاق الاستهلاكي إلى تأثير الرسوم الجمركية وارتفاع التضخم. ومع ذلك، يتطلع العديد من المراقبين إلى تعافي الاقتصاد في المستقبل القريب، خاصة إذا بدأت التعريفات الجمركية في تحقيق الأهداف الاقتصادية المرجوة.