محمد خير شويات: هل لا يزال الجهاد فرضاً أم أنه سقط بالمفهوم التقليدي بفضل المتاح من وسائل الدعوة والتبليغ السلمية؟

محمد خير شويات: هل لا يزال الجهاد فرضاً أم أنه سقط بالمفهوم التقليدي بفضل المتاح من وسائل الدعوة والتبليغ السلمية؟

 

 

المهندس محمد خير شويات

لست من أهل الفتيا ولذلك فإنني أكتب بناءً على مكتسبي وفهمي البسيط فقط!!
وبذات الوقت أُرحب بوجهات النظر المختلفة وخاصة من أصحاب الإختصاص من الفقهاء وأصحاب الفتيا الشرعية بهذا الموضوع الكبير والهام!!
حسب فهمي .. فإن الأساس الذي بني عليه فرض الجهاد بالإسلام كان  مرتبطاً بأمرين أو شرطين أساسيين، الأول هو تبليغ الدعوة لغير المسلمين، والثاني الدفاع المشروع – بكل الشرائع – عن النفس والأرض والعرض.
أما السبب الأول: فكان – قديماً – ضرورةً لعدم توفر الوسائل الأخرى، وكانت وسيلة التبليغ تستدعي القوة المسلحة وبعد ذلك يكون الخيار للطرف الآخر بقبول الرسالة أو رفضها، أو دفع الجزية في حال سيطرة المسلمين على الأرض، مقابل حرية العبادة، وطلب الرزق، وحسن المواطنة!!
أما اليوم  .. فقد أصبح من الممكن وبكل سهولة، ودون الحاجة للقوة المسلحة أن ينشر المسلمون ويُبلِّغوا للناس دعوتهم من خلال وسائل الإعلام والتواصل المختلفة والتي لا تخضع “غالباً” وفي معظم بقاع الأرض لأي نوع من أنواع المنع أو التجريم!!
فهل يسقط اليوم مفهوم السيف من جذوره؟ وهل أصبح جهاد النفس ذروة الجهاد الحقيقي المطلوب؟ وهل أصبح حمل الرسالة ونقلها للبشرية بالسفارة الطيبة، وأخلاق المسلمين هو الخيار الشرعي الحقيقي؟ وليس المفاهيميم التقليدية التي نُسخت بفضل ما يتوفر من وسائل أخرى للدعوة والتبليغ!!
وهل يحتاج المسلمون اليوم تجديد الفتوحات وبلادهم باتت حمىً مستباح حتى للدون من بني البشر؟؟
ومع كل هذا نجد الاستثمارات من أبناء العرب والمسلمين تمتهن نشر ما يهمها في دنياها وتبتعد عن البحث بايجاد الوسائل المناسبة للدعوة والتبليغ!! لا بل إنها قد فشلت بدحض الدعاية المضادة ضدها، والإستسلام أمام الدعاية المضادة، وأخذ موقع المدافع الضعيف في وجه هجمات ممنهجة ويتم تمويلها من الإعداء، ومن ذوي القربى في آن واحد!!
أما فيما يتعلق بموضوع الدفاع عن النفس والأرض، والعرض فقد بات المسلمون في وضع دفاع لا يُحسدون عليه بعد أن تكالبت عليهم الأمم، وتكالبوا على أنفسهم وعادوا عن المناهج التي تتلمذ على قيثارتها الطلاب، فأصبح العدو اليوم صديق رؤوم ودود وأصبح الخوف كل الخوف من الإسلام والمتدينين!!
إن الجهاد الحقيقي اليوم أصبح “كف يد المسلمين عن رقاب ودماء بعضهم”، والتوقف عن الشرذمة!! حتى أن الجهاد الأكبر ببعض البلاد أصبح عبور الشارع من ضفته إلى الضفة الأخرى قبل أن تدوس المارة سيارة مسرعة لا تأبه بحياة الناس وتتعمد زيادة الأذى على الطريق بدلاً من رفعه عنها كون ذلك صدقه!! وهذا بحد ذاته – من وجهة نظري المتواضعة –  نوع من الدروشة والتدين البعيد عن الدين!!
إن المتتبع، والمراقب لصمت “المسلمين” عن التطهير العرقي” الذي يدور رحاه في بلادهم، ولا سيما في فلسطين والسودان والقهر الذي تعانيه الشعوب بمصر وسوريا وليبيا وتونس وغيرها أصبح اللبيب به حيران ويخال من الخرافة وهو صدق!!
ما أحوجنا اليوم إلى الجهاد ضد حكم الفرد، والدكتاتورية وأذرعها!! ما أحوجنا اليوم إلى العمل على التخلص من الموروث الذي نعتمد من خلاله نسخ القديم مما لا لزوم له والاستفادة من حضارة العصر لتعزيز الموروث الروحي والديني الذي تستقيم به الأمور ويحقق العدل والسلام لكل بني البشر بعيداً عن الشتم والذبح وإزهاق الأرواح دون داع لذلك!! ما أحوجنا اليوم إلى تطبيق الكتاب بدلاً من حفظ آياته وكأنها موروث إنشائي غير قابل للتطبيق أو سيلة لتنظيم الحياة وإحلال العدل والمساواة بدل الظلم وإجتهاد البشر!!
اللهم ردنا إلى ديننا رداً جميلاً
كاتب اردني